متابعة اخبارية:بينما أمر رئيس الوزراء الاسرائيلي بالتحقيق في توقيت الإعلان عن بناء المساكن في القدس، مددت حكومته الاغلاق المفروض على الضفة حتى يوم غد الثلاثاء. خطوتان متناقضة، لكن يمكن القول ان التحقيق جاء تعبيرا على خشية اسرائيلية من توتر العلاقة مع امريكا،
فيما ياتي تمديد الحظر تحسبا لتفاقم الاشتباكات في القدس الشرقية. وأمر بنيامين نتنياهو بفتح تحقيق في ملابسات الإعلان عن مخطط إسرائيلي لبناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية أثناء وجود نائب الرئيس الامريكي جو بايدن في إسرائيل. فيما كُشف امس عن ان وزارة الداخلية الاسرائيلية اعلنت نيتها بناء 1600 وحدة سكنية في القدس الشرقية المحتلة اثناء وجود نائب الرئيس الامريكي جوزيف بايدن في تل أبيب. وأعلن الناطق باسم الحكومة أن نتنياهو قد أمر بتشكيل لجنة مهمتها الاجتماع بالمسؤولين في وزارة الداخلية للاطلاع على حيثيات توقيت هذا الإعلان ولوضع قواعد لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. وجاء الإعلان الاسرائيلي بعد أن وصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاعلان عن هذا المخطط بانه "إهانة" لبلادها. وقد اتصلت كلينتون بنتنياهو وحذرته من الآثار التي قد تتركها الخطوة الإسرائيلية على علاقات البلدين ووصفته بانه "خطوة سلبية جدا بالنسبة للعلاقات الامريكية الإسرائيلية ولعملية السلام في الشرق الأوسط". وكانت اللجنة الرباعية والاتحاد الاوروبي قد أدانا أيضا الخطوة الاسرائيلية فقد قالت الرباعية التي تضم الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا في بيان أصدرته في نيويورك إن أي عمل أحادي من أي طرف لن يؤثر في نتائج المفاوضات النهائية ولن يعترف به المجتمع الدولي. وقد انتقد بايدن بشدة الاعلان قائلا انه "يقوض جهود السلام ويغضب القيادة الفلسطينية التي وافقت على استئناف المفاوضات بشكل غير مباشر مع اسرائيل تحت ضغوط امريكية". كما انتقدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايضا الخطوة الاسرائيلية وقالت عشية قيامها بجولة في الشرق الاوسط ان الخطط الاسرائيلية تبعث على القلق ودعت نتنياهو الى التصرف كـ"قائد". ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن مسؤولين اسرائيليين ان نتنياهو اتصل بكل بالمستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسلكوني واوضح لهما ان الحكومة الاسرائيلية لا تعتزم الاسراع في تنفيذ خطط بناء هذه الوحدات السكنية. من جانب اخر اعلن نتنياهو ان سياسة حكومته في مجال الاستيطان في القدس الشرقية لا تختلف عن السياسات التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة التي "شجعت على بناء احياء لليهود في القدس الشرقية". الى ذلك، افادت هيئة الاذاعة البريطانية ان السلطات الاسرائيلية قررت تمديد الاغلاق المفروض على الضفة الغربية الذي فرضته منذ ليلة الخميس الماضي حتى حتى منتصف ليل يوم غد الثلاثاء. كما سيستمر منع الفلسطينين "الرجال" دون سن الخمسين عاما من دخول الحرم القدسي بسبب الوضع الامني. وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفلد ان القرار جاء على ضوء المعلومات التي تشير الى احتمال قيام الفلسطينيين باضطرابات لذلك قررت اسرائيل منع الرجال دون الخمسين من الصلاة في باحة الاقصى فيما سيسمح للنساء. كما يسري الحظر على اتباع الديانات الاخرى. وكانت اسرائيل قد عزلت كامل الضفة الغربية ومنعت الفلسطينيين من دخول القدس لمدة 48 ساعة اعتبارا من ليلة الخميس الماضي، وذلك خشية وقوع اعمال عنف. وكانت صلاة الجمعة في القدس وغيرها من المدن في الاراضي الفلسطينية قد انتهت في الاسابيع القليلة الماضية بوقوع اشتباكات بين القوات الاسرائيلية وفلسطينيين كانوا يحتجون على الخطوات التي قامت بها الحكومة الاسرائيلية بخصوص الاستيطان وادراج عدد من المواقع الدينية الفلسطينية ضمن قائمة "الارث الثقافي الاسرائيلي". وقد فرضت اسرائيل القيود على دخول الرجال الى الاقصى اثر مواجهات بين قوات الامن الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في الخامس من الشهر الجاري اوقعت عشرات الجرحى من بينهم 15 شرطيا اسرائيليا.