اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الشاعر غريب اسكندر:المنفى ليل الروح حتى لو ترى الجسد مشعاً ومضيئاً

الشاعر غريب اسكندر:المنفى ليل الروح حتى لو ترى الجسد مشعاً ومضيئاً

نشر في: 15 مارس, 2010: 04:47 م

أجرى الحوار/ محمد الحجري بيروتيرى الشاعر غريب اسكندر، ان الكتابة عن الموت بالنسبة له هي مواجهة الموت الذي يقيم فيه.. فيما يظن ان للمرأة في شعره دورين: دور حقيقي واقعي يتمثل بامرأة من لحم ودم، ودور بالمعنى الجمالي المطلق.. أما عن المنفى، فهو بجد منفى الداخل الذي يعيشه أي مبدع..في هذا الحوار الذي اجراته (المدى) مع الشاعر غريب اسكندر المقيم في لندن و الذي ينتمي الى جيل  شعري عاش مآسي الحروب الكارثية، والحصارات اعتمدنا عدد من المحاور تضيء جانباً من تجربته الشعرية.
 * أوردت في بداية ديوانك "محفة الوهم" مقطعين للشاعر بيسوا، الى اي مدى تأثرت بهذا الشاعر الكبير، وكيف تقرأ الاهتمام العربي به في السنوات الأخيرة؟rn- أظن ان للشاعر البرتغالي فرناندو بيسوا اهمية كبيرة بالنسبة الى الشعر العالمي قاطبة؛ فهو يشكل مع عدد من الشعراء الآخرين (الفرنسي أبولينير والروسي مايكوفسكي) حركة شعرية عالمية تسمى الحركة المستقبلية هذا على صعيد دور هذا الشاعر في تاريخ الشعر وتطوره بشكل عام. أما ما يهمني فهو غير ذلك على أهميته؛ فبيسوا شاعر تستفزك لغته وموضوعاته الشعرية. وكانت طريقة حياته مثل شعره عبارة عن قصائد متقطعة. ثم أنه أكثر من شخص وبالتالي أكثر من نص؛ فهو كامبوس وكاييرو ورييس وبيسوا بالطبع (أو ليس بالطبع). نحن نعرف أن الشاعر يبتكر قارئه عندما يكتب، بيسوا ذهب الى ابعد من ذلك ابتكر شاعره/شعراءه. هل ينبغي على الشاعر ان يبتكر آخره عندما يكتب؟ هؤلاء الشعراء المختلفون انتجوا نصوصا مختلفة لا تنتمي الى بيسوا الشاعر وان خرجت من كائن ظاهريا يبدو واحدا لكنه ليس كذلك. بهذا يعلمنا بيسوا كيف نعبر عن التعدد الموجود فينا على الصعيدين الشعري والشخصي إذ يستفزنا بيسوا وجوديا وليس شعريا فحسب. إنه يدعونا بمعنى ما الى كتابة الطيات الأخرى غير المرئية في الذات الشعرية.أما في ما يخص الشطر الثاني من سؤالك، بالطبع دائما ما يكون الاهتمام العربي متأخرا ولا سيما عندما يتعلق الامر بالترجمة والدراسات الادبية والثقافية المتعلقة بدراسة الشعر العالمي دراسة علمية مقارنة. فما تُرجم لبيسوا الى العربية (وللشعر العالمي) جاء في الأغلب نتيجة أعمال فردية قام بها بعض الشعراء الذين يعرفون لغة اخرى كترجمة الشاعر المغربي المهدي اخريف لبيسوا التي تصدرتها دراسة الشاعر المكسيكي اوكتافيو باز المهمة عن بيسوا الشاعر (أو الشعراء) والشخص (أو الشخوص). وهذه الدراسة التي اطلعت على ترجمتها الانكليزية في كتاب بيسوا  A Centenary حيث تصدرته أيضاً تعد مفتاحا مهما لقراءة بيسوا وقد أفاد منها اخريف في ترجمته الجميلة لبيسوا كما يذكر في مقدمته للكتاب، هكذا تعضد الدراسة الترجمة وتنميها. فمسؤولية الترجمة ينبغي أن تكون مسؤولية مؤسسات كبرى، لا مسؤولية أفراد على أهمية ما قاموا به، كي تستطيع مواكبة ما ينتج يوميا من الكتب المهمة في لغات الانتاج الثقافي والعلمي والحضاري الكبرى. والغريب أنه ليس هناك ما ينقص العالم العربي للقيام بهذه المسؤولية حيث الامكانيات المادية والعدد الكبير للمترجمين، لكن ما ينقص العالم العربي بالطبع هو الاحساس بأهمية الثقافة واهمية الانفتاح والاستفادة من العالم. rn* تقول في ديوانك “من أجل هذه الأمنية التي تسمّى الموت / كتبنا كثيرًا" هل تواجه الموت بالكتابة ام تهرب من التفكير به بالكتاب ايضا ام الكتاب موت آخر.rn- صعب عليّ جدا مواجهة هذا السؤال؛ سؤال الموت حتى لو كان بقصد الاجابة عنه. أنا الذي سكنتي آهاته منذ وقت مبكر عبر الغياب التراجيدي المتكرر والمؤلم لأحبة غادروا مبكرا جدا؛ هكذا وجدتني قد عشته يوميا، عشت تفاصيله، مواجهته انا الأعزل إلا منه.ها أنئذ اتذكر قلق الليالي البعيدة الآن فماذا أجد:المكتبة الصغيرة التي تحوي بعض الكتب الدينيةوالصورة المعلقة على جدار الانتظاروالبيجاما العتيقة والطرق على الباب في الساعة الواحدة بعد منتصف الليلاتذكر تلك الليلة البعيدة واتذكر تأسيس الموت معهاالنعاس المختلط بالخوفاتذكر العمر الذي يبتدأ وينتهي بهايا لها من لحظة/ ليلةفهل الكتابة عن الموت بالنسبة إليّ هي مواجهة ذلك الموت الذي يقيم فيّ؟ أعني تاريخه الحافل في حياتي: ربما. وربما أيضاً أن مواجهته هي عزاؤه، ربما وربما لكن ثمة جوانب أخرى نجهلها تتحدث عن خلود الشاعر: أي شاعر وأي خلود؟! .   rn* المرأة ما دورها في الكتابة بالنسبة اليك؟rn- أظن أن للمرأة في شعري دورين: دور حقيقي واقعي يتمثل بإمرأة من لحم ودم، ودور بالمعنى الجمالي المطلق. لقد دونت الدورين شعريا. ولو أنك تجد أن الدور الأول أكثر حضورا في كتابي الشعري الثاني "محفة الوهم"، هكذا كتبت عن المرأة: التي رافقتني الى الحديقة الكبيرة وعن تلك التي خرجت مدماة القلبعن تلك التي غنت ذات مرة: عن الأحلام التي تولد لتموت.فالمرأة هي من صنع كل هذا؛ فالحلم حلمها والوهم وهمها والجمال هو جمالها الذي نستعيده دائما وابدا.أما المرأة الاخرى فقترابي منها هو اقتراب جمالي خالص. هكذا ضلت المرأة على مدى التاريخ تمثل رمزا للجمال المطلق، جمال لا زمني نستعيده دائما شعريا وعاطفيا ليس في نصوصنا حسب وانما في حيواتنا الذابلة. إنها بمعنى اخر ضلت دوما معادلا موضوعيا وشعريا نحتمي به في مواجهة قبح هذا العالم:أعرفُأن الليالي الكثيرة المقبلةستتلاقى جميعاًعند خصركِوفي سناكِيختفي ق

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram