TOP

جريدة المدى > سياسية > الحياة مختلفة في العراق

الحياة مختلفة في العراق

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م

 ترجمة عبدالخالق علي

كتبت المراسلة كاثي برين من مدينة النجف الأشرف تقول: على مدى الايام الثلاثة الاخيرة كنت احاول ان احصل على أخبار عن الموقف في مدينتي مانهاتن التي كان الفيضان فيها ثقيلا بسبب إعصار ساندي. كنت أتصور ان منزلي غمرته المياه والأهالي مرعوبون يعيشون في ظلام دامس.
على الانترنت أنباء تقول "لا تعتقد أن غلي الماء يجعله صالحا للشرب". صباح الأربعاء حصلت على اخبار عن الوطن، التيار الكهربائي مقطوع إلا أن الفيضانات قد توقفت. كنت في بغداد يوم الاحد الماضي الثامن والعشرين من تشرين الأول ولم اسمع عن إعصار ساندي حتى فتحت بريدي الالكتروني صباح الاثنين، فعلمت ان احد أصدقائنا سيبقى في منزلنا بسبب العاصفة. سألت نفسي أية عاصفة؟ قلة الاخبار والقلق الذي انتابني أعاداني الى زمن وجودنا في بغداد خلال فترة "الصدمة والخوف". حينها تساءلنا كيف سيبدو الأمر في الوطن دون وجود الكثير من المعلومات عن أوضاعنا؟ اليوم انقلب الموقف. المرء يتصور الأسوأ دائما. شعرت بالانزعاج وانا استمع للأخبار عن بعد آلاف الأميال. أتساءل ما هي الأفكار التي تدور في رؤوس وقلوب المواطنين عند ارتفاع مناسيب المياه وهم لا يقدرون على فعل شيء ولا يدرون ما سيحل بهم.
كما سمعتم، فان التفجيرات مستمرة خاصة في بغداد، حيث قتل 53 شخصا السبت الماضي ومات 24 آخرون يوم الأحد. مرت عشر سنوات منذ بدء الحرب على العراق بقيادة الولايات المتحدة والتيار الكهربائي مستمر في الانقطاع في كل أنحاء العراق. قال سامي – الذي استضافتني عائلته في مدينة النجف- "ربما نستطيع ان نرسل لهم بعض الكهرباء من المتوفر لدينا"، ضحكنا جميعا. تلقيت بريدا من صديق آخر من البصرة يتحدث فيه عن نقص الكهرباء والرطوبة العالية حيث وصلت درجات الحرارة إلى 50 درجة مئوية في الصيف الماضي خلال شهر الصوم حيث لا يتناول الصائمون الطعام والشراب من الفجر حتى غروب الشمس. يتساءل هذا الصديق "كيف ضخّت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في العراق ومازال البلد يفتقر الى مشروع محطة توليد طاقة كهربائية للمساعدة في التخفيف من درجات الحرارة وتهدئة المزاج الذي تعكّر مع الاضطراب السياسي وعدم توفر الأمن والاقتتال الطائفي"؟ لقد خفّ الحر القائظ الآن في البصرة وبغداد والنجف، والشتاء على الأبواب. لقد هدأت المياه في نيوجيرسي وجزيرة كوني ومانهاتن. هل سنعيش بشكل مختلف اليوم عما كنا بالأمس؟ هل سنكون اكثر وعيا وادراكا لموتنا وهشاشتنا؟ وننسج المزيد من الترابط مع اسرتنا الانسانية الاكبر؟ وان ننتبه الى ان اصغر الافعال يمكن ان تكون لها عواقب بعيدة المدى؟ لسبب ما فقد أنعم الله علينا بيوم آخر نعيشه.
 عن: توبيكس

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق بلا غاز إيران.. و
سياسية

العراق بلا غاز إيران.. و"سيناريوهات متشائمة" عن الأشهر الثلاثة المقبلة

بغداد/ تميم الحسن دخل العراق رسميًا في "حظر الغاز الإيراني"، فيما بدأت تحذيرات سياسيين عراقيين تتصاعد بشأن تغييرات متوقعة في "عهد ترامب". وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، أن العراق لم يبلغ رسمياً...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram