بحضور وكيل وزير الثقافة فوزي الأتروشي ومدير عام دائرة الفنون التشكيلية جمال العتابي وتحت ظلال الأشجار وعلى حدائق ابو نؤاس اجتمع أكثر من مئة فنانة وفنان لتلتقي تجاربهم وإبداعاتهم استعدادا لمشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013، وضمن مشروع المرسم الحر.  
الأتروشي أفاد بأن هذه الفعالية هي ضمن مشاريع وزارة الثقافة والتي تأتي استعدادا  للاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية، وأضاف: المرسم الحر هذا اردنا له ان يأخذ بعدا تواصليا من خلال إشراك فناني العاصمة والمحافظات، وقال: نأمل في المستقبل القريب إقامة مرسم حر نشرك فيه إضافة إلى فناني بغداد فناني كردستان، ويأمل الاتروشي في ختام حديثه: ان تكون هناك لوحات عديدة تعبر عن بغداد الماضي والحاضر من اجل رفع الذائقة الجمالية ومجرد الرسم في الهواء الطلق وبهذه المنطقة الجميلة يعتبر تقدما الى الامام.
مدير عام دائرة الفنون التشكيلية جمال العتابي أكد ان جميع المحافظات شاركت في هذا العرض  الذي توج مهرجانات مصغرة أقيمت في اكثر من محافظة سبقت هذه الفعالية، في البصرة والموصل وكركوك والانبار وبابل ووجهنا فيما بعد دعوة لممثلي محافظات العراق اضافة الى فناني بغداد، وأضاف: هذا التجمع له معان ودلالات كثيرة  لردم الفجوة والمسافات بين فناني المحافظات وبغداد، وهو تواصل والتقاء بين تجارب الفنانين وفرصة للتعرف على كثير من الاسماء التي لم نلتق بها من قبل، ومعرفة تجاربهم اضافة الى حراك المشهد الثقافي خاصة انه خارج القاعات وعلى ضفاف نهر دجلة، ومن خلال هكذا فعاليات فنحن نخرج عن التقليد والجمود في القاعات، اذ غالبا ما تكون مثل هذه المهرجانات في قاعات مغلقة، وبين العتابي: ان الفنان العراقي سيبقى منتجا مبدعا وله دور الريادة في الفن التشكيلي ولن يتوقف رغم كل الحواجز النفسية والامنية ويبقى الفنان متحديا، واكد العتابي ان كل هذه الاعمال ستدخل ضمن موجودات المتحف العراقي للفن الحديث.
الفنانة التشكيلية القادمة من كركوك ندى عسكر والتي كما اكدت انها عاشقة لبغداد وشارع ابو نؤاس اشارت الى انها تعتبر هذه الفعالية من اهم الفعاليات التي تشارك فيها وتعني لها الكثير لانها تلتقي من خلالها بأشخاص وزملاء لم تلتق بهم قبل 25 عاما، وأضافت عسكر: أرى من خلال هذه الفعالية أسلوب كل واحد من الفنانين المشاركين وسعيدة جدا بهذا التجمع الجميل الذي سأترجمه من خلال لوحتي التي ستتناول نهر دجلة والاشجار الموجودة في شارع ابو نواس هذا الشارع الذي اعتبره تاريخا عريقا.
اما الفنان التشكيلي رائد فرحان من محافظة نينوى فاشار الى ان تجربة الرسم بالطبيعة هي تجربة قديمة، واكد ان هذه التجربة والتي تعبر عن بغداد عاصمة الثقافة العربية تشكل منعطفا جديدا، لأنها تنقل الصورة الجميلة التي تمثل هذا المكان وهي تجربة يكون فيها الفنان بمحاكاة مع المكان والشيء الجميل الذي يرمز لبغداد من خلاله، وأضاف: شارع ابو نواس يمثل جزءا من تاريخ هذه المدينة، وهو جزء من التراث الذي يعكس جمالية هذه المدينة، واشار الى ان  لوحته محاولة لمحاكاة المكان وهو طبيعة المكان، لكنه تمنى ان يجد السمك المسكوف كي يرسم طريقة عمله وتاسف لانه لم يجد اي بائع له.
الفنانة التشكيلية سوسن فلاح قالت: هذه هي اجوائي الخاصة التي احب ان اعمل ضمنها والتي اسست من خلالها مجموعة طبيعة منذ اكثر من 15 عاما  واستمتع كثيرا بها لانها تمزج بين متعة العمل والمشاهدة، وأضافت: الذي يسعدني اكثر اننا خلال هذه الفعاليات نستقطب المتلقي في الشارع لذلك فنحن بحاجة الى متلقين اكثر وعيا وثقافة فالجمهور العراقي الان مبتعد عن متابعة العروض الفنية داخل القاعات والكاليرهات والتي يحضر فيها النخبة فقط  نحتاج الى جمهور واع ومحب لمثل هذه الفعاليات.
التشكيلي عبد الملك عاشور اعتبر هذا المهرجان كرنفالا لونيا، فكل فنان يعتبره لونا يختلف عن الاخر، ويشاهد فيه مجموعة من تجارب الفنانين الاخرين الذين لم يطلع على تجاربهم سابقا،وبين عاشور ان  لوحته بعنوان مدن حمراء وهي تعتبر كل مدينة هي انسان قد تتحول هذه المدن الى متحجرات واحيانا تتحول الى امرأة أو طفل.
الناقد صلاح عباس اشار الى ان هذا النشاط علامة فارقة ونقطة مضاءة في تاريخ الفن العراقي المعاصر، ويعد علامة لتقريب الفن من الاخرين وقال عباس:  نرى بالاضافة الى الفنانين زخما من الجمهور يُلون رسومات الفنانين من مختلف الاتجاهات والاعمار، ولو امتدت هذه التجربة لتشمل رقعة العراق فان في العراق مناظر خلابة من أقصى شماله الى اقصى جنوبه مرورا بالشرق والغرب نرى معالم اثرية ولو تسنى لنا تأمين الوضع وتهيئة البلد لغرض الاستثمار والسياحة فان المستقبل واعد وهذه علامة من علاماته المميزة.