عمار كاظم محمد مرت بضعة ايام على انتهاء العرس الانتخابي العراقي الذي جرى في 7 آذار ووقفت ثورة الاصابع البنفسجية مرة أخرى شوكة في عيون اعداء العراق الذين لا يريدون خيرا ولا مستقبلا لأبنائه، واثبت العراقيون شجاعة نادرة في تحدي كل صنوف الارهاب ومحاولاته البائسة لتعطيل سير العملية الانتخابية الديمقراطية فيه ، هذه الشجاعة التي اصبحت مضرب المثل للعالم وهو يقدم تهنئته لهذا الشعب الذي اثبت اصراره على الحياة ونبذ العنف، والأمل في القادم من الأيام.
لقد غطت وسائل الاعلام والمراقبون الدوليون وممثلو الجامعة العربية كل تفاصيل الحملة الانتخابية واثبت الجميع بما لايقبل الشك، كفاءة ونزاهة تلك الانتخابات على العموم واعطت المفوضية المستقلة للانتخابات مجالا للاعتراضات والشكاوي فيما يتعلق ببعض الخروق هنا وهناك وهي بمجملها لا تقدح ولا تؤثر على النتائج العامة التي سوف تتمخص عنها .يقينا أن معظم المتنافسين يعلمون جيدا مقدار ما بذل من جهد وما قام به الشعب العراقي من اجل انجاح العملية السياسية الجارية فيه وهو جهد يستحق منا أن نحترم نتائجه وما يتمخض عنه في نهاية المطاف من اختيار، ففي النتيجة ليس هناك من فائز أو خاسر بمعنى المراهنة ومقياس الربح والخسارة الا في عقول البعض ممن يعتبرون مقياس الفوز هو الوصول الى كرسي السلطة وهو بالنتيجة مقياس خاطئ لأن تداول السلطة في ظل العملية الديمقراطية في العراق لم يعد يخضع لنفس المقاييس القديمة في البقاء بل بالعكس ربما يكون مسؤولية مضافة أكثر من كونه عملية فوز وخسارة لأن الفائز يشكل حكومة عليها النهوض باعباء البناء والوفاء بما وعدت به ناخبيها وعلى الجانب الآخر برلمان يفترض عليه مراقبة عمل الحكومة والحرص على مصالح البلاد والعباد وبالتأكيد فان عملية كهذه هي عملية تكامل وصيرورة أكثر من كونها عملية تنافس واسقاط وهي بالنتيجة يفترض أنها تصب في خدمة ومصلحة الناس والوطن. ستعلن النتائج هذا اليوم أو غدا وما نتمناه بعد أن شهد الجميع نزاهة وكفاءة الانتخابات أن لايعود من يقيس بمقياس الربح والخسارة بالطعن في نتائج الانتخابات او اتهامها بالتزوير بدون دليل او لمجرد ان النتائج لم تعجب هذا الطرف او ذاك مثلما نتمنى أن يتقبل الجميع اختيارات الناس بروح رياضية حيث يقوم الخاسر بتهنئة الفائز ويعد بالعمل بشكل أفضل في الجولات القادمة ومثلما قلنا انه ليس هنالك من ربح وخسارة بقدر ما هو اقتراب او ابتعاد عن ثقل المسؤولية واعبائها.بالتاكيد مادام هناك تنافس فهناك المتقدم والمتأخر والذي سيتقدم تهنئة لأن الناس اختارته ورأته الاصلح في هذه المرحلة وهي بالتالي مسؤولية كبرى في أن ينهض المتقدم للقيام بدوره اما المتأخر فعليه مراجعة نفسه والسعي بشكل افضل لخدمة الناس والمجتمع ويقينا أن من يصدق مع الناس سيثق الناس فيه ويقدمونه مستقبلا وهذا ما نتمنى ان يحصل داخل عملية ديمقراطية يتم فيها التداول السلمي للسلطة على اساس الكفاءة والنزاهة وعلى اساس ما يقدم من برامج يفي فيها المتقدم بوعوده للذين خاطروا بحياتهم من اجل الانتخابات.
نتائج الانتخابات والروح الرياضية
نشر في: 12 مارس, 2010: 07:00 م