TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > مصارحة حرة :عصمة فيفا وهدنة غرباء

مصارحة حرة :عصمة فيفا وهدنة غرباء

نشر في: 13 مارس, 2010: 05:08 م

إياد الصالحي اعتقد البعض ان المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية رعد حمودي الخميس الماضي هو القطرة التي أفاضت كأس الكرة العراقية بالأمل عن آخره بعد ان شحّ مدة أربعة اشهر بالتمام والكمال بسبب تعطش البعض للتمرّد على قوانين فيفا السارية على جميع دول العالم في محاولة لإظهار جرأة ناقصة للحكمة وارضاء اطراف في السلطة التنفيذية للبلاد ، إلا ان ما صدر عن المؤتمر من قرار عدّ مهما واعلن بشكل خجول يعبر عن تعلّق اعضاء المكتب التنفيذي للاولمبية بـ( عزة النفس) اكثر من تعليق قرار حل اضرّ بموقف العراق كرويا وسط الأنشطة الدولية !
ان مساعي رئيس اللجنة الاولمبية الرامية الى تقليص مدة الازمة واللحاق بانضمام العراق الى البطولات العربية والقارية المستحقة والتي تشكل مفصلية مهمة في تاريخ الكرة العراقية هذا العام تحديداً ، تحتم على الجميع ان يقفوا باحترام كبير لنيته الطيبة في الاعلان عن عودة اعضاء اتحاد الكرة الى مقرهم ، لكن لم يستشف من تلك النية بأنها استدراك نهائي ، بل (هدنة مؤقتة) مرتبطة بمدى استجابة الطرف الآخر لمصلحة اللعبة ، وهي خطوة احترازية اوقعت تنفيذية الاولمبية في المحظور إذ ان فيفا لا يعترف بأنصاف الحلول ولا التلاعب بالكلمات الرسمية او المهادنة ببدائل طارئة حتى وان جاء ترحيبه بالمبادرة ليدعم الاولمبية في تنسيق جهودها مع اتحاد الكرة وعليه ان تكون حقيبة حمودي في اجتماعه مع فيفا المقبل يوم 22 آذار الجاري تحمل آمالاً كبيرة لحسم الازمة والاشكاليات المترتبة بعدها ، وكان يفترض ان تكتمل جرأة الاولمبية وتعلن عن إلغاء القرار السابق بقوة واثقة مستندة الى إمكانية استئناف أي اجراء تجده يخدم تطلعاتها في فرض الاستقرار الاداري على الاتحادات المركزية المنضوية لها طالما انها تملك السطوة الرياضية في قمة هرم المسؤولية وهي ليست طرفاً خصماً في ازمة اتحاد الكرة كي تختبر نواياه وتلجأ الى مبادرة مجتزأة ، مشوبة بالحذر والقلق وكأنها خسرت معركة ، والانتصار سيكون لمصلحة شخص وليس العراق !وفي الوقت الذي نثني على روحية حمودي في تغليب مبدأ الشراكة في بناء القرار والدفاع عن مصالح الكرة العراقية بسياسة توحيد المواقف بعيداً عن اسلوب الإقصاء في لغة بيان مؤتمره ، غالقاً باب الريبة الذي مازال يساور نفوس البعض في اتحاد الكرة ازاء ترشيحهم للانتخابات ، فان حمودي ترك باباً آخر تتلاعب به ريح التكهن الواقعي بخصوص الخروقات المالية والادارية التي دبجتهما الاولمبية في مقدمة مبررات حل الاتحاد في 16 تشرين الثاني 2009 بعد ان هوّن تلك المسألة بقوله " انهما من اختصاص القضاء وان مصلحة الرياضة العراقية فوق كل اعتبار" ولا ندري لماذا لم تكن المصلحة حاضرة ساعة كتابة بيان الحل طالما ان الخروقات التي زعم الأمين المالي للاولمبية سمير الموسوي في احد تصريحاته بانها دامغة وتخلّ بشرط النزاهة في حالة إقدام بعض اعضاء الاتحاد على الترشيح للانتخابات ، ولم تحسم على طاولة القضاء حتى اللحظة هذه ، وما موقف الاولمبية اذا ما أعلنت هيئة النزاهة عن براءة اتحاد الكرة من الفساد (بحسب الموسوي) وهل سيخرج علينا الأخير او واحد من زملائه في المكتب التنفيذي ويتدبر حجة جديدة بان هناك معلومات غير دقيقة ساقتها دوافع الانفعال والنرجسية وردة الفعل الغاضبة وعطلت اللعبة خارجياً 120 يوماً ، من يتحمل مسؤولية التقصير في هذه الحالة ؟علينا الافادة من تداعيات العقوبة الدولية والحيلولة دون تعريض سمعة الرياضة العراقية الى التجريح والضعف والتقهقر ، نريد قادة حوار رياضي يفقهون لغة تسوية المشكلات الادارية ويكونون آخر الحصون المنيعة التي لن تتهاوى مهما تكالبت قوى الصراع للإطاحة بثقة الاولمبية او اتحاد الكرة او أي مؤسسة آخرى ، كما ان الخروج عن نص ثقافة الحوار والتظاهر بالعصيان والتعارض السلبي وليس السلمي لبعض رؤساء الاندية ممن استهوتهم لعبة التوقيت المتزامن لعصيانهم مع توقيتات مؤتمرات الحوار الكيّس فهم ليسوا غرباء عن المشهد العراقي وسبق ان عرضوا الفيلم ذاته يوم جمع رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية السابق احمد الحجية اهل الرياضة في قاعة المركز النفطي بينما هم لموّا مؤيديهم وانزووا في قاعة كلية التربية الرياضية بالجادرية لإسقاط اولمبية الحجية في منهاج يبدو أنه مكرّس لتمثيل ادوار ديمقراطية مزيفة تبكي على سيادة القرار الاولمبي امام الجمهور بينما تعضّ أصابع الغضب وراء الكواليس لفوات فرصة الاطاحة بشخوص معينين كانوا أشد الاصدقاء بالأمس وأصبحوا اليوم من ألدّ الأعداء!وبما ان دور الاعلام هنا مؤثر وفاعل في إنهاء الازمة واطفاء شرارات الاشرار ، بلا يسعنا الا القول كان الله في عون غالبية الصحفيين الرياضيين ممن اختطوا لأنفسهم سكة مهنية نأوا عن الانحراف عنها مهما كان الثمن لانهم ادرى برحلتهم الشاقة التي قطع فيها الطارئون تذاكر المغامرة الطائشة في اثناء تنقلهم وسط الازمة نفسها وكانوا مثل كل مرة يعشقون النزول في محطات المصلحة الدنيئة سواء في مشكلة الكرة او غيرها مراهنين على حسابات ظرفية متوالية لا تتغير قناعاتهم بتغير اقنعة المسؤولين بل هناك مشروع ثابت في نفوسهم يعتاش على دمار العلاقات ونسف جهود المصالحة وتسميم اجواء التوتر بين الاولمبية واتحاد الكرة!Ey_salhi@yahoo.comrn rn 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram