TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على الارجح: يا أعداء العراق ابتعدوا

على الارجح: يا أعداء العراق ابتعدوا

نشر في: 12 مارس, 2010: 06:59 م

يوسف المحمداويوقف العالم مذهولا بأجمعه وهو يشاهد العراقيين يتحدون امواج أزماتهم العاتية بسواعد التحدي والحضارة للوصول الى شاطيء الاستقرار، متحدين نباح الارهاب وتهديداته لتحقيق الحلم ورسم خارطة الثورة البنفسجية بأنامل السلام ،نعم نحن اذهلنا العالم وكسبنا احترامه بجدارة ونبل وشجاعة قل نظيرها ،
 وفي نفس الوقت أطحنا بالرؤوس الخائبة التي راهنت وتراهن على فشل تجربتنا الجديدة وهيهات ان تفلح ، بعد أن حاولت  وستحاول من خلال اذنابها ان تبعد البلد عن دائرة الامن والاستقرار وتجره بمخططاتها الوحشية الى دوائر الخراب والدمار من خلال ممثلين لهم ابتلى بوجودهم مشهدنا السياسي كابتلاء المواطن بهم ، وهؤلاء بدلا من ان يشاركوا الشعب فرحته وزهوه كما فعل العالم، سارعوا الى تنفيذ اجندات اسيادهم من خارج الحدود محاولين خنق زغاريد العرس ، فاثارة الزوابع والعواصف المفبركة لم تعد تنطلي على وعي المواطن ، فقد شخصهم وقال كلمته الفصل ببنفسج سبابته متحديا بارود رصاصهم. مالذي دفعهم الى وهب المناصب قبل ظهور نتائج الانتخابات أصلا ، وبالذات اشتراطهم غير الشرعي بأن منصب رئيس الجمهورية لابد من ان يكون لشخصية عربية ، وهم من اقسموا على دستور كفل لاي عراقي ومن اي مكون ان يتبوأ هذا المنصب باشتراط ان يكون من ابوين عراقيين.  هنا تستوقفنا أكثر من علامة استفهام تشكيكية بوطنية بعض الذين يحاولون نصب سرادق الحزن في ساحات اعراسنا ، وباعتقادنا ان هؤلاء لايفقهون من السياسة غير ايقاد الفتنة بين ابناء الشعب الواحد مدفوعين من خارج الحدود بأثمان بخسة غير آبهين بما قاله السياب..."أيخون انسان بلاده.. ان خان معنى ان يكون .. فكيف يمكن ان يكون". اليهم ولأمثالهم نقولُ لن ترسي سفينة قيادة البلد الا بموانئ الأمان وبقيادة العراقيين وباختيارهم وليس باختيار اهواء المتمنين لفشلنا. لماذا الرئيس يجب ان يكون عربيا والدستور الذي ساهمتم في كتابته واقسمتم عليه لم يشر من الف ديباجته الى ياء مادته الاخيرة الى تمييز مكون على آخر لهذا المنصب او ذاك ؟ فضلا عن كون الداعين ، لهذه البدعة فاتهم أمرمهم ولااظنه فاتهم ولكنهم تجاهلوه عن عمد، ان الدستور العراقي لايماثل الدستور اللبناني الذي نص على المحاصصة في القيادات ومنذ اربعينيات القرن الماضي ولبنان يعاني مشكلاته ، لذا نقول لهم لايمكن لبننة العراق ياموالي اهل الطائف ، لايمكن ذلك فالقرار لصناديق الاقتراع، وحلمهم بعودة الماضي وهم كبير ، وشعارات القومية وخطاباتها احرقتها شموع التغيير بعد ان طفح زيفها على السطح. وما مشهد نهاية(بطل) القومية الفارغ الا برهان جلي على ذلك. وعلى الرغم من عدم تنصلنا عن الانتماء لمحيطنا العربي نسأل فرسان تلك الخطابات، مالذي فعله العرب لفلسطين منذ وعد بلفور حتى يومنا هذا؟ لننتظر منهم خيرا لعراقنا،ونذكرهم بان فاجعة جسر الائمة التي هزت العالم لوحشيتها تزامنت مع كارثة اعصاركاترينا في اميركا،وهذا مادفع احد امراءعروبتنا ( تضامنا مع العراق)الى تبرعه بمبلغ (100) مليون دولار لضحايا كاترينا،ولم يكلف نفسه حتى برسالة استنكار يشجب فيها ماحدث على الجسر،ولكن يكفينا من موقفه هذا اومن مواقف غيره، موقف الشهيد عثمان العبيدي الذي يعدل اموال العالم باجمعه حين جاد بروحه الطاهرة من اجل انقاذ اخوته من الغرق مؤكدا للدنيا أن العراقيين قصوا وللابد اجنحة الطائفية.نسألهم كيف وبهذه العجالة نسيتم مافعله الزرقاوي بالعراقيين؟الم تشاهدوا سرادقات الحزن التي نصبت له في ارجاء الدول العربية اثر مقتل ذلك المجرم ليعدوه شهيدا!؟.أنا هنا لست بصدد موقف الدفاع والمساندة لرجل اتفقت على وطنيته وخبرته وحنكته السياسية جميع المرجعيات الدينية والسياسية،ومسيرة الرئيس جلال طالباني وسياسته في ادارة البلدعلى مدى السنوات التي مضت اوضحت وبصورة جلية انه صمام امان عراقي خالص للبلد،وكانت له اليد الطولى في احتواء العديد من الفتن التي كادت تعصف بالوطن.والحقيقة بحثت في قاموس المبررات عن عذر يشفع لمطالب المراهنين على عروبة الرئيس،لكني لم اجد غير مبرر قد يرونه واقعيا ضمن حدود تفكيرهم،وهو ان الرئيس طالباني في اثناء فترة رئاسته لم يحمل سيفه ويذهب لتحرير فلسطين،كما فعل جده العراقي الكردي وليس العربي صلاح الدين الايوبي.وختاما نقول لهولاء ومن شاطرهم النيات...يا اعداء العراق ابتعدوا..لأن العراقيين اتحدوا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram