TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جعجعة أم طحن؟

جعجعة أم طحن؟

نشر في: 4 نوفمبر, 2012: 08:00 م

لا يمرّ شهر، بل أسبوع في بعض الأحيان، من دون أن نقرأ أو نسمع عن حملة قد نظمتها أو على وشك أن تباشرها أمانة بغداد لرفع التجاوزات الحاصلة على الأرصفة والشوارع، لكننا في كل هذه المرات كنا كمن يسمع جعجعة ولا يرى طحناً، فشوارع العاصمة وأرصفتها تعجّ وتضجّ بالتجاوزات، ومن الصعب استثناء رصيف أو شارع واحد.
آخر ما قرأنا وسمعنا عنه هو التوجيه الصادر منذ أيام قلائل عن أمين بغداد بالوكالة الجديد السـيد عبد الحسين المرشدي إلى دائرة الأمن والحراسات والدوائر البلدية التابعة للأمانة بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد "للمباشرة بإزالة جميع التجاوزات الصارخة على الأرصفة والشوارع التي تعيق تقديم الخدمات وفقاً للقانون".
أكثر التجاوزات شيوعاً وأشدها إزعاجاً للمارة على الأرصفة، وبخاصة في الشوارع الرئيسة للعاصمة، هي التي أباح فيها أصحاب المحال والدكاكين وباعة البسطيات لأنفسهم احتلال القسم الأعظم من الأرصفة بما لا يدع مجالاً للمارة بالسير على الأرصفة والاضطرار بالتالي إلى النزول إلى الشوارع ومزاحمة السيارات، وهو ما يتسبب أيضاً في حوادث صدم ودهس.
هذه التجاوزات امتدت إلى الأحياء السكنية حيث تتمدد مقاه ومطاعم ودكاكين على الأرصفة، فيما عمد آخرون من أصحاب البيوت إلى قطع الأجزاء من الأرصفة التي تطل عليها بيوتهم فألحقوها ببيوتهم بعد تسييجها بألواح الصفيح.
وراء هذه الظاهرة غياب القانون بالتأكيد. لكن القانون غائب في شوارع العاصمة (وفي سائر المدن) ليس فقط لأن رجال تطبيق القانون غير موجودين أو غير معنيين بتطبيق القانون، وإنما أيضاً لأن بعضاً منهم متواطئ مع المتجاوزين، وهذا يشمل بعض الموظفين في الأمانة أيضاً (والدوائر البلدية في المحافظات).. انه جزء من منظومة الفساد الإداري والمالي الممتدة في كل مفاصل الدولة وزوايا المجتمع.
نأمل أن نرى هذه المرة طحناً من الأمانة ودائرة الأمن والحراسات والدوائر البلدية التابعة لها، فتفي بوعدها وتنفذ وعيدها وألا تكون كالأنظمة العربية في تهديداتها لإسرائيل.
لكن مشكلة بغداد  -وسائر مدننا– لا تنحصر في التجاوزات على الشوارع والأرصفة، فالأزبال التي تتكدس على هذه الأرصفة وفي الشوارع التي يحفل بعضها بالمياه الآسنة حتى في عزّ الصيف لا تليق هي الأخرى بعاصمتنا التاريخية، فضلاً عن تهديدها الصحة والبيئة بأخطار حقيقية.
يُضاف إلى ذلك أن الشوارع تحتاج الى المزيد من التشجير والى ترتيب معبر للمارة وتطبيق نظام الإشارات الضوئية، فحال العاصمة لا تتحسن وشوارعها لا تعود تسر الناظرين بمجرد رفع التجاوزات التي يمكن أن تعود في أي وقت مع ازدهار الفساد الاداري والمالي.
هل سنرى طحناً هذه المرة من الأمانة أم نظل نسمع جعجعة وحسب؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل: مساع لتطوير المنظومة التشريعية الوطنية الخاصة بحقوق الإنسان

انخفاض طفيف بأسعار صرف الدولار بالعراق

الكهرباء تصدر حزمة اجراءات لتحسين واقع الطاقة في الديوانية

الجولاني: سنعلن قائمة بأسماء المتورطين في تعذيب الشعب

البنتاغون: نحاول العثور على أسلحة كيميائية في سوريا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

يوميّات سوريةً

العمودالثامن: إنهم يكرهون العراق؟

العمودالثامن: من الفوضى إلى التهريج

العمودالثامن: بغداد تقرأ

مرجعية النّجف.. "السلاح بيد الدولة"

العمودالثامن: إنهم يكرهون العراق؟

 علي حسين ماذا تسمي رجل دين ، يحمل الجنسية العراقية ،ويتقاضى اموالا من العراق ، يخرج من على شاشة احدى الفضائيات ليقول بكل اريحية ان العراق غير مهم بالنسبة له ، مثل اهمية...
علي حسين

باليت المدى: النوافذ المُشرعة

 ستار كاووش تمتلأ شوارع وساحات مدينة فيينا بإعلانات المعارض التي تقام هنا وهناك دون توقف، وقد إحتلتْ إعلانات متحف ليوبولد أماكن مهمة من المدينة، حيث لا تنعطف نحو ساحة أو شارع إلا وتداهمك...
ستار كاووش

اختبار مصداقية دور النخب العراقية الواعية في بناء عراق" حضاري - إنساني "

د. أحمد عبد الرزاق شكارة إن نقطة الشروع في بناء عراق حضاري - أنساني جديد يعد اختبارا لمصداقية تحمل النخب الواعية المبدعة مسؤولية كبرى للتغيير الايجابي بأتجاه بناء دولة المواطنة - المدنية مسألة في...
د. أحمد عبد الرزاق شكارة

رجاءً سيدي الرئيس،ما الذي كنت تفعله طوال هذه السنوات؟

أحمد عبد الحسين أزعم أن لي معرفة بالشأن السوريّ. فأحببتُ أن أسأل هذه الأسئلة التي قد تبدو ساذجة. وليكن. السؤال الساذح يمكن أن يكون مفتاح معرفة.ما الذي كان يفعله هذا الرجل؟لن أقول: ما الذي...
أحمد عبد الحسين
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram