أيوب السومري مرأى نقاط السيطرة في مختلف مناطق العاصمة الحبيبة بغداد يبعث في النفس أمرين حسنين هما الاطمئنان والامتنان في نفس الوقت، الاطمئنان لكون قواتنا الأمنية البطلة قائمة ساهرة على حراسة الوضع الأمني العام،
والامتنان لأولئك الأبطال المضحين بأرواحهم قبل راحتهم من أبنائنا وأخوتنا افراد القوى الأمنية المختلفة للحفاظ على ارواحنا وممتلكاتنا من شرور الارهاب والعابثين المنحرفين. مساء الأربعاء الماضي كنت استقل باص(الكيا) المنطلق الى حي الامين في زيارة عائلية، وكان الباص ممتلئاً بالمواطنين من الرجال والنساء من اعمار مختلفة، خفف السائق من سرعته واصطف في خط من السيارات المتنوعة انتظارا لدوره في التفتيش عند نقطة سيطرة تقع في منطقة(52) حي الأمانة بالقرب من مستشفى الواسطي، كان الوقت السادسة مساء حين حان دورنا للتفتيش، فتح الباب شاب في مقتبل العمر يرتدي البزة العسكرية، نظر في وجوه الركاب بنظرة غير ودودة، ثم أشار على احد الركاب وكان رجلا في الأربعينيات من عمره:- هويتك. سلمه الرجل الهوية، نظر فيها وأعادها إليه قائلا:- ماذا في الكيس الذي تحمله؟ ناوله الرجل الكيس مجيبا: سمك وخضراوات. فتش الكيس وأعاده إليه موجها له سؤالا غريبا هذه المرة: لماذا شعر رأسك طويل هكذا؟ التفت الركاب جميعهم الى الرجل الذي لم يكن فيه ما يعيب حتى ان شعره لم يكن بالطول الذي يدعو لتوجيه سؤال مثل ذلك، وكانت الدهشة بادية على وجهه. رد قائلا: وهل هذا من واجبك؟ ضحك الشاب العسكري ضحكا عاليا وهتف بصوت مزعج: والله لوكان معي مقص لقصصته!!العبارة الاخيرة اثارت استهجان الجميع، وجعلتني أتساءل: هل هذا السلوك من اخلاق الجندية العراقية؟ او اخلاق الشخصية العراقية؟ وهل ينبغي ان يدخل هذا المنتسب دورة في الاخلاق قبل ان يدخل دورات عسكرية؟
وإنما الأمــم الأخلاق
نشر في: 14 مارس, 2010: 05:06 م