سالم محمد تطالب روسيا بأن تكون العقوبات الجديدة التي يريد المجتمع الدولي فرضها ضد إيران، عقوبات ذكية، حتى ينجو المدنيون من اثارها، وهو مطلب، قد لاقى استجابة لدى البعض من الدول الكبار او ما يسمى 5+ 1، ويمكن قراءة المطلب على عدة وجوه، من بينها كما اعتقد،
هو ان روسيا بدأت ترى من ضرورة حتمية لأن تمتثل ايران الى الارادة الدولية في عدم تطوير برنامجها النووي التي تدعي سلميته. المعطيات التي تتحرك على الارض الإيرانية، كما يرى مراقبون، انها مازالت تسعى الى «التسويف» والمماطلة بالوقت، وهي اللعبة التي نجح فيها الساسة الايرانيون الى حد هذه الساعة، وتعمل إيران أيضا في الوقت نفسه على تطوير برامج تسليحية تقول انها قادرة من خلالها على خنق الخليج العربي ومنع الغرب من الاستفادة من النفط اذا تمادى «هذا الغرب» في رفع منسوب الضغط على طهران. نعتقد ان منسوب الضغط الغربي لن يتوقف عند درجة معينة، وهذا ما لمسه الإيرانيون الذين بدأوا يتحدثون في الاونة الاخيرة عن امكانية اجراء الحوار مع الكبار بدون الشروط المسبقة التي غالبا ما رفضتها طهران لكونها تندرج فيما تصفه المساس بالسيادة، ووافقت على استيراد اليوارانيوم المخصب بنسبة 20% اذا تم التبادل فوق الارض الإيرانية. الحليف الروسي لإيران، اخذ يتململ هذه الأيام من ضياع الوقت في لعبة المماطلة التي تجيدها طهران كما يبدو خلال السنوات الماضية، ولابد من الاشارة الى ان اسباب تململ «الدب الروسي» تعود الى معطيات كثيرة ليس بعيدة عن ان الغرب واميركا تحديدا قد «انصاعوا» الى مطالب روسيا في حلحلة بعض المشاكل العالقة بين الطرفين، وهذه الحلحلة ادت الى ان تطالب روسيا بالعقوبات الذكية بدلا من العقوبات «الأخرى» التي يمكنها ان تطول مقدرات الشعب. لعبة الوقت والمماطلة والتسويف في ايران ، كما يقول محللون غربيون ، ازاء هذا الملف تثير ريبة الكبار (5+1)، وبقدر ما تفرض سياسة الاحتواء «علقنة» غربية في عدم الانجرار الى الاندفاع الإسرائيلي بضرب المفاعل النووي الإيراني، فان الأمور قد تجري ذات يوم الى الدفع بها الى نهاية الطريق الذي لاعودة منه، وهو الحرب، وبذلك قد لاينفع أي منطق او علقنة لإعادة الحياة الى نصابها السابق، لذا فمن الاولى بالساسة الإيرانيين، ان يأخذوا بنصائح المراقبين من أخذ العبر والدروس القريبة جغرافيا اليها كي لاتتكرر المأساة ويدفع الثمن غاليا. الحليف الروسي الذي يقترح هذه الايام فرض حزم العقوبات الذكية على إيران، يقول المحللون انه سيأتي اليوم الذي يطالب فيه إيران بالتخلي عن برامجها النووية ذات الاطار التسليحي، حتى وان كانت مصالح روسيا متشابكة مع طهران، وبذلك قد تفقد اعز صديق في يوم قد لاينفع فيه لا مال ولا بنون.
نافذة على العالم :العقوبات الجديدة ضد ايران
نشر في: 9 مارس, 2010: 06:59 م