اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق ذاكرة عراقية > الاخباري .. وبداية فن التمثيل بالعراق

الاخباري .. وبداية فن التمثيل بالعراق

نشر في: 14 مارس, 2010: 04:53 م

اخذت هذه  المقاهي وغيرها من دور الملاهي تقدم بأنتظام  نمر ( الاخباري) ، وهي نمر  تمثيلية فطرية  ساخرة تقدم ارتجالا ، لها قواعدها وتقاليدها في الصنعة ، كانت تقدم في الاسواق والشوارع ، من قبل جماعة من الاهالي ، هواة من غير المحترفين ، يختارون حدثا آنيا ما في المدينة ، 
 يعيدون تشخيص هذا الحدث اليومي المختار  بشكل هزلي ساخر مبالغ فيه ممزوج بالنكتة  البذيئة والرقص والحركات الماجنة ، ويعلقون على الحدث وقد يبدون منه موقفا ، واكثـر هذه الاحداث احداث سياسية او وقائع اجتماعية . هو بأختصار فن شعبي ناقد بشكل جارح لبعض مظاهر الحياة الاجتماعية المعيشة، يتصف بالعفوية و الفطرية ، غارق في القدم ، من فنون شوارع القرون الوسطى  يصعب تحديد بداياته بدقة .يعرف الاب الكرملي الاخباري بما يلي (.... قوم من  العامة يعرفون بالأخباريين او الاخباريات ، وهم قوم يتشبهون بالعلماء ، وفي زيهم وعملهم استهزاء بأهل العلم ، فيلقي احدهم احاجي على صاحبه ، او صاحبته  وتلك الاحاجي بذيئة ، فاذا جاء تفسيرها ، أو أحسن التلفظ بما عسر من الفاظها  المتكررة ، القى عليه بأحجية ثانية ، حتى يسقط، واذا سقط ، يجيل في وسط المجلس ويرقص رقصا مخلا بالآداب ، والظاهر ان الاخباري هو من يروي الاخبار ، والظاهر ان ( الأخباري ) له جذور تاريخية في الوجود ، لذلك نجد ان سعد التفتزاني ( 793 ه -1390م) في شرحه للعقيدة النفسية ينص على ان " لوجلس احد في مكان مرتفع ، وحوله جماعة يسألونه في مسائل مضحكة ، ويضربونه بالوسائد بعد اخبارهم ، يكفرون جميعا ،  كذلك نجد في ( غالية المواعظ) لخيرالدين نعمان الآلوسي  ( 1317 ه – 1899 م)  مايلي :- رجل يجلس في مكان مرتفع ويسألون منه مسائل بطريقة  الاستهزاء ، ثم يضربونه بالوسائد ، فأنهم كفروا جميعا ، وكذا لو لم يجلس في مكان مرتفع ، وكذلك اذا تشبه المضحك المذكور بقاض او مفت او خطيب او نحوهم ، وهذا الفعل شائع في زماننا ، ويسمون المضحك المذكور ( بالأخباري) مع انه المطابق للحال تسميته ( بالأكفاري) فانا لله وانا اليه راجعون ) ( 9)يذكر يوسف العاني عن  فن (الاخباري) ، الذي استلهم  منها جو كتابة مسرحيته (الخرابه - 1968 ) قائلا(( في العشرينيات وقبلها بسنوات ، كان في مدينة النجف مقهى صغير ، نسميها نحن في العراق ( جايخانه ) وكانت لقدمها تسمى (الخرابة) صاحبها رجل طيب يدعى (جعفرالكابلي) لايلتقي في المقهى الاعدد قليل من ابناء المدينة ، يشربون الشاي ، ويجتمعون يوميا لكي يمثلوا تمثيليات يقومون هم بتأليفها، ويؤدون ادوارهم ارتجالا .. دون ان يكون هناك متفرج في اكثر الاحيان ، والزبون الذي يدخل المقهى لابد ان يشارك في التمثيلية (.....) في كل يوم كانت هناك تمثيلية ، وقد يتكرر موضوع التمثيلية لعدة ايام، لكن اضافات عديدة تطرأ عليها .. والشخوص قد تتغير ، وكان موضوع التمثيلية ينبثق من الحالة التي فيها رواد المقهى ، فتارة يسخرون من موقف الانكليز تجاه الثوار في النجف عام 1918 ، وتارة يقلد ون بأصواتهم وبالحركات قطيعا من الحيوانات،  كل منهم يمثل حيوانا، وواحد منهم يمثل صاحب القطيع ، ومن خلال كل ذلك يصدرون حكمهم على ( الحالة ).. ويظل هذا العرض مستمرا على قدر استمرار أثر الحدث على المدينة... ...في هذا المقهى اعتاد ان يلتقي فيها بشكل دائم ، شاعر وبقال ومتخلف عقليا (يتصرف مادام هو في المقهى بشكل طبيعي وكأي انسان عاقل)، كان  زبائن المقهى الاخرون يلتقون بهم في كل يوم حتى ماتوا الواحد بعد الاخر ، وآخرهم الذي مات صاحب المقهى ( جعفر الحاج عبدالحسين الكابلي ) ..)) ( 3) . .ولم يجر حتى الآن تناول فن ( الاخباري في العراق) بالشكل الكافي الذي يستحقه  ، بالرغم من انه يعتبر الجذر التراثي الوطني الوحيد من فنون الشارع الذي استفاد منه وتأثر بكثير من تقاليده  المسرح الكوميدي العراقي المعاصر. ولابد ان  نتوقف عند الاجحاف والتجاهل الذي تعرض له في حياته وبعد مماته  ابرز وآخر فناني الاخباري العظام ، رائد الكوميديا الارتجالية في العراق ( جعفر لقلق زاده )  الذي له فضل المساهمة الآساسية في نقل عروض هذا الفن الشعبي من الشارع والساحات العامة ، الى  حلبات المراقص في المقاهي البغدادية القديمة ، وتم تطوير هذا الفن ليقدم على خشبات مسارح الملاهي  . ليست لدينا حتى الان أي  معلومات دقيقة تماما عن خلفية واصل هذا الفنان ، كل مانعرفه عن تاريخ ميلاده ، انه قد ولد في اواخر القرن التاسع عشر ، و ما نعرفه عن نشأته الاولى ضئيل جدا ومشوش  ، بل اننا غير متأكدين حتى من اسمه الحقيقي ، هل هو كامل عبدالمهدي ؟ ام جعفر القزويني ؟ أم سلمان الاخباري ؟ ام ان له اسما آخر غير هذه الاسماء التي عرف بها .عاش بينهم ويعرفه أهالي الكاظمية منذ الصغر ، الا انه لااحد يعرف بدقة هل هو من مواليد الكاظمية ، ام انه من ولادة قزوين وحملته عائلته معها طفلا وهي تهاجر الى العراق وتستقربه في مدينة الكا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

هل كانت ثورة 14 تموز في العراق حتمية؟

د. عبدالخالق حسين لو لم يتم اغتيال ثورة 14 تموز في الانقلاب الدموي يوم 8 شباط 1963، ولو سمح لها بمواصلة مسيرتها في تنفيذ برنامجها الإصلاحي في التنمية البشرية والاقتصادية، والسياسية والثقافية والعدالة الاجتماعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram