الكتاب: آيريس مردوخ: كاتبة في حرب (يوميات)تحرير: بيتر ج. كونراديترجمة: إبتسام عبد الله في مقدمة الكتاب. يكتب كونرادي ان آيريس مردوخ، عاشت ببساطة مرة ثانية. فالفيلم المأخوذ عن حياتها (2001) يقلل من شأنها كروائية.
وقد توفيت آيريس عام 1999 بعد معاناة من مرض الزهايمر. ويؤكد بيتر كونرادي الذي قام بتحرير وإعداد رسائلها ويومياتها في هذا الكتاب، ان الشيء الذي لازم الرواية طوال حياتها هو "حرية عقلها" أما الحرية التالية فكانت بالكيفية التي عاشت حياتها الخاصة وعلاقتها الحميمة. هذه هي المرة الأولى التي تنشر فيها يوميات الكاتبة الانكليزية ورسالتين كتبتا وهي مابين الـ20 -26 من عمرها، في خلال الحرب العالمية الثانية، عندما بلغت آيريس مردوخ تلك المرحلة من النضوج العقلي والجسدي. شوقها للكتابة: (يايسوع، كم أريد ان أكتب، رواية طويلة، غامضة، موضوعية، عن الصراعات الغريبة التي تتولد في داخلي، وايضاً عبر ما ألاحظه عن الشخصيات الأخرى.وأحد تلك الصراعات التي كانت تدور في داخلها، الحاجة الى الحب الملائكي لثومبسون، والآخر الشيطاني لرجل مثل ديفيد هيكز. وكما تكتب عنه في احدى رسائلها،"بهيمي، قاس ووقح.. أول رجل قبلّته." وفي رسائلها الى هيكز وهو في القاهرة، حيث كان يدرّس، نبرة من الصداقة وايضاً وضع نوع من المسافة بينها وبينه، لكنها بعد عدة أعوام. تكتب:(كم ارغب لو كنت في لندن للتجوال فيها معك، نشرب معاً ونتحدث. وايضاً العودة معك في نهاية الليل الى البيت.). وقد التقيا بعد ذلك لمدة عشرة أيام وأعلنا خطبتهما. وتكتب له بعد ذلك، (كما يبدو بالنسبة لك، قد انتهيت من بذر ما تعتبره من محصول مقبول من الشوفان البري، ولكنني بالتأكيد لم انته من بذر محصولي بعد.) ويتركها هيكز ثانية، وفي هذه المرة تكتب إليه بشكل فلسفي، (لا امتلك موهبة حقيقية لأجعلك فرداً من مجموعة أكسفورد، وعضواً في الحزب الشيوعي، وكان قد نقل الى الشرق الأوسط، عندما تبدأ المراسلات في عام 1940 (ومردوخ مشغولة بالتحضير للامتحانات النهائية). وفي عام 1944، قبل شهرين من وفاته على أيدي النازيين، وبعد عام من إعلامه بتورطها في علاقات بشابين: (لا تغضب مني.. ليس على نحو جامح". وتدرك آيريس أنها واقعة في حب ثومبسون، ولكنها مع ذلك،" لديها علاقة مع دبلوماسي فرنسي". و" علاقة حب مع يهودي هنغاري بارع"،" وتحس بشيء من الحب تجاه أستاذها في الفلسفة، دونالد ماكينون. أما ثومبسون، في تلك الفترة فقد أدرك ان آيريس هي" فتاة أحلامه"، على الرغم من قوامها الغليظ جداً". وعبر قراءة رسائل مردوخ في خلال تلك المرحلة، نكتشف ان حياتها آنذاك، قد ارتبطت بشكل ما مع تصاعد الاحداث في وطنها. فهي تكتب عن بروست (لذيذ، جميل) وتاسيتوس (أرتعش عند قراءة خطبه وأعبده)، وفي السياسة.(لا خط واضح لديّ إزاءها)، وعن أول علاقة مع رجل، " انه بأي شكل من الأشكال، أمر جيد، وعن هذه اليوميات التي تعتبر من آثار عهد الصبا، لا تثير الاهتمام كثيراً، ولكنها تسجل مرحلة هامة من حياتها، عندما كانت ماتزال في جامعة أكسفورد – المرحلة الأخيرة من دراستها. وتغطي اليوميات رحلة قامت بها مع فرقة المسرح التابعة للجامعة في ماكبايز:" أوه أيتها الآلهة، انه وجود جديد، غريب ومختلف أعيشه، منقطعة تماماً عن العالم". لقد كتبت تلك العبارات في عام 1939، والعالم على أعتاب حرب عالمية ثانية. وهي عندما ألقت بعد ذلك نظرة على الصحف، تؤكد ثانية أحاسيسها." اعتقد ان الأزمة جادة- ولكني لا أحس بشيء من المشاعر إزاءها مهما تكن"وعندما يبدأ الصيف من نهايته، تكتب:" سرت في اتجاه البحيرة مع أصدقائي، وأعجبت بجمال المكان وتساءلت بعجب إن كنا سنموت ونحن في مرحلة الشباب، وماذا يعني كل ذلك، على أية حال!" والذي يعني حقاً هو موضوع عالم المراسلات التي تلي " ببساطة ممتلئة دفئأ ". كان فرانك ثومبسون، سعيداً، والآخرون يمتلكونها، وهذا هو السبب.) وتفكير آيريس مردوخ في شبابها حاد وصقيل مثل سيف، ولكن تفكير كونرادي ليس كذلك، إذ تتوزع الملاحظات والهوامش في نهاية الصفحات لتشرح أموراً بسيطة لاحاجة إليها، مشتتة أذهان القراء ومنها مثلاً:" بودلير: شاعر فرنسي "، " جي تيم الفرنسية تعني أحبك". وعندما يفسخ هيكز خطوبته لها، يعود الى امتداحها،" إنسان متكامل،" وتبزغ هي من بين هذه الصفحات، رائعة، متكاملة.عن/ الصنداي تايمز
آيريس مردوخ: رسائل ويوميات
نشر في: 16 مارس, 2010: 04:33 م