TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إسماعيل الشيخلي مصمم مبتكر للديكور المسرحي

إسماعيل الشيخلي مصمم مبتكر للديكور المسرحي

نشر في: 5 نوفمبر, 2012: 08:00 م

خص ملحق جريدة المدى الغراء (عراقيون) في 27/9 الأستاذ الفنان إسماعيل الشيخلي كونه أحد رواد الفن التشكيلي في العراق، وأحد المعلمين الأوائل للفن المتقدم في بلادنا بشهادة الآخرين، رغم كونه لم يدرس تصميم المناظر المسرحية وهو في (البوزار) إلا انه شاهد الكثير من العروض المسرحية في فرنسا، ولعل من أول شروط مصمم المناظر في الفن المسرحي أن يكون رساماً وبعد ذلك أن يمتلك رؤية معمارية وان تكون لديه خبرة في الفن الدرامي.
ويبدو أن الشيخلي امتلك من تلك الرؤية وحصل على قسط من الخبرة الدرامية ولذلك عندما استضافه المخرج إبراهيم جلال ليصمم له مناظر مسرحية جيكوف (اغنية التمر) والتي مثلتُ فيها الدور الرئيس مع الصديق يوسف العاني ولحساب فرق المسرح الحديث عام 1956 اثبت فنه ورؤيته وخبرته وقدم تصميماً مبتكراً لمناظر المسرحية اعتمد على التجريد، ووظف مفردات لها علاقة بحياة (الممثل) وعلاقته في مجتمع متخلف ثقافياً، وعلى سبيل المثال، استخدم يدا كبيرة نحتها من (الجبس) وتحمل شمعة كبيرة دلالة على أن الممثل يضيء الدرب للمجتمع ويحترق. واستخدم عجلة عربة دلالة على مسيرة الفنان وزمنه، واستخدم أربعة خطوط من الحبال تخترق فضاء المسرح من اليمين إلى اليسار دلالة على أزلية الإنسان والفنان والكون، واستخدم سلماً خشبياً يمتد من أرضية المسرح ويرتفع إلى الأعلى لتختفي نهايته خلف إطار فتحة المسرح دلالة على سمو الفنان ورفعة فنه.
استضفت الشيخلي ليصمم مناظر مسرحيتين؛ الأولى (الرجل الذي تزوج امرأة خرساء) لأناتول فرانس وترجمة سليم بطي، وفيها صمم ديكوراً واقعياً بثلاثة أبعاد تميز بطرازية المعمار زمانياً ومكانياً، والثانية مسرحية (المقاتلون) لمؤلفها جيان التي تتحدث عن ثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسي ومثلت أنا والعزيزة ناهدة الرماح الدورين الرئيسين.
واستخدم في المسرحية ديكوراً واقعياً مبسطاً لغرفة في شقة في إحدى العمارات السكنية في باريس ولموقع للثوار في احد جبال الجزائر وبشكل مبسط ايضاً.
ومع إبراهيم جلال ايضاً صمم ديكوراً لمسرحية يوسف العاني (ستة دراهم) عبارة عن عيادة لأحد الأطباء العراقيين، ومع إبراهيم ايضاً صمم الشيخلي ديكوراً واقعياً لبيت عراقي بالطراز الشرقي في مسرحية يوسف العاني (اني أمك يا شاكر)، واعتقد انه صمم لمسرحية (الخال فانيا) لجيكوف، التي قدمتها فرقة المسرح الحديث أواسط عام 1960، وبعدها لم يتواصل الشيخلي في فن الديكور لا مع فرقة الحديث ولا مع اي فرقة أخرى، وذلك لانشغاله الكامل في الفن التشكيلي خصوصاً في أوائل العهد الجمهوري.
ولا بد من التنويه بأن عدداً من الفنانين التشكيليين العراقيين الى جانب الشيخلي قد ساهموا في تصميم المناظر المسرحية لنتاجات المخرجين العراقيين وأولهم حقي الشبلي، وكان من أبرزهم فايق حسن وجواد سليم حيث برز تصميم مناظر يوليوس قيصر من إخراج حقي الشبلي، عام 1951، وقبلهما كان حافظ الدروبي، وبعدهما كان كاظم حيدر الذي صمم معظم المسرحيات التي أخرجتها لفرقة المسرح الحديث وللفرقة القومية، وكان ايضاً ضياء العزاوي الذي صمم وبشكل تجريدي مناظر مسرحية (تموز يقرع الناقوس) لعادل كاظم ولحساب المسرح الحديث والتي أخرجتُها عام 1969 في (مسرح بغداد) الذي ما زال "خرابة" ينتظر من يلتفت إليه ليعمره كونه موطناً لتراث المسرح العراقي الغزير.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram