TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلام ابيض :هدر المال

كلام ابيض :هدر المال

نشر في: 15 مارس, 2010: 07:09 م

كريم محمد حسينتفننت دول العالم في ادارة ثرواتها، بخطط قد يتجاوز أمدها أجيالا قبل أن تؤتي أكلها، رفاهية اجتماعية ودول تنعم ببحبوحة الاستقرار، أو تقبض بأذرع الاقتصاد الحديدية على مفاصل حركة غيرها من الدول، أو يصل بها الحد إلى ان تقرع بعض الرؤوس بهراوة المال الغليظة .
قد رأينا فعل المال في تحويله دولا صحراوية إلى دول قبلة ًلعيون العالم . ولأن المال يستدرج امثاله فقد اصبحت قبلة للجيوب والباحثين عن الفرص .كل ذلك بوصفة يعرفها الكل ولا يطبقها الا البعض ممن أحسنوا استثمار ما لديهم وعبدوا الطريق بعقول كبيرة رسمت خريطة طريق بمهنية عالية لا تنقصها النزاهة فأعطت ما يحتاج من التعجيل والانطلاق الحقيقي لعملية البناء و من ثم الارتقاء . وما يحدث في إقليم كردستان مثال آخر من التفنن والتقدم والتنمية الحقيقية اضافة الى الولاء والانتماء للمدينة وتأريخها مع النزاهة في الاداء وتنفيذ المشاريع التي تلبي الواقع للاقليم والسكان، لهذا نرى اليوم اربيل والسليمانية ودهوك تسير بخطوات ناجحة وتحقق برامج وضعت بمهنية ونزاهة، فأثمرت ولا تزال تثمر، لأن رأس المال المحلي وراس المال المحلي المهاجر قد وضع في مكانه الصحيح، أي داخل الاقليم واستمار الفرصة لجعل الاقليم في يوم ما قبلة للعالم واستقطاب راس المال العالمي، وإفراغ جيوب المستثمرين العرب والاجانب لتكون المصالح متبادلة والمنفعة تعم الجميع ،وهنا ومن خلال هذه الامثلة الحية نسلط الضوء على واقع بغداد والمحافظات الأخرى، التي تنتظر الكثير والكثير من العمل والنهوض بالواقع الاقتصادي الذي ينعكس طبعا على الوضع الاجتماعي الذي حرم الكثير وعانى الوجع الذي لازمه طوال عقود من الإهمال، وإفرازات الحروب السابقة وجنون السلطة والهرولة خلف الكراسي، متناسين وجه بغداد الذي تملؤه الأخاديد ودبت فيه الشيخوخة مبكرا ،اما محافظات الوسط والجنوب فهي الآن تعيش عوالم تنتمي الى العهد العثماني، من حيث الخرائب والفوضى الادارية وغياب التخطيط، كذلك التنفيذ المصاب بالفساد الذي احال الموار د الكبيرة الى مشاريع لاتلبي شيئا إن لم تكن مشاريع اقرب الى الوهم. إذن المال وسطوته ونزاهة التعامل به هو الذي يصنع السياسة الرشيدة والسيادة الحقيقية والاقتصاد المتين، الذي ينعش المجتمع ويقضي على كل الازمات والافات هذا اذا ما أحسن الاستثمارالظن بما لدينا ووضع الطرائق الموصلة إلى البناء والرفاه الاجتماعي والابتعاد عن خانة التمني.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram