(1)وداعاً أيها الضوء الشتوي وداعاً يا نار الموقد يا حطباً يتأجج ما بين شظاياه الحمر غدي وداعاً المقصلة التمّت عبر حبال سود
تلتف وتلتف على عنق طالت تاهت صارت مداً أبعد من مدّ يدي وداعاً .. يا الآتون إلي بلا أمس .. وبدون غدِ ما أجمل موتاً ينسينا ما كان لنا .. ما سوف يكون لنا ما أجمل موتاً يوغل في صمتٍ أبدي (2)حلم أنت يا من تحلمين الآن ماذا تحلمين ….؟ بالدروب الرزق بالغابة بالموت مع الكون الذي لا تفهمين ولعلي الآن شيء غابة أو ذلك الدرب أو الموت الذي لا تفهمين ولعلي قبضة تخنقك الآن وعين لا تلين أو شتاء قارس يندس في قلبك من حين لحين ثم ماذا …؟ أنت يا من تحلمين الآن ماذا تحلمين …؟ وغدا إذا تدركين الفجر ماذا تدركين ..؟ كنت حلما مرّ والليل بلا معنى كأيام سجين وتلاشت مع الدروب مع الغابة والموت الذي لا تفهمين .rn(3)rnإلى مدينة …كالحجر الناتئ rnأيتها الحبيبة التي تجيء كآخر الليل مثقلة بهموم العشاق المنبوذين إلا… من حلم آت قبل الصبح أيتها الحبيبة المستيقظة في الألم كالجرح أيتها الرغبة القديمة يا أرض الملح ها أنا أسقط عند أسوارك أتعلق بنواتيء أحجارك اسقط و أقوم أسقط و أقوم ويظل الليل وراء الأسوار طويلا مثل حكايات عجائزنا مثل مغازلهن تكر حكايات وأغاني سوداعن امرأة تحبل في الحي ولا تلد تكبر في الوهم و لا تعد ها أنا أسقط أسقط و أقوم ويظل الليل طويلا يتخثر في الحجر الناتئ جرحا يتخثر في الجرح دما يا ليل …إن صرت فما خبرها عن هذا المرمى وراء الأسوار خبرها أن دمي ما زال على الأسوار * سأجيء إليك كآخر ليلك مثقلة ببشائر صبح بالبرء المتململ خلف الجرح سأجيء إليك كآخر ليلى لا آخر له مقطوع في الغربة من يعشق ظله * و مددنا كفينا مد بها أكثر مدي بها أكثر لا…ما التقينا ..ها نحن نعود لصمتينا * سأجيء إليك ..أجيء إليك - ولكن …لن تصلي فأنا ممحو في ظلي …ظلي لا يعرف شيئا عني فلماذا تأتين …ولن تصلي * و مددنا كفينا - مد بها أكثر …أكثر لن تصلي ..أكثر …أكثر ..لن تصلي ها نحن نعود لصمتينا نسقط في عتمة عيننا لا شيء سوى الليل يلملم ظلي * …والليل طويل خلف الأسوار الليل طويل أطول من برد شتانا أبرد من عين امرأة لا تملك سرا يا أنت الليل البارد خلف الأسوار يا أنت الحجر الناتئ بين الأحجار يا أرض الملح يا حبا كالجرح هل لي … أن أسأل ليلك أن يستر عاري هل لي …أن أغسل في الظلمة أوزاري هل لي … * يا وجه امرأة أقسى من وطني سيجيء الصبح وستعبر بي مرميا خلف الأسوار ومدميا خلف الأسوار ولكن …لن تعرفيني لن تعرفيني فأنا ممحو في ظلي …ظلي لا يذكر شيئا عني لن تعرفني .rn(4)rnبين مسافتين rnالريح لن تخيفنا إن أعولت أو ولولت مزمجرة والليل خلف بابنا المسكرة تظل أرضنا مقمرة ما دام لي عبر دروب أمسي المبعثرة مسافة تسألني عن موعد وموعد يمتد في ألف غد ما دام لي في كل عرق في يدي المسمرة حكاية لم تولد ولم أزل في عتمها المؤبد أحلم أن أصير بعض صندل محترق .ـ حقا لقد كان لاحتراقات الحيدرى و نزف مشاعره و الطحن الغائل لأعصابه مثار لشلالات هادرة ، أغنت ذائقتنا و أعيت حيلنا فى الفرار منها
قصائد من بلند الحيدري
نشر في: 10 مارس, 2010: 04:59 م