الكتاب: على طريق سبارتاكوس رحلة شاملة عبر إيطاليا القديمةالمؤلف: بيتر ستوذاردترجمة:عبد الخالق علي كانت فكرة هذا الكتاب جيدة ومناسبة: اقتفاء آثار خطوات سبارتاكوس، العبد الثائر ورجاله،لمسافة ألفي ميل في الريف الايطالي. انها فرصة لإعادة سرد إحدى قصص المستضعفين العظيمة في العالم القديم: كيف ان لفيف من العبيد دحروا جبروت الجيش الروماني ما بين عام 73 و71 قبل الميلاد. وهي فرصة للمقارنة بين ايطاليا القديمة والحديثة، وربما للتأمل في العبودية والحرية،
وللتفكير في ديناميكية العمليات الحربية غير المتكافئة وما الى ذلك.مع هذا، فإن كتاب بيتر ستوذارد اكثر طموحا من ذلك. فالمقصود به ان يكون حكاية عن احد الناجين -الملقب " نيرو" - من سرطان قاتل، وفي نفس الوقت تعريف بالعالم القديم. المؤلف يحمل معه الكثير من الامتعة: العاطفية والادبية: مؤلفات آبيان، سيسرو، كلوديان، فلوراس، فرونتينوس، هوراس، بليني، ليفي وستاتيوس وغيرهم، كلها جاءت للنزهة. وكانت النتيجة شيء من السيرة الذاتية وشيء من كتاب جامع مختصر. من الواضح ان المقصود به ان يكون عملاً أدبياً، وكما يقول الغلاف "كتاب لا مثيل له ". لسوء الحظ، انه ليس كذلك. فبدلاً من جمع سعة الاطلاع الاكاديمية التي يحملها المؤلف ومهارات السرد القصصي لصحفي متمرس (عمل ستوذارد لعشر سنوات محرراً للتايمز ويعمل حالياً محرراً للملحق الادبي فيها) فإن الكتاب لم يفعل ذلك. فما معنى ان يتم دفن حكاية مهمة عن سبارتاكوس تحت حشد المعرفة. يبدأ الكتاب بعشرين صفحة من التأمل في الحيرة التي تواجه كوينتوس اوريليوس سيماشيوس عام 393 بعد الميلاد. فاذا أخذنا بالاعتبار ان هذا الكتاب ظاهرياً يحكي عن ثورة سبارتاكوس قبل اكثر من اربعمائة عام، فإن ذلك يشبه قطع اللعبة النهائية لكأس العالم اثناء تنفيذ الضربة الحرة من أجل عرض لقطات من مباراة للشطرنج. اذن فالكتاب يبدأ بطيئاً ويزداد هذا البطء تدريجياً. المعنى الذي يوحي به العنوان الفرعي للكتاب " رحلة شاملة " يتحول الى معنى آخر. هناك فرق بين كلمة " شامل " و" عام "، فليس الشامل هو المعروض علينا وانما هو مفهوم المؤلف لكلمة شامل. انه صورة من المرمر الملوّن في مكان عال، في علم الغيب.انه كما لوان المعلّق في اللعبة النهائية قد توقّف عن التعليق ليناقش فلسفة هذه اللعبة الجميلة.كذلك هوليس كتاباً للسفر، اذ ان المؤلف يجمع بين بعض المتحدثين غير البارعين: كارلو، المحارب الصامت، الكاهن ذي العيون الشبيهة بالزيتون، والزوجين الكوريين. ان اقتفاء آثار سبارتاكوس كان يمكن ان يكون فرصةً حقيقيةً للحصول على لمحات غير متوقعة عما تبدو عليه ايطاليا اليوم، لكن بدلاً من ذلك نحصل على حواجز قديمة حزينة على طول طريق السياح، وخطوطاً غريبة مثل " الجويشبه قطعة جبن دسمة "،لقد أمضيت زمنا طويلا لكني لم أر في حياتي شيئا كهذا. ان الكتاب في أغلبه كما لوانه ذهب الى الطبع اثناء غياب محرري النشر.انه يزرع بذور الشك في فكر القارىء عن اعتماد سعة الاطلاع على العرض.هناك الكثير من الخطوط الجيدة عن الموت، وعن ذهنية الأسير، وعن التركيبة الفكرية للمؤلفين ذوي العلاقة، وعن المضمون السياسي للثورة. وهناك نتف من المعلومات مثل، ان الأمر يستلزم ألفي امرأة سنوياً لصنع العباءات والمعاطف التي ترتديها جحافل لتيولوس وبابليكولا اثناء مسيرهم تجاه جيش سبارتاكوس الثائر، لكن بعد ذلك تأتي صفحة الجدل حول نوع آلة الخياطة المستخدمة " هل كانت من النوع الكلاسيكي، ام ان لها مساند خشبية مزدوجة؟ هذا سؤال مخيّب لكل من يبحث عن إجابته ". في هذه المرحلة كنت اتمنى ان ينتهي الكتاب. هناك بعض وسائل الإيضاح في الكتاب، الاّ ان الكثير منها خاص بالمؤلف، عن أسماء الشوارع وعن الطابوق اوالموزائيك. هذه الوسائل الإيضاحية عديمة الشأن هي عن أكثر الأشياء زهواً في هذه الصفحات.
سبارتاكوس محــرّر العبيــد
نشر في: 16 مارس, 2010: 04:30 م