 بغداد / المدى بدأت الأطراف السياسية العراقية مشاوراتٍ لتشكيل الحكومة المقبلة في الوقت الذي يتواصَلُ تباعاً إعلان النتائج الجزئية للانتخابات. المفوضيةُ العليا المستقلة للانتخابات ذكرت ان 60 بالمئة من نتائج الانتخابات ستعلن اليوم. وقال الناطق باسم المفوضية قاسم  العبودي في مؤتمر صحفي حضرته المدى  انه “من المؤمل ان يعلن، عن 60% من نتائج الانتخابات”،
مضيفا ان “مفوضية الانتخابات ستتعامل بحسم في حال ثبوت تزوير في اي مركز من مراكز الانتخاب”. واشار الى ان “مفوضية الانتخابات تجري الان التحقيق في الشكاوى التي قدمت اليها من مختلف الكتل والكيانات السياسية”.المعلّق الأميركي المعروف ديفيد إغناتيوس كتب في صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية امس الأحد يقول "إن أفضل ما في الانتخابات العراقيه ، استناداً إلى النتائج المبكرة، هو عدم تحقيق أيٍ من الكيانات فوزاً كبيراً يمكّنه من تشكيل حكومةٍ بمفرده." وأضاف في مقاله المنشور تحت عنوان "الانتخابات تضع مستقبل العراق حتماً في أيدي العراقيين"أن التكتلات الرئيسة، ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي والقائمة العراقية، سوف تحاول التودد إلى التحالف الكردستاني، بحسب تعبيره. وينقل إغناتيوس عن رئيس القائمة العراقية أياد علاوي قوله في مكالمة هاتفية إنه بدأ بالفعل محادثاتٍ مع فصائل أخرى في مسعىً لكسب تأييدها لتشكيل ما وصفها بـ"حكومة توافقية" تضمّ مختلف الأحزاب معرباً عن أمله في أن تتشكل هذه الحكومة قريبا . لكن إغناتيوس يلاحظ أن قليلا من السياسيين يشتركون في هذا التفاؤل وذلك في ضوء مشاعر القلق التي أعربوا عنها من احتمال امتداد فترة تشكيل الحكومة وقتاً طويلاً من شأنه أن يتسبّب بفراغٍ سياسي في بغداد الايام الماضية شهدت مشاورات أجراها قادة سياسيون مع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني. فيما صرح النائب حسن السنيد العضو البارز في حزب الدعوة أن (ائتلاف دولة القانون) "يجري بالفعل محادثات مع  الائتلاف الكردستاني بشأن تشكيل حكومة جديدة."وأضاف "أن محادثات مع ائتلافات أخرى ستتوالى تباعاً"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.    فيما جدد القيادي في ائتلاف دولة القانون السيد عباس البياتي التأكيد على ان نوري المالكي زعيم قائمة ائتلاف دولة القانون هو مرشح القائمة الوحيد لرئاسة الوزراء للسنوات الاربع القادمة مشيرا الى  الاصوات التي تنادي بايجاد بديل آخر لهذا المنصب بانها تغرّد خارج السرب.وفي تصريحاتٍ خاصة لإذاعة العراق الحر، تحدث رئيسُ ديوان الرئاسة في إقليم كردستان العراق الدكتور فؤاد حسين عن هذه المشاورات قائلا "إن الزيارات التي يقوم بها مسؤولون سياسيون عراقيون إلى إقليم كردستان تدخل ضمن حالة تبادل وجهات النظر حول الوضع الحالي والعملية الانتخابية إضافةً إلى توقّعات نتائجها..أما المحور الآخر للمحادثات فهو يدور حول تشكيل الحكومة العراقية القادمة والسيناريوهات حول التشكيلة.."المرشحة عن قائمة "ائتلاف دولة القانون" صفية السهيل قللت  من شأن اللقاءات التي تجري بين قادة بعض القوائم الانتخابية الرئيسة، مشيرة إلى أن الحوارات الجدية لم تبدأ بعد لعقد تحالفات المرحلة المقبلة. وفي لقاء مع راديو سوا  قالت السهيل إن "كل القوى الوطنية التي تحالفت لتغيير النظام السابق هي قوى متحالفة بشكل مطلق". من جانبه أكد القيادي في قائمة التوافق العراقي الدكتور سليم الجبوري أن القائمة لم تحسم أمر مشاركتها في الحكومة المقبلة من عدمها.مشدداً على أهمية دور القائمة في المرحلة القادمة لأنها ستعمل على التحالف مع الكتل التي تتوافق مع مشروعها السياسي وما يخدم تطلعات الشعب العراقي.ويرى سياسيون آخرون أن مثل هذه اللقاءات في بغداد وكردستان هي في جوهرها حوارات تمهيدية لتشكيل الحكومة المقبلة والتي يتوقع المراقبون أن يستغرق الإعلان عنها أسابيع وربما أشهراً.