عبد الله السكوتياول من قال ذلك الاشعر بن ابي حمران الجعفي، وكان راهن على مهر له كريم ولج في المراهنة فخسر فقال: اهلكت مهري في الرهان لجاجة ومن اللجاجة مايضر وينفع. واللجاجة هي الالحاح في طلب الاشياء ، وهي ترتسم امامنا هذه الايام وتتجسد في طلبات وتذمر بعض الكتل السياسية، ونتساءل هنا عمن صادق على تعيين موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،
و من طلب من الامم المتحدة ان تتدخل لوضع مراقبين على الانتخابات في العراق. لم يدخل اللعبة احد جديد، ذات الكتل تتكرر عدا بعض الاشخاص الجدد الذين انظموا اليها؛ اما الشخصيات التي دخلت اليها منفردة ، فلم تحصد شيئا من الاصوات، ولا اعتقد اننا سنفارق الوجوه التي اعتدنا عليها ، فعلام هذه اللجاجة ، اجلسوا واتفقوا وتوافقوا واقتسموا المناصب السيادية وغير السيادية، ولاشك انها عملية استنساخ لاختها السابقة ، وسيرى الشعب العراقي انه سيمر بنفس الظروف والانتكاسات. لقد انجزت المفوضية حتى الان مايتعدى نسبة الاربعين بالمئة من عد وفرز الاصوات وفي جميع المحافظات ؛ العمل متأخر ولكنه كما نسمع ونرى على الفضائيات دقيق ولاتشوبه شائبة ، فلماذا هذه اللجاجة والتشكيك ، انتخابات الخارج كانت هي الاخرى نزيهة الامن بعض الاخطاء الفنية ، كأن تهمل بعض الاستمارات لخطأ في التنظيم وغير ذلك، وهذا الامر متعلق بثقافة المقترعين ولادخل للمفوضية فيه ؛ اما التزوير فهذا امر ربما حدث لكنه بنسبة تكاد لاتذكر، وهذا باعتقادي يعود الى نمو ثقافة متوازنة نوعاً ما لدى موظفي المفوضية تجاه الكتل السياسية والمرشحين. لذلك نرى ان من غير السليم التشكيك بعملية لم تعط نتائجها بعد ، ومن حق كل كتلة ان تعترض وان تدقق بعد الاعلان عن النتائج النهائية. ان الديمقراطية هي مرحلة من مراحل تطور المجتمعات وتحتاج الى ثقافة والى اشواط يقطعها الشعب ومن ثم يصل الى هرمها ليتسلقه مرحلة بعد اخرى، اما الديمقراطية المشروطة فهذه كالقراءة والكتابة حين نفرض تعليمهما على التلاميذ الصغار عندها نحتاج الى التوجيه او التخويف (او العوده). وما تمر به ديمقراطيتنا هي ثقافة الفرض والفرص وليس الاختيار الحرللكتل او الافراد ولذا ايماننا بنهج اليسار مرتبك ولا احد يحاول تشكيل كتلة معارضة مثلما يحاول جاهدا في تشكيل الحكومة، وهنا يلقى الامر برمته في ذمة بعض الاحزاب اليسارية التي تمتلك برنامجا معارضا لابأس به وتاريخا نضاليا يجعلها اكفأ من سواها في قيادة المعارضة ، لكن الامر لم يكن كذلك و التوافقات تسير باتجاه تشكيل الحكومة، ومع هذا فاننا في تطور مستمر حيث ان الانتخابات السابقة شهدت تلاعبا كبيرا ومؤثرات كثيرة ومتعددة، بحسب الجو السائد آنذاك والوضع الامني المتدهور وسيطرة الجماعات المسلحة؛ اما انتخابات مجالس المحافظات ، فكانت اكثر جدية وتميزت بالمهنية الواضحة الامن النزر اليسير من الاخطاء ، في حين ان الانتخابات الحالية تمثل مرحلة متطورة ويجب علينا الحفاظ عليها وعدم القدح في شرعيتها ، حتى وان خرجنا منها بخفي حنين كما يقولون ؛ ونحن واثقون ان من حصد نسبة جيدة من الاصوات وهو بعيد عن السلطة في المرحلة السابقة والحالية ، سيحصد الاكثر في الانتخابات المقبلة، والقول الذي يقوله البعض باتجاه الانتخابات والقدح في نزاهتها نعزي انفسنا تجاهه بقول الشاعر : قد قيل ماقيل ان صدقا وان كذبا / فما اعتذارك من قول اذا قيلا.
هواء فـي شبك: ومـن الـلـجـاجـة مــايـضــر ويـنـفـع
نشر في: 15 مارس, 2010: 09:22 م