اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > مؤثرات هتشكوك السمعية و البصرية

مؤثرات هتشكوك السمعية و البصرية

نشر في: 16 مارس, 2010: 04:29 م

ترجمة / عادل العامل/الكتاب / موسيقى هتشكوك/المؤلف / جاك سوليفان" أنا لا أستطيع أن أنتزع ذلك اللحن اللعين  من رأسي! "، هذا هو ما كانت تشكو منه ارلي، ابنة أخ القاتلة الأرملة الطروب، و هي تبقى تتخيل موسيقى الفالس في فيلم " ظل من الشك Shadow of a Doubt ". و أما المفكرة بالانتحار سابقاً، الآنسة لونليهارت في فيلم " النافذة الخلفية Rear Window  "، فنجدها تهتف لمؤلف الأغنية قائلةً بامتنان فائق:
 " لا يمكنني أن أقول لك ماذا كانت تعني لي هذه الموسيقى! " والكل أبرياء، دَوَّخَهم الشك، و الارتياب، و الغضب و الحيرة. و كلهم لازمتهم الموسيقى التي، كما ظل يأمل ألفريد هيتشكوك في مشوار حياته، ستظل تلازم جمهورالسينما أيضاً.  و بعد كل شيء، فإن ذلك " اللحن اللعين "،، هو الذي يقود ريتشارد هاناي إلى قلب حبكة تجسس دولي  و تدعه يقيم أسس أهدافه الشريرة. و " فالس الأرملة الطروب " هو الذي يؤدي بشارلي لأن تخمن أن طيفها المثير للاعجاب، العم شارلي، يمكن أن لا يكون كل ما يبدو عليه. و أغنية المؤلف (التي تمنع حدوث انتحار) هي التي توفر الطباق الإنقاذي الوحيد لحبكة أخرى، حيث يقتل جارٌ زوجته و يقطِّع أطرافها، و هو ما يراه جيمي ستيوارت (الممثل) من نافذته الخلفية. فشخصيات هيتشكوك تلازمها مقطوعات موسيقية معينة لسبب وجيه. و في الوقت الذي لم تكن فيه إنجازات أفلامه و ألحانها المميزة تفتقر إلى الاحتفاء المدروس المتقن (و قد عمل مع أفضل موسيقيي الأفلام في القرن العشرين و ترك بصمته على تطورهم)، فإنه كان لديه شيء ما في عقله يمكن أن لا يقيِّمه أحد تماماً.  و لقد قال بيرنارد هيرمان، على سبيل المثال، الذي أبدع ألحان " North by Northwest "، و " سايكو " و تحفٍ فنية هيتشكوكية أخَر، أنه لم يكن هناك سوى " حفنة من المخرجين من أمثال هيتشكوك الذين يعرفون حقاً الموسيقى التصويرية و يدركون تماماً أهمية علاقتها بالفيلم. "  لكن الأمر كان أكثر من هذا. ذلك أن موسيقى هيتشكوك لم تكن مجرد مصاحَبة. كانت بؤرة. و لم تكن تبوح بشيءٍ ما فقط بخصوص الشخصيات التي كانت تغني أغاني الموسيقى التصويرية أو تتحرك تحت غطائها الصوتي ؛ كان الأمر يبدو و كأن الموسيقى نفسها شخصية من شخصيات الفيلم.  و قد يبدو هذا طُموحاً إلى حدٍ ما، و لكن لنلق نظرةً على كتاب جاك سوليفان الجديد الفاتن، " موسيقى هيتشكوك ". ففي كتابه " سيمفونيات العالم الجديد "، نجد سوليفان، الذي هو مدير الدراسات الأمريكية بجامعة رايدر في نيو جيرسي، قد قلب الإشارة الاعتيادية بأن موسيقى صالة الحفلات الموسيقية تطورت تحت ظل التأثير الأوروبي المتحكم. و أظهر بدلاً من هذا كيف أن الموسيقى الأمريكية شكلت بقوةٍ الشكل الفني لتطور أوروبا. و هو الآن يبيّن أن الأمرلا يعني على وجه الضبط  أن هيتشكوك كان يؤمن بأن الصوت ينبغي أن يخدم الصورة ؛ فقد كان يؤمن بأن الصورة ينبغي أن تخدم الصوت. و يقول سوليفان في كتابه هذا: " لقد كان عمل هيتشكوك سعياً لا ينتهي وراء الأغنية المناسبة." و يؤكد، في مناقشته بعض الأغاني، و الأغاني الراقصة العاطفية و أصوات التوكيد التي تولّد موسيقى الفيلم التصويرية " أن فيلم النافذة الخلفية هو تجربة هيتشكوك الأكثر جرأةً في الموسيقى الشعبية. " و قد أعاد هيتشكوك عمل فيلم " الرجل الذي رأى أكثر مما ينبغي " في عام 1956 بحيث " يكون الفيلم حول الموسيقى. "  و يمكن أن يكون سوليفان قد صنع حالته على نحوٍ أكثر نظاميةً ؛ كما أنه معاق بفعل الانجرار إلى رحلة تأريخية واجباتية وأحياناً صعبة عبر بعض أفلام هيتشكوك الخمسينية الرئيسة. و هو لا يفعل ما يكفي لتذكير قرائه بحبكات الأفلام (حتى حين يناقش أعمال هيتشكوك 1934 المعروفة قليلاً حول عائلة شتراوس، " فالسات من قيينا "). غير أنه يتفحص ملاحظات هيتشكوك الدقيقة بشأن قطع الموسيقى التصويرية للأفلام، و يولي اهتماماً لكل لحن كاليوبي calliope (1) عرَضي و يؤرخ مجادلات المخرج مع الستوديوهات وشجاراته مع مؤلفي الموسيقى في الوقت الذي يكشف فيه عن طرق جديدة للتفكير بموسيقى هيتشكوك. إن جزءاً من أسلوب هيتشكوك الموسيقي هو مجرد مسألة انتباه شفاف و دعابة ماكرة. فعندما يعزف أرغن كرنفال لحن " Baby Face  " في خلفية فيلم " غرباء في قطار "، حيث تُدبَّر جرائم قتل زوجة و أب، أو حين يسير كاري غرانت (2) ببراءة، قبل الاضطراب العظيم، عبر ردهة فندق في فيلم " North by Northwest  " و موزاك تعزف " إنه ليومُ غير اعتيادي جداً "، فإننا نستطيع أن نرى إلى الأستاذ الجليل يلوح فوق رؤوس شخصياته.     و يقول صديقٌ لسكوتلندي معتل، بلا جدوى، يزوره في مؤسسة للأمراض العقلية في في فيلم "Vertigo  ": إن موزارت هو المحبوب لديك "، و لو أن موزارت لا يحتمل إمكانيةً ضد موسيقى هيرمان التصويرية المدوِّخة.    مع هذا، يمكن أن يكون هيتشكوك مخطئاً في أحكامه، كما أثبت هيرمان، عندما جزم بأن الموسيقى ين

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram