بغداد / زيدان الربيعي* اطلعت خلال الموسم الحالي على بعض المباريات ميدانيا وتلفزيونيا ورغم تقديري الكبير لجهد إدارات الأندية ومدربيها ولاعبيها لما بذلوه من متاعب مضنية لأجل المشاركة في مباريات الموسم الكروي الحالي حيث كانت هذه المشاركة مترددة بسبب تداعيات المشكلة التي ضربت الكرة العراقية برمتها
نتيجة الخلاف الحاصل بين اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية واتحاد الكرة والتي أفضت في النهاية إلى النتيجة المعروفة للجميع وهي حل الاتحاد وإناطة المهمة باللجنة المؤقتة التي قررت السماح للفرق بالمشاركة في مباريات الدوري.أن هذه التداعيات ألقت بظلالها بلا شك على مدربي الفرق ولاعبيها الذين لم يعودا يعرفون الطريقة التي يقومون بها في التدريب وفي المباريات التجريبية أيضا بسبب جهلهم للموعد الحقيقي لانطلاق مباريات بطولة الدوري.* لقد التمست العذر في الأدوار الأولى لجميع المدربين واللاعبين والفرق بسبب ما ذكرته أعلاه حيث لم أجد من الإنصاف أن نطالب فرقنا ولاعبينا بمباريات على مستوى عال وهي لا تعرف متى ينطلق الموسم الجديد لكن الآن وبعد مضي احد عشر دوراً من المسابقة وجدت أن السكوت على حالة التذبذب التي تعيشها فرقنا لم يعد ممكنا، بل وغير مقبولا، لأنني رأيت الفرق الكبيرة والمتوسطة وحتى التي تأهلت حديثا إلى الدوري الجديد تفتقد أشياء كثيرة تعد من أساسيات لعبة كرة القدم وخصوصا ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي باتت فيه هذه اللعبة تعمد على الأمور العلمية في كل مفاصلها.* وجدت اغلب فرقنا أن لم اقل جميعها تفتقد إلى شيئاً اسمه التنظيم داخل الميدان، حيث حلت الفوضى والاجتهادات والحلول الفردية محل الخطط وأساليب اللعب والتكتيك، فإذا تأخر الفريق بهدف قام اللاعبون بفورة هجومية جعلتهم يتركون مراكزهم وينسون واجباتهم من اجل التعويض وسط مباركة المدرب أو سكوته وقد وجدت أن هذه الفورة في اغلب الأحيان تعطي نتائج عكسية من خلال استغلال الفريق المنافس لها عبر قيامه بشن هجمات عكسية تسفر في كثير من الأوقات عن دخول أهداف جديدة في مرمى الفريق الذي يريد التعويض.* أن فقدان أساليب اللعب حسب رأيي المتواضع يعود إلى ثلاثة أسباب : الأول يتعلق بعدم صلاحية اغلب الملاعب التي تقام عليها المباريات، لان هذه الملاعب تجعل اللاعب حذرا في التحرك فيها والثاني يتعلق بوجود فوارق كبيرة في مستويات الفرق بحيث تجري المباراة بين فريق يلعب بطريقة منظمة وفريق آخر يلعب بطريقة عشوائية يستخدم فيها أسلوب التكتل الدفاعي وكذلك اللعب الخشن وهذه الطريقة العشوائية تؤثر تأثيرا كبيرا على الفريق المنظم وتجعله يلعب بطريقة عشوائية أيضا في حين السبب الثالث يتحمله المدربون أنفسهم، لان هناك مدربين كثيرين وبسبب الظروف التي حلت بالبلد لم يطلعوا على الأساليب والخطط التدريبية الحديثة.
الحلول الفردية أفقدت الكرة نكهة التنظيم الجماعي
نشر في: 12 مارس, 2010: 05:49 م