اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > (حوار الابعاد الثلاثة ) لبلند الحيدري التلقي القصدي ووعي الشاعر

(حوار الابعاد الثلاثة ) لبلند الحيدري التلقي القصدي ووعي الشاعر

نشر في: 10 مارس, 2010: 04:48 م

د. قيس كاظم الجنابي ظل الشعر رسالة موجهة من الشاعر الى المستمع لانه كان ينشد أنشاداً، ويوجه مباشرة الى المتلقي بوصفه منتمياً ثانياً للنص بطريقة جديدة، لان الشاعر يطمح الي استمرار العلاقة بينه وبين الاخر، وقد كان الشعر المسرحي جزءاً من عملية اللقاء بين جانبين يقف النص بينهما بوصفه اساس العلاقة وجوهرها، وهو يعد نوعاً من الاستقصاء،
 فهو بالتالي ذو رؤية شمولية قادرة علي الجمع بين المنتج والمتلقي لانه رسالة تحمل شفراتها معها، وغالباً ما تكون هذه الرسالة (قصدية، يوجهها شخص ما ويعني بها شيئاًمعيناً، بينهما الشفرة بلا موجه او مرسل، ولا تهدف الي قصد. وبهذا المعنى فهي لا شعورية ، تنسجم هذه القصدية مع الادب الحواري ، لانها تحمل معها موجهاتها الي الاخر، ضمن محاولة لاستنهاض الوعي الكامن في النص حتي يتمكن من الالتحام مع المتلقي والتحاور معه حواراً نوعياً خاصاً، لان الوعي هو نوع من الاكتشاف والتأسيس لعلاقة متينة بين جوانب العملية التوصيلية : الشاعر / النص / المتلقي، وذلك لان تبادل المقاصد هنا (هو واقعة الحوار وحاصل هذه الواقعة هو(قواعد التعرف المتضمنة في المعني المقصود) ،وهذه القصدية هي جزء من حركة الوعي القادر على بناء الافكار من جديد، من خلال فهم الواقع واعادة أنتاجيه، والشاعر المعاصر شاعر مغرق في استقصاء حركة الواقع وتشابكاتها المتعددة، وقد كان الشعراء الرواد شعراء مثقلين بهموم الحياة والمجتمع، وكذلك كان السياب ونازك الملائكة والبياتي وكذلك بلند الحيدري الشاعر التفلسف في فهم الاشياء، فقد شكلت قصائده نصاً موحداً في (حوار عبر الابعاد الثلاثة) يستند الى وعي متفوق، وقدرة علي تمثل الفكر وبعث منطلقاته بقوة الشعر ومراميه، نتيجة الاعتقاد بان الوعي (يتميز بحركة خروجية او تخارجية يكمن اساسها في طابعه القصدي التوجهي بحيث يصبح بالامكان عد امكانية التمييز بين داخل وخارج اطلاقاً، او بين بطون وخروق، او بين ذات وموضوع، مجرد ثمرة من اثمار قصيدة الوعي.. اذ يتبدي لنا الوعي مفارقة ذاتية وتعليلاً ذاتياً بدون نهاية فهو دائماً في ذاته ولذاته، وهو دائماً مع الاشياء. هذه المفارقة - في المباطنة، يمكننا ... تسميتها ... الوجه الاخر لفاعلية الوعي.. لكونه دائماً فعلاً لشيء، ادراكاً لشيء، حكماً بشيء، توقعاً لشيء تذكراً الشيء، حباً لشيء).تحمل هذه القصدية التخارجية المنبعثة من خلال قصدية الحوار الشعري في ثناياها روح المفارقة بين الشاعر والمتلقي ، بوصف الشاعر داخلاً، والمتلقي خارجاً، بين الوعي الذي يستبطن النص، والوعي الذي يظهره المتلقي بوصفه ذاتاً تتمسرح فوق الاشياء وتفرض وجودها الفاعل علي ساحة الواقع .ويميل ( امبرتوايكو) القصدية الى ما يعنيه بـ( التعاضد النصي) الذي يفتح الافق واسعاً نحو(التعاضد)(التأويلي)الذي يحصل (في الزمن) بان يقرأ النص خطوة أثر خطوة، بغية الوصول الي المصداقية، اي المنطقية او سببية في اطار بناء الحكاية العميق الذي يمكن من خلاله كشف مدي الوعي الكامن النص ، لان مسرحة القصيدة تحيلها الي نوع من الحكاية التي تسرد عبر خطاب الشخصيات ، وحركة الاحداث، مما يجعل القصدية ذاتها محملة بالافكار التي تستنهض البعد العميق في النص وتتيح للقارئ بتأويله بطريقة تحتكم الى السرد بوصفه بنية قادرة على تقريب النص بدرجات متتالية ، مع ان شعر بلند الحيدري يمتلك رؤية شمولية ذات أفاق حكائية تستند الي وعي فاعل يقوم علي حوار الشخصيات والمشاهد السردية التي تتمازج جميعاً لبناء قصيدة تحمل معها تصوراً للمتلقي بوصفه كياناً مفترضاً في ذهن الشاعرالمنتج للنص. rnاشكالية الحضور والغيابيؤسس بلند الحيدري خطابه في(حوار عبر الابعاد الثلاثة) وفق لقاء الحضور والغياب عبر ضمائر السرد(أنا، أنتم، هم) الحضور في (أنا ، انتم) والغياب في ( هم، هو) وهذه الحوارية تتموضع وفق جدلية الوعي الباطن والظاهر، يبدأها الشاعر بأثارة صدمة المتلقي التي تأسست علي حقيقة قديمة هي الخطاب الشفاهي بين الشاعر وجمهوره ، حين يقول: ياكلكميا غيبة الحاضرينيا أنتم المارون كل لحظة ببيتي المنكفيء الاضواءوالحاصلون ليلي الثقيل في صمتكم المرائيانا .. هنا .. اموت من سنينأزحف من سنينخيط من الدماء بين الجرح والسكينيطول الغياب حتى الحاضر لانه مغيب الوعي، مهمل الفاعلية، لهذا يلجأ الشاعر الي تأسيس حوارية مسرحية من خلال استخدام (الكورس) او المجموعة التي تتحدث باسم الاخرين، من خلال بحثه عن العدالة، والمقولة المفقودة (العدل اساس الملك) لان من يملك سكيناً يملك الحق في القتل، فالسكين هي الاداة الفاعلة في تحديث القوة القادرة علي كبح جماح الاخرين، احدثت تمازجية بين الذات الواعي وبين السكين المتمثلة بالخارج الذي يخترق الحواجز ليؤكد حضوره.عانى الشاعر من اشكالية الاندماج بالقطيع، او بالآخر الغائب الصامت، فحاول ان يستنهض وعيه بقصدية ملحوظة ليجعل منه متلقياً واعياً متحرراً من ضغط الواقع، لان الشاعر يؤسس خطابه بوصفه جزءاً من سيرورة الفكر ومدياته المتوثبة في خلق وعي متقدم .rnنزعة الرفضيحمل الشاعر رفضه للكثير من المقدسات التي اصبحت وسيلة لاشاعة القتل، لان القتلة يقتلون: باسم الرب وباسم الشعب، من هنا يصبح الوعي جزءاً من نبوءة الشاعر في كشف الاسباب الخفية لهيمنة القوة ، لان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram