TOP

جريدة المدى > سينما > استطلاع ..لافتات الحملة الانتخابية.. لها باعة ومشترون!

استطلاع ..لافتات الحملة الانتخابية.. لها باعة ومشترون!

نشر في: 10 مارس, 2010: 06:17 م

بغداد / سها الشيخلي تصوير/ سعد الله الخالديقال حسن الذي كان منهمكا بطي اللافتات في احد شوارع بغداد : ان البطالة التي يعانيها هو واصحابه كانت وراء ايجاد عمل (شغلة مؤقتة) لجمع بقايا اللافتات للكيانات والاحزاب المشاركة في الحملة الانتخابية وبيعها في سوق مؤقت هو الاخر يقع في مدينة الصدر (داخل) وبعد ان ارشدنا حسن الى ذلك البازار ،
 هرعنا اليه ولكن قبل وصولنا اليه ,كنا قد مررنا بمناطق عدة من بغداد ووجدنا بعض الصبية والشباب يقومون بخلع وقص تلك اللافتات بعد ان انتهى مفعولها في الدعاية للمرشحين للكيانات والاحزاب وكيل الوعود للناخب ، المفوضية العليا للانتخابات قد طلبت من تلك الكيانات ضرورة رفعها في فترة امدها خمسة ايام بعد انتهاء الاقتراع اي ابتداءا من يوم الاثنين الموافق 8 اذار الجاري ولكن الذي حدث ان بعض الشرائح الاجتماعية الفقيرة منها على وجه الخصوص وجدت في تلك اللافتات صيدا ثمينا للارتزاق منه ولو لفترة قصيرة نسبيا . سالنا الشاب طلال البالغ من العمر 17 سنة وهو منهمك في تفكيك احدى اللافتات : ماذا عساه فاعلا بها؟ قال : - ابيعها في مدينة الصدر وهناك الكثير من الفقراء الذين هم بحاجة ماسة اليها . * ولكن هل ترى ان اخذها هكذا بدون علم الكيان او الامانة امرا مقبولا ولا يعد مخالفة تستوجب المحاسبة ؟ استغرب وخاف في الوقت نفسه ثم هز رأسه وهو يقول : - ولماذا الاعتراض والمحاسبة ما دمنا نقوم بازالتها مجانا ودون مقابل ثم ان بعضها قد سد الشارع امام السائقين .. ونحن نعمل على راحة المواطن يا خالة .. نحن في خدمة المواطن دائما . * يا طلال انت الان لص في نظر القانون .. تستولي على مال عام نزل طلا ل من على( الدرج ) الذي استعان به للوصول الى لافتة كبيرة لقائمة الاحرار الخاصة بالمرشح اياد جمال الدين وركن هو وصاحبه الجرار الزراعي الذي كان مليئا باللافتات لمختلف الكيانات ثم قال : - ( الله ايخليج خالة ) نحن لسنا سراقا بل نحن مواطنون (محتاجون الى عمل) ونقوم برفع لافتات انتهى العمل بها وهي ليست للمال العام بل للمال الخاص ، نحن بالعكس نقدم خدمة مجانا . تركناه منهمكا في مهمته المجانية .. بعد ان شاهدنا صبية وشبابا اخرين يقدمون خدمة مجانية مماثلة!! .. وتوجهنا صوب مدينة الصدر حسبما ارشدنا الشاب حسن ولم نجد بازارا كما قال بل وجدنا في احد اركان الساحة مجموعة من الرجال واقفين امام كومة من اللافتات ( لم نوضح لهم مهمتنا الصحفية خوفا من نكرانهم للمهمة التي يقومون بها) ، تقدمت من ( الاسطة ) وبادرته بالسؤال التالي : - اريد لافته قياس 8متر × 3 متر واشرت الى لافتة مركونة جانبا ( وهي اللافتة الخاصة بقائمة احرار ) فما هو سعرها ؟ سالني البائع وهو مستغرب .. وماذا تفعلين بها ؟ اجبته اريد ان اغلف سقيفة ( كراج بيتنا ) واضعها فوق مضلع البلاستك تجنبا لمياه الامطار، اننا مقبلون على موسم الامطار الربيعية . قال انها ليست للاغنياء .. بل للناس الفقراء فقط .. اجبته ولماذا ؟ نحن كلنا فقراء .. قل لي ما هو سعر مثل هكذا لافتة ؟ - سعرها 60 الف دينار .. ولكن كيف ستاخذينها ؟ ولما كنت لا اريد شراءها بل للتاكد من سعرها فقط . اجبته انها ( غالية ) مع العلم انك لم تدفع بها ولا دينارا واحدا بل استوليت عليها من الشارع . قال غاضبا وما ادراك ؟ نحن متفقون مع كل الكيانات ومع المفوضية العليا للانتخابات بازالة كل اللافتات بعد انتهاء الاقتراع مباشرة . ( لم يكن في وسعي ان ادخل في سجال مع ذلك الشاب ) وبينما انا في حيرتي جاء رجل يسال عن ألواحٍ خشبية مركونة هي الاخرى جانبا ..واخذ يساوم عليها .. سالت المشتري الجديد .. ماذا تفعل بهذه الاعمدة الخشبية قال دون اكتراث .. استخدمها في تجديد ابراج الطيور .. فما هو رايك ؟ هل تريدين ان تنافسيني في الشراء؟ قلت للرجل لا مطلقا فانا لست (مطيرجية) .. عندما كنت اهم بمغادرة المكان قال لي صبي كان يستمع الى حواراتنا .. هناك على ذلك الركن توجد لافتات اخرى مثل هذه بل واحسن منها .. ثم عرجت على المحل الاخر فقال لي البائع ابو كرار : - لدينا لافتات كبيرة لكيانات متعددة وكلها من مادة الفليكس المشمع والذي يمنع تسرب الماء ويمكن ان تستخدميه للكراج المسقف بالبلاستك المضلع كما يمكن ان يستخدم لحماية السقوف للبيوت الطينية وقد بعنا من هذه اللافتات اعداداً كبيرة للفقراء من المواطنين في مختلف مناطق العاصمة ومنهم من احياء فقيرة مثل حي طارق والمعالف والحسنية . وواصل ابو كرار حديثة بالقول ان المفوضية العليا للانتخابات قد انذرت جميع الكيانات برفع تلك اللافتات خلال خمسة ايام من انتهاء موعد التصويت الا اننا باغتنا الامانة برفع تلك اللافتات في اليوم نفسه الذي انتهى فيه التصويت ، لنقدم خدمة للمواطن بازالة هذه الاقاويل والوعود التي لا طائل لها. ثم واصل حديثه بالتاكيد على انه سوف يراعيني في السعر وان اعمدة الحديد هي الاخرى موجودة ويمكن الاستفادة منها في شتى الاغراض في البيت وهو ايضا سوف يراعيني في السعر كذلك وبعد كل ذلك الحديث اقترح علي ابو كرار ان اذهب الى البيت واخذ (فيته) لقياس المشمع النايلون الذي احتاجه ثم اعود اليه ليقطع لي على وفق القياس المطلوب، وختم حديثه قائلا (اتمنى ان تكون الانتخابات كل ستة اشهر او كل عام

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram