بغداد / وكالات قال رئيس هيئة التعليم التقني محمود شاكر الملا خلف "إن هذا النوع من التعليم أصبح ذا قيمة كبيرة في المجتمع من خلال الأعمال المتميزة التي ينفذها لخدمته". في حين قال مسؤول بريطاني "إن لهذا النوع من التعليم دوراً رائداً في تحقيق السلم الأهلي ومد جسور التلاحم بين فئات المجتمع والحد من الفقر ويعزز الاقتصاد الوطني ومواكبة التطور العالمي".
واضاف حسين الملا خلف خلال كلمة له اثناء ورشة العمل التي تنظمها الهيئة بالتعاون مع وزارة المهارات والتعليم المستمر البريطانية وكل من منظمتي روابط واليونسكو في مدينة اسطنبول التركية للمدة 12-18 آذار مارس الجاري "أن التعليم التقني اكتسب أهميته من خلال تميز الأعمال التي تنفذها الكليات والمعاهد التقنية بعد أن أصبحت تمتلك رؤية واضحة وأهدافا محددة بنحو مكنها من المباشرة بتنفيذ الإستراتيجية الجديدة للهيئة لجعل التعليم متواصلاً مدى الحياة لا لمنتسبيها حسب بل ولشرائح المجتمع كافة" مشيراً إلى " أن منظمة روابط هي "الجهة التنفيذية التي ساعدت الهيئة منذ عام 2004 في بناء قدرات ملاكاتها من التدريسيين والفنيين والإداريين وأطلعتهم على نافذة خارجية بشأن الدور الرائد للتعليم المهني والتقني وسبل تطويره ليكون فاعلا في خدمة المجتمع لإعادة بناء العراق الجديد".وبين الملاخلف بحسب وكالة الصحافة المستقلة " أن التحول الذي شهده العراق "تطلب جهودا كبيرة وتضحيات جسام"، لافتا إلى أن "الأبطال الحقيقيين هم منتسبو الكليات والمعاهد التقنية الذين ثبتوا في مواقعهم خلال الظروف بالغة الصعوبة التي شهدها العراق بعد عام 2003 والذين شمروا سواعدهم كغيرهم من العراقيين الشرفاء لإعادة بناء هذه التشكيلات بعد الدمار شبه الشامل الذي تعرضت له وبنحو أفضل مما كانت عليه من قبل".من جانبه استهل د.ديفد هنتر المدير التنفيذي لبرنامج التعليم طويل الأمد في المملكة المتحدة LLUK وهو المسؤول عن وضع المعايير الخاصة بالتعليم التقني والجامعي والمكتبات، محاضرات اليوم الثاني للورشة، باستعراض تجربته الشخصية عندما كان مسؤولا عن معهد تقني في مدينة بلفاست سنة 1969 إبان أحداث العنف الطائفي بين الكاثوليك والبروتستانت التي كانت تشهدها المدينة وايرلندا الشمالية حينها، والدور الذي لعبه المعهد في الحد من ذلك العنف من خلال برامج التدريب والتأهيل.وركز هنتر خلال المحاضرة على " الكيفية التي تم من خلالها مساعدة السكان من كلا الطائفتين على تطوير قابلياتهم الذاتية وقدراتهم وإيجاد الحلول للمشاكل الموجودة وفي مقدمتها البطالة والافتقاد إلى المهارات التي تواكب التطورات العلمية والتقنية المتسارعة، مشددا على ضرورة "انبثاق الحل من الداخل".وخلص د.هنتر إلى "أن مسؤولية قطاع التعليم التقني "لا تتمثل بمنح الطلبة شهادات أو تدريبهم حسب بل والأهم أن يتمكن بالتعاون مع المجتمع من بناء روابط بين طبقاته المختلفة وتمكين أفراده من الحصول على فرصة ثانية لاكتساب مهارات أو قدرات علمية وفنية تمكنهم من بدء حياة جديدة وممارسة مهنة يحبونها وجعلهم يتقنونها على أسس علمية وفنية سليمة لتحسين أوضاعهم وتحقيق ذاتهم فضلا عن الإسهام في بناء بلدهم".ويذكر أن جمعية روابط منظمة عراقية بريطانية تأسست عام 2004 وتعنى بتطوير دور التعليم التقني العراقي وفعاليته ومدى تأثيره في عملية بناء المجتمع بعامة وعملية البناء فيه بخاصة.وجرى بعد المحاضرة نقاش موسع عن سبل تفعيل إسهام تشكيلات التعليم التقني في ترسيخ السلم الأهلي شارك فيه مديرة العلاقات الخارجية في هيئة التعليم التقني البريطانية جو كلاف، وعميد كلية ساوث أند الدكتور علي هداوي، وعدد آخر من أعضاء فريق منظمة روابط ومدربيها، فضلا عن 110 من الملاكات القيادية والتدريسية والفنية في تشكيلات هيئات التعليم التقني من البصرة وحتى السليمانية.
متخصصون: التعليم التقني يمكن أن يحد من الفقر ويعزز الاقتصاد الوطني
نشر في: 13 مارس, 2010: 06:21 م