اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > بلند الحيدري: وراء كل ليالي الارض لي حـب وبيت

بلند الحيدري: وراء كل ليالي الارض لي حـب وبيت

نشر في: 10 مارس, 2010: 04:54 م

نارين صديق مام كاك((الحرية لم تكن كذبة كبيرة))، تحت هذا العنوان، يرد (بلند الحيدري) على سيدة عراقية استشهد زوجها ودخلت السجن بنفسها، وبترت ساق ابنها، فكل ذلك – برأيها – بسبب هؤلاء الكذابين وأصحاب الشعر الذين خدعونا بإن (الحرية ) واجب وطني. فيكتب لها: إذا كان ثمة رهط من الناس في التاريخ القديم، استطاعوا أن يعطلوا مسيرة الحرية، لفترة من الزمن كما عطلها (نيرون) و(كسرى) و(جنكيزخان) و(هولاكو) و(هتلر)،
 أقول إذا كان التاريخ قد عرف مثل هؤلاء المتجبرين على شعوبهم، فقد عرفت تلك الشعوب الكثيرين... من المفكرين والشعراء والأبطال ما يشحذ همتنا للتصدي لجبروتهم، و يعمق إحساسنا بضرورة التضحية.ولد (بلند الحيدري) في 26 أيلول 1926 في مدينة السليمانية، و(بلند) يعني (شامخ) باللغة الكوردية. هو سليل عائلة ارستقراطية، فوالدته فاطمة بنت ابراهيم أفندي الحيدري الذي كان يشغل منصب شيخ الاسلام في إسطنبول، أما والده فكان ضابطاً في الجيش العراقي، من عائلة كبيرة أغلبها معروفة بشغف أبنائها بالعلم. فمن هذه العائلة برز جمال الحيدري الزعيم الشيوعي المعروف، الذي قتل في انقلاب 8 شباط 1963 مع أخيه مهيب الحيدري.تأثر (بلند) بأخيه الأكبر صفاء الحيدري، وهو شاعر له دواوين شعرية عديدة مطبوعة في العراق. وصفاء هذا كان يتصف بنزعة وجودية متمردة، ذهبت به للقيام بنصب خيمة سوداء في بساتين بعقوبة للسكنى فيها. وهناك في بعقوبة تعرّف على الشاعر الوجودي المشرد (حسين مردان) الذي بدوره عرّفه على (بلند). بحكم عمل والده كضابط في الجيش كان على بلند أن يتنقل بين السيلمانية وأربيل وكركوك قبل أن يستقر المقام بأسرته في بغداد. و في العام 1940إنفصل والداه عن بعضهما. ثم توفيت والدته التي كان متعلقاً بها كثيرا في العام 1942، فانتقلت العائلة الى بيت جدتهم والدة أبيه.إلا أن (بلند) لم ينسجم مع محيطه الجديد وقوانينه الصارمة فحاول الانتحار، وترك دراسته قبل ان يكمل المتوسطة، وخرج من البيت مبتدئاً تشرده في السادسة عشرة من عمره، الا أنه كان حريصاً على تثقيف نفسه، فظل مواظباً على الذهاب الى المكتبة العامة لسنين ليبقى فيها حتى ساعات متأخرة من الليل، اذ كوّن صداقة مع حارس المكتبة الذي كان يسمح له بالبقاء بعد اقفالها. كانت ثقافته انتقائية، فدرس الادب العربي، والنقد، والتراث، وعلم النفس، وكان معجباً بفرويد، وقرأ الفلسفة وتبنى الوجودية لفترة ثم الماركسية والديمقراطية.كان (بلند) يرى نفسه منذ نعومة أظفاره، مختلفاً عن سواه، مشاكساً، غير قادر على الإنضواء تحت سلطة الأب البطريركية. فعلى الرغم من أن كل أصناف الترف كانت مهيأة في قصور أبيه، إلا أنه تمرد على أعرافه، وآثر الانفصال عنه كما فعل أخوه صفاء، والعيش على غرار العامة والبسطاء. ومن أطرف ما يروى عنه انه عمل بمهنة (العرضحالجي)، أمام مبنى وزارة العدل التي كان خاله داود باشا الحيدري قد ترأسها. عاش بلند أيام شبابه الأول في مدينة بغداد، وهي تعد المحطة الثانية في تجربته، إذ شهدت مرحلة التأسيس لموهبته في الرسم، والكتابة باللغة الام التي نظم الشعر من خلالها لأول مرة، وفيها تعرف على المبدعين والمثقفين الأوائل كجواد سليم، وفائق حسن، وعبد الملك نوري، وفؤاد التكرلي. اما بيروت فتعد المحطة الثالثة في تجربته الحياتية والشعرية، إذ استمر فيها فترة طويلة، واسهم هناك في إرساء اللبنات الأولى لمشروع الحداثة الشعرية في مجلة (شعر) إلى جانب أدونيس وغيره ممن كان الشاعر قد سبقهم أصلاً عبر مشروعه البلندي.أصدر (بلند) في العام 1946 ديوانه الأول (خفقة الطين) قبل أن يصدر السياب، ونازك الملائكة، والبياتي دواوينهم الأولى، غير أن الدراسات التي تناولت الشعر عراقياً وعربياً كانت تتجاهل للأسف إسمه، مكتفية بذكر أسماء أنداده الذين كانوا أنفسهم يشيدون بدوره كأول الرواد، إذ يقول السياب: ((هناك عدد من الشعراء، أكنُّ لهم كل التقدير والإعجاب وعلى رأسهم بلند الحيدري)). وعلى الرغم من ان قصائد بلند ذات هوية شمولية، اذ كان وطنياً وانسانياً في آنٍ واحد عبر معادلة يجيد هو موازنتها على طريقته، الا أنه دفع ضريبة كونه كوردياً بأن تجاهله النقاد العرب، ولم يُشر اليه بوصفه رائداً للحداثة، بل وكأول ضلعٍ في رباعي الحداثة الشعرية عموماً. فقد نشر له طه حسين قصائده في " الكاتب المصري" منذ تلك المرحلة المبكرة، بعد أن وجد فيه صاحب موهبةٍ يثير الاهتمام بابداعه. يقول أحمد عباس صالح عن ذلك: ((لقد أشارت المجلة الى بلند باعتباره شاعراً ثورياً، وانه ينظم شعراً حديثاً يعبر عن تيار جديد بالغ الاهمية، بل ان قصيدته مختلفةٌ تماماً عن الشعر المتداول)). إن قصيدة (بلند)، لم تكن في حقيقتها نسخةً مكرورةً عن نصوص مجايليه، بل كانت نسيج نفسه فقط،، إذ كان يعمل أزميله البرونزي في عاج المفردة، ليقدمها شبيهة بروحه هو، وبهذا فإن (بلند) أي ((العالي)) بالكوردية إسم يشفع له المسمى الذي يسم تجربته الفنية.وإذا اعتبرنا (خفقة الطين) أوراق اعتماد هذا العملاق في عالم الشعر، فان أعماله المتتالية: (أغاني المدينة الميتة) 1951 بغداد، و(جئتم مع الفجر) 1960 بغداد، و(خطوات في الغربة) 1965 بيروت، (حوار عبر الأبعاد الثلاثة ) 1972بغداد، جاءت تأكيداً على ابداعه، وتفرده كصوت ذي خصوصية. ثم تتالت دواوينه، ومنها: (إلى بيروت مع تحياتي) 1985، و(

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram