دهوك / عماد البكري علاقة العراقيين بملعب الشعب اكبر من علاقة جمهور بملعب .. فهذا الصرح الخالد يحمل في جنباته ارثا تاريخيا ضخما تفوح من اركانه رائحة الزمن الجميل .. فهو الشاهد الوحيد على الكثير من الانجازات الرياضية والعنوان الابرز للافراح العراقية ..
 وهو الرئة التي كان يتنفس منها رياضيونا عبر عشرات السنين .. ملعب الشعب ظل وحيدا في الميدان يصارع  اهوال الزمن ليبقى شاهدا على الكثير من الاحداث الحلوة والمرة مثلما ظل تاريخا من القصص والحكايا التي ارتبطت بضمائر الرياضيين العراقيين .من اجل ذلك فلهذا الملعب التاريخ محبة خالصة في نفوس ليس اهل الرياضة فقط بل في نفوس العراقيين جميعا .. ارتبط بمشاعرهم واحلامهم .. وهواجسهم وحفر اسمه في وجدانهم  شأنه شأن كل مرافقنا الرياضية لفه النسيان الرسمي و تعرض للاهمال زمنا طويلا .. وراح ينوء بثقل السنين و يعاني امراض الشيخوخة التي هدت جزء من اركانه .. وكانت كل قطعة تسقط منه يسقط معها جزءا من حكاية التاريخ الكروي العراقي . وظل الملعب عرضة لاجتهادات ومعالجات سطحية لم تصل الى حقيقة معاناته و ما وصل اليه حتى كانت المبادرة الاخيرة من حيث لم يتوقعها الا الذين يعرفون نيجرفان بارزاني عن قرب ..فهذا الرجل الذي سبق ان احدث ثورة شاملة في المنشات الرياضية والبنى التحتية في مدن كردستان يوم كان رئيسا لوزراء الاقليم بالشكل الذي قاد رياضة الاقليم الى مستوى تحقيق الانجازات الفريدة لا غرابة ان فكر بملعب الشعب ويحمل همه .. ففي زمنه باتت ملاعب كردستان مكانا مناسبا لاحتضان البطولات والمهرجانات الرياضية والمسابقات الرسمية ليشهد ملعب فرانسوا حريري في اربيل بداية النهاية للحصار الدولي المفروض على رياضتنا يوم جرت فيه منافسات تصفيات آسيا للشباب وقبلها مباراة فريق اربيل في كأس الاتحاد الاسيوي و زيارة منتخب فلسطين التاريخية .. ان مبادرة هذا الرجل في اعادة الحياة الى ملعب الجماهير العراقية (ملعب الشعب) عبر شركة متخصصة امر يستحق ان نحتفل به و نوقد الشموع من اجله فقد طال زمن اهماله حتى كنا على وشك ان نغسل ايدينا من امكانية استعادته من جديد وتحريره من الفوضى والاهمال وتداعيات الزمن .. فاذا كان كولبنكيان هو من بناه فان نيجيرفان بارزاني هو من اعاده الى الحياة وانقذه من مصيره المحتوم . شكرا نيجيرفان فقد اعدت لنا الكثير مما كنا نحلم به ونمني النفس به ومثلما ظلت جماهيرنا تتذكر من بناه باعتزاز، فستذكرك جماهيرنا الرياضية وجماهير كرة القدم بالذات بالكثير من الحب والعرفان، لانك من مد له يداً بيضاء ازاحت الغبار عن ملعب الشعب وصار بامكاننا ان نستعيد ذكريات تاريخ مجيد لكرة القدم العراقية .