TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > شبابيك :رايات عودة أبو تايه!

شبابيك :رايات عودة أبو تايه!

نشر في: 15 مارس, 2010: 04:57 م

عبد الزهرة المنشداويهناك نوع من الأشخاص لا يهمهم ما يحدث حولهم بقدر ما يهمهم منافعهم الشخصية الضيقة والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف المادية البحتة التي ينتفعون بها حصرا . ما يصيب مجتمعهم او وطنهم لا يكاد يحرك فيهم أية أحاسيس تصب في صالح الجماعة التي ينتمون إليها ويعيشون في كنفها .أوطانهم جيوبهم وهمومهم إشباع بطونهم لا غير.
هذا النوع من الشخصيات دائما ما يكون على طرفي نقيض مع الآخرين الذين يجدون تقدمهم وتحررهم مرهونا بتقدم شعوبهم ولا يمكن لهم ان ينالوا مطالبهم المشروعة مالم يكن مجتمعهم مجتمعا معافى ومتحضرا ومستقلا بكل معاني الاستقلال. مما يؤسف له ان البعض من انبروا لتمثيل المواطن في البرلمان او من عهدت إليهم مهام رسمية يمكنهم من خلالها تقديم الخدمة للمواطن، ومساعدته في حل العديد من المشكلات التي استجدت او التي ورثها من عهود سابقة .والذي حدث ان البعض منهم ادار ظهره وانغمس في البحث عن الأمجاد الشخصية ،وجمع الأموال بكل الوسائل مشروعة كانت او غير مشروعة.وهذا يعني بالمعايير المتحضرة تخلف وضيق أفق، ونوع من الأنانية في أعلى درجاتها فبدل ان يسعى مع الساعين من اجل بناء بلد مواطنة حقه ينتصر فيه للمظلومين وما اكثرهم وإشاعة شعور العدالة والمساواة. شخصية (عوده أبو تايه) من الشخصيات التي قاتلت الاحتلال العثماني تحت قيادة الملك فيصل الاول في شبه الجزيرة العربية من اجل تحريرها من رقبة الاحتلال وكان لهذه الشخصية والتي تطرقت اليها السينما الامير كية في فيلم (لورانس العرب)،نصيبا لا يستهان به في تحرير جزء من الجزيرة بعد قتال مرير مع جيوش العثمانيين . الرايات التي رفعها أبو عودة وتبعها المئات من أفراد عشيرته المقاتلين الأشداء تبينت فيما بعد انها رفعت لا من اجل تحرير أوطان بقدر ما كانت لأجل الاستيلاء على اموال الخاسر ليس الا، اما التحرر والوطن وتخليصه من مغتصبيه فلم يكن لها من اثر لديه وعندما انتصر في احد المعارك ولم يحصل على اسلاب مني بخيبة أمل واستشاط غضبا وقرر الانسحاب هو وعشيرته من مواصلة القتال. من ذكرنا لذلك نتمنى ان تكون رايات المرشحين التي تم رفعها في شوارع العراق والمتمثلة بال(فيس بوكس)الملون لا تشبه تلك الرايات التي تنشر للمغانم وجمع الاسلاب فلا يهم النائب غير مقدار راتبه وجواز السفر الدبلوماسي وقطعة الأرض المختارة في أبهى مناطق بغداد ،أما المواطن فلا يخطر له على بال وهذا ما لا نتمناه من أعضاء برلماننا الجديد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram