وديع غزوانمرة اخرى يسمو إقليم كردستان بمواقفه ويحتضن في ربوعه شخصيات وقوى سياسية عراقية متباينة الآراء والمواقف بشأن العديد من القضايا، فقد حط قادة كتل ومسؤولون رحالهم في عاصمة الإقليم في اقرار ضمني بدور الكرد المهم في الحياة السياسية..
كما ان الحوارات واللقاءات التي شهدتها أربيل في غضون الايام الماضية تؤشر في احد اوجهها اهمية وثقل التحالف الكردستاني في عملية التحالفات لوضع الملامح العامة في صياغة شكل الحكومة المرتقبة في ضوء ما ستفرزه صناديق الاقتراع من اصوات يتحدد بموجبها عدد المقاعد المستحقة لكل كيان او ائتلاف.الحقيقة التي وسمت علاقات التحالف الكردستاني في الماضي واستمرت الى الان هي الصراحة والانفتاح على كل القوى السياسية المؤمنة بعملية البناء الديمقراطي للعراق الجديد والدستور الذي اعترف بتطلعات الكرد واحقيتهم بصنع القرار كونهم يشكلون مع العرب المكون الاساس الذي لاغنى عنه لبناء مستقبل العراق وتعزيز تجربته الجديدة.وبهذا الخصوص يقول رئيس إ قليم كردستان مسعود بارزاني في حوار مع قناة (روسيا اليوم): ( في العراق يعيش شعبان جنباً الى جنب منذ قيام الدولة . بعد الحرب العالمية الاولى تأسس العراق على ايدي العرب والأكراد، وهاتان القوميتان هما الاساسيتان في البلاد، ولكن للأسف لم تقم علاقات الشراكة بين الاكراد والعرب حين تأسست الدولة العراقية .. ) ثم يشير بارزاني الى استمرار هذا الوضع الشاذ عام 1991عندما قام الشعب الكردي بانتفاضته المجيدة . وبعداسقاط النظام السابق عام 2003 لعب الكرد دوراً رئيسياً في إنضاج العملية السياسية الجديدة وترسيخها وفي وضع الدستور .في ظل اصعب الظروف تمسك الاكراد بعراقيتهم وبقي خطابهم السياسي متوازناً وغير متشنج او منفعل ازاء ما كان يروجه البعض من مفاهيم لتشويه موقف الكرد ومحاولة استغلال وجهات النظر بشأن بعض القضايا التي لم تخرج في اطار عما حدده الدستور وخاصة ما يتعلق بتنفيذ المادة 140 منه .الان وبعد انتهاء الانتخابات تتوجه الانظار مرة اخرى الى إقليم كردستان لرسم ملامح خارطة طريق المرحلة القادمة اذا صح التعبير . ورغم انه من السابق لاوانه الحديث عن طبيعة ونوع التحالفات التي ستتشكل بضوئها الحكومة الاتحادية المقبلة، الا انه وفي كل الاحوال والظروف لايمكن تغافل او تهميش الدور الكردي كبوصلة امان واستقرار للعملية السياسية التي تعصف بها منذ سبع سنوات موجات الاهواء والمصالح الضيقة العاتية .. الدور الكردستاني مهم للعراق ككل مثلما ان عراقاً قوياً ومستقراً مهم لكردستان كجزء مهم من هذا الوطن الذي نتوق جميعاً لرؤيته معافى من جراحات اغلبها بفعل ابنائه.فلنتجه جميعاً للعمل في ظل خيمة العراق كجسد واحد بأًجزاء وتقاسيم متنوعة، ولنبعد أنفسنا عن كل ما من شأنه تعطيل توجهاتنا لبناء غده المشرق المتسع لابنائه كافة.
كردستانيات: خيمة العراق
نشر في: 14 مارس, 2010: 05:29 م