اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > أحداث مدينة حلبجة كما يرويها ضباط شاركوا في قصفها

أحداث مدينة حلبجة كما يرويها ضباط شاركوا في قصفها

نشر في: 15 مارس, 2010: 04:25 م

بغداد / سها الشيخلي حلبجة مدينة أنعم الله عليها بنعمة الجمال،تحتضنها جبال كردستان بطبيعتها الساحرة.. تتوسد بساطاً سندسياً أبدعت أنامل الألوان في نسجه، وتلتحف غطاء صافياً بزرقته لم تتوقع ان ينزل عليها الدمار منه،  تقع المدينة 81كم جنوب شرق السليمانية وتبعد بمسافة364كم شمال شرق العاصمة بغداد، تمر اليوم الذكرى الثانية والعشرون على تدميرها من قبل جلاوزة النظام المقبور،
 وهي اليوم تشعر ببعض الارتياح بعد ان أخذ القضاء العراقي ثأرها بإعدام قاتل أطفالها ونسائها وشيوخها وشجرها وجبالها المجرم علي حسن المجيد بعد ان قام بدك مدينة الجمال بنيران المدافع ليحرقها واهلها بالاسلحة الكيمياوية ليتحول اسمه في ارشيف الاجرام الى (علي كيمياوي).. فما قصة هذه المدينة الكردية الآمنة التي روعتها اصوات هدير المجنزرات ودوي المدافع وازيز الطائرات السمتية قبل اكثر  من عشرين عاما، كانت هذه المسافة الزمنية كافية لتغير كل شيء في البلاد. آثار لم تمحهــــا الايامفي سفرتي الاخيرة الى اربيل التقيت السيدة سليمة (50 سنة) التي جلست قرب القلعة التاريخية عارضة مجموعة من اغطية الرأس النسائية وكذلك الرجالية منها المسماة (المشكي والعرقجين المطرز) وعندما طلبت منها ان تناولني ذلك الحجاب الذي كان بلون القوز قزح وجدتها بذراع واحدة، وعندما قامت لتستدير استندت على عكاز طبي، احزنني عوق تلك السيدة التي تحمل ملامحها صور المأساة، سألتها ما أسباب  ذلك العوق قالت انها مذبحة حلبجة التي طالت الكثير من أهلها،شأنهم شأن الأشجار والطيور والحيوانات التي نفقت التي لم تسلم هي الاخرى، جراء الآثار المدمرة التي طالت المدينة، وبلغة الحزن قالت: كان عمري آنذاك 27 عاما كنت احمل طفلي الصغير على كتفي في باحة الدار عندما دوى انفجار هائل هز المنطقة وتطايرات اشلاء الجميع وشاهدت الغرفة التي كان ينام فيها زوجي قد تساوت مع الارض، وسقطت على الارض مغشيا علي وعندما صحوت وجدت نفسي مع مرضى آخرين  في مستشفى متنقل لمنظمة الصليب الاحمر والتفت فلم اجد  ساقي اليمنى ولا احدى الذراعين، بكيت من هول الصدمة الا ان الطبيبة المعالجة هونت علي الامر وطلبت مني الهدوء. وبعد يومين تم نقلي الى مستشفى اربيل العام، وهناك طلبت الاتصال بشقيقتي وزوجها اللذين جاءا لتسلمي،وسرعان ما تماثلت للشفاء الا ان الآثار التي حملتها وعوقي وحياتي بدون ذراع ولا ساق جعلتني لا أنسى تلك الفاجعة، اعتمدت على نفسي واخذت اعمل بائعة للحجاب النسائي واشياء اخرى بسيطة، لقد أعجبني من السيدة المتحدثة قوة عشقها للحياة وصلابة موقفها، واكدت سليمة ان العدالة السماوية لم تترك الجاني يتنعم دون قصاص يستحقه ذلك المجرم. مبينة ان الموت شنقا للقاتل عقاب قليل بحقه وكانت تتمنى أن تراه مقطع الاوصال كما هو حالها الآن. ومع ذلك هي الان تشارك الجميع من المعوقين امثالها فرحهم بعد ان شاهدوا حبل المشنقة يلتف حول رقبة المجرم علي كيمياوي وان ذلك اليوم كان انتصارا لارادة المظلومين. وتؤكد سليمة ان   الناجين قد اصيبوا بأمراض نفسية عديدة من هول الصدمة ومن غاز الخردل والكيمياوي الذي تعرضوا له. rnاستخدام غاز الخردلالتقينا اللواء الركن (....) الذي كان احد المشاركين في الهجوم على حلبجة حيث قال:        تعرضت مدينة حلبجة والمنطقة المحيطة بها الى هجوم من قبل   الجيش العراقي    مستخدما القنابل ونيران المدافع والاسلحة الكيمياوية وتم تدمير البلدة   بالكامل.. ومات نتيجة هذا الهجوم ما لايقل عن خمسة آلاف شخص واستمر الهجوم ثلاثة ايام ادى الى ارتفاع القتلى الى 12 الف شخص..وكان الهجوم قد تضمن    استخدام غاز الخردل وغاز الاعصاب والسلاح الكيمياوي السيانيد في الهجوم، وكنت ضمن الحملة سيئة السمعة التي اطلق عليها (حملة الانفال) التي قمعت الثورات الكردية في شمال العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية. وتشير التقارير الى ان (صدام) هاجم بالأسلحة الكيمياوية 24 قرية.. وان الاسلحة التي استخدمت تم الحصول عليها من شركات امريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية وصينية.. ويذكر معهد ستوكهولم لابحاث السلام الدولي ان استيراد العراق للاسلحة  ما بين عامي   1973 و2002 توزع احصائيا من الدول كما يأتي: 57%  من روسيا،الاتحاد السوفياتي السابق , 13% من فرنسا , 12% من الصين , 1% من امريكا واقل من 1% من بريطانيا.ويضيف اللواء قائلا:  كانت الأخبار تردنا من ان القوات الايرانية قد دخلت مدينة حلبجة وانها بصدد الاستيلاء عليها وضمها الى الاراضي الايرانية كماوردتنا الاخبار والتي تزامنت معها الكثير من الشائعات المغرضة كان وراءها أزلام النظام السابق،الغرض منها ايجاد ذريعة لضرب الاكراد والملقبين من قبل النظام السابق بـ (العصاة) والذين كانوا يشكلون مصدر ازعاج للحكومة السابقة. ورغم وجود القلة من الضباط الاكراد في القوات الخاصة الا ان اغلبيتهم  كانوا مستائين  اشد الاستياء من تلك الاحداث غير  ان الخوف من بطش الحزب وقادته كان كافيا لا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram