اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > من المسؤول عن رعايتهــــم؟ معاقون جراء حروب الدكتاتور والإرهاب

من المسؤول عن رعايتهــــم؟ معاقون جراء حروب الدكتاتور والإرهاب

نشر في: 14 مارس, 2010: 05:41 م

تحقيق \وائل نعمةتصوير \ مهدي الخالديرأيتها  تمشي، تسرح بخيالها،موجودة وغير موجودة، تتكلم وفكرها بعيد، تنظر للناس ولا تحدد نظرها لشيء بعينه تسير بسرعة للعودة للمنزل وكأن الذي ينتظرها هناك لا يحتمل التأخير، تملكتني الرغبة لمعرفة ما يدور بخاطرها، أحببت أن اعرفها أكثر اقتربت منها وسألتها بخجل عن سبب حزنها وشرودها؟
 أجابتني بحسرة تعصر قلبها «ابني حبيبي كل ما املك هو سبب همي وحزني» فقلت لها بفضول «هل أزعجك؟ هل أساء معاملتك؟ هل أخطأ في حقك؟». أجابتني «لا ولكن كنت أتمنى أن يفعل ذلك فانا أم وسأغفر له خطاياه».فزادت عندي الرغبة بالسؤال وقلت لها «إذن هو المرض؟» أجابت بحسرة «انه موجود وغير موجود يعيش ولا يأخذ شيئاً من الحياة لم يعش لحظة الحزن ولا الفرح، هائم بعالم لا نعرف له حدوداً شارد لا يتكلم وان تكلم لا نميز كلامه نطعمه وهو لا يحس بالجوع ونتوقف عن إطعامه وهو لا يحس بالشبع»!فقلت لها «هل هذا لغز؟؟» قالت «لقد كتبت عليه العزلة، لا صديق له، ولا حبيبة وليس له غد يعيش لأجله، و حزني يكبر كل يوم عندما أرى ولدي يتقدم به العمر وتكثر احتياجاته وأنا تقل قدرتي على العمل»فأدركت ما تتكلم عنه، إنها مأساة وجود إنسان معاق  لم يكن له ذنب سوى الصدفة التي أوجدته في احد أيام السواد والرماد وقربه من تفجير أجلسه على كرسي الإعاقة قد يبقيه فيه ابد الدهر، عندها أحسستُ بحجم مسؤوليتها و سبب شرودها وحزنها وألمها.rnأرقام مخيفة!أرقام مخيفة و مذهلة من المعوقين التي تطلعنا أجهزة الإعلام المرئية و المسموعة والالكترونية عليها. حيث بلغت نسبة المعاقين أكثر من 15% من عدد سكان العالم , اي مايقارب 900مليون شخص معاق.80%من هذه النسبة متواجدة في دول العالم الثالث والبلدان النامية والنسبة موزعة حسب اسباب الاعاقة التي من اهمها الحروب والكوارث الطبيعية التي  خلفت 5 ملايين معاق وللظروف التى يمر بها العراق  ومحنته وقلة الخدمات الطبية فأن الارقام وحسب مصادر جمعيات المجتمع المدني تفيد  بوجود2,6 مليون عراقي معاق من جراء الحروب خلال ثلاثة عقود وأكثر، ويؤكد المختصون بأن  عدد المعوقين بعد عام 2003 ازداد لاكثر من 30%. هذا الرقم في بلد تعداده السكاني يصل الى حوالي سبعة وعشرين مليون نسمة، يعتبر رقماً فلكياً وكارثياً بكل معنى الكلمة، أما اذا أخذنا النتائج السلبية التي تنعكس على طريقة عيش هؤلاء الأشخاص والمصاعب المادية والنفسية والانسانية التي تحيط بهم ويتم أسقاطها بأرادتهم او بدونها على أنماط حياة عوائلهم.فيما يقول علي جمال عضو في جمعية المعوقين العراقية «لا توجد إحصائيات دقيقة أو حتى أرقام تقريبية لعدد المعاقين في العراق, لكن يذكر مراقبون انه لو تم الاعتماد على النسبة التي حددتها الأمم المتحدة وهي 10%, فان عدد المعوقين هو أكثر من مليوني شخص.» ويؤكد مراقبون ومنظمات إنسانية انه مهما كان الرقم , فان شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة تواجه مشاكل كثيرة وما تتلقاه من دعم ومساعدة ورعاية من قبل جهات رسمية وغير حكومية قليل جدا مقارنة بحجم الاحتياجات ونوع الرعاية التي من المفروض ان تقدم لهم. الجهات الرسمية ومن خلال وزاراتها المعنية مثل وزارة حقوق الإنسان ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة أكدت أكثر من مرة تنفيذها العديد من المشاريع والخطط لخدمة ورعاية ودعم المعاقين منها المبالغ التي تقدمها شبكة الحماية الاجتماعية وفتح دور رعاية ومعاهد ومراكز متخصصة إضافة إلى توفير الرعاية الصحية والعلاج المجاني وطبعا قبل هذا كله التأكيد على  أن كافة حقوق المعاقين محفوظة اعتمادا على مواد الدستور العراقي وخاصة المادة 32 التي تنص على أن « ترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع، وينظم ذلك بقانون».rnإعاقة وإصرار!يعاني غازي  محمد(40 عاماً)، من عوق منذ الولادة يجعله مجبرا على استعمال العكازين. ومع ذلك، يعمل كبائع صحف في منطقة البياع ببغداد وهو يؤمن القوت اليومي لعائلته المكونة من خمسة أفراديقول «لست حالة فريدة، وربما أكون أكثر حظا من معاقين آخرين تزداد عندهم نسبة العجز إلى درجة كبيرة، ومع هذا تجدهم يعملون في مهن لا يقوى عليها حتى الأصحاء من الناس.»ويعّرف المعاق بأنه شخص مصاب بعجز كلي، أو جزئي، خلقي أو غير خلقي، إلى المدى الذي يحد من إمكانية تلبية متطلبات الحياة اليومية.وتصنف الإعاقة بمعناها العام إلى ثلاثة أصناف كما يقول الدكتور علاء كاظم صالح، الأول هو الإعاقة الحركية (البدنية)، والصنف الثاني هو الإعاقة الحسية مثل ضعف السمع أو البصر، والصنف الثالث هو الإعاقة الذهنية مثل الشلل الدماغي.أبو سعد، الذي يعمل في محطة لغسل وتشحيم السيارات بمنطقة النهضة، فقد ذراعه اليمنى في هجوم إرهابي في سوق الصدرية عام 2006. ذكر «عندما تعافيت من الإصابات، كان علي أن أتأقلم مع وضعي الجديد، رغم مشقة ذلك، وأعود إلى عملي لكن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram