يتساءل الجميع عن السبب الحقيقي الكامن وراء ذلك المجهود الكبير الذي يبذله النجم باتريس إيفرا على أرض الملعب، والجواب أيضاً يوجد على أرضية المستطيل الأخضر، فالظهير الأيسر لمانشستر يونايتد والمنتخب الفرنسي يطوي من جهة كل تلك الكيلومترات لإيقاف لاعبي الأجنحة المنافسين، ومن جهة أخرى لمد يد العون لمهاجمي فريقه.
ولا يسعى اللاعب السابق لنادي موناكو من وراء مجهوداته هذه لمزيد من النجاح والأمجاد، فقد فاز مع ناديه بجميع البطولات الكبرى، حيث توج بلقب دوري أبطال أوروبا ، وكأس العالم للأندية ، كما أنه لا يركض لينال التقدير والعرفان، فقد سبق واختير أحسن ظهير أيسر في الدوري الإنكليزي لموسم 2006- 2007، وأيضا أحسن ظهير في العالم سنة 2009، حسب الإستطلاع الذي أجرته FIFA/FIFPro World XI، الذي يتم فيه اختيار أحسن 11 لاعباً في السنة.إذاً، ما الذي يبث الحماس في عروق هذا "الشيطان الأحمر"، الذي يدخل كل مباراة وهو في سن 28 بالعزيمة والقوة نفسيهما، كما لو أنه سيلعب أول لقاء في حياته؟ الجواب الحقيقي هو بحثه عن التتويج بصحبة المنتخب الفرنسي، خصوصاً بعد الإخفاق في كأس أوروبا الأخيرة 2008، فهذا المدافع الفرنسي يحلم برد الإعتبار والثأر للمنتخب، كما يحلم بحمل كأس العالم المزمع تنظيمها بجنوب أفريقيا صيف هذه السنة، لا سيما وأن إيفرا سيلعب في قارته الأم، وهو الذي رأى النور في العاصمة السنغالية داكار. وفي الحوار الذي أجراه معه موقع ( FIFA.com ) ، يتحدث النجم إيفرا عن مشوار التصفيات الشاق الذي قطعه المنتخب الفرنسي قبل حجز تذكرة السفر إلى بلاد مانديلا، مشيراً إلى روح الإلتزام التي يجب على اللاعب إظهارها في حصن الشياطين الحمر، كما عبّر الظهير الخطير، الفائز ثلاث مرات بدرع الدوري الإنكليزي، عن طموحاته الشخصية، مسترجعا أهم الأحداث التي عاشها خلال الأشهر القليلة الماضية، ومتطلعاً إلى الأحداث التي يحلم بأن يعيشها خلال سنة 2010.rn*بداية، تم اختيارك ضمن( FIFA/FIFPro World XI ) ، التي يتم فيها اختيار أحسن 11 لاعباً في السنة، أي أنك أفضل ظهير أيسر في العالم لسنة 2009 طبقا لرأي جميع اللاعبين المحترفين، فماذا يعني لك هذا التتويج؟-أنا بالتأكيد سعيد جداً وأعتبر هذا اللقب منبع فخر بالنسبة الي، كما أود أن أشكر بالمناسبة كل الأشخاص الذين ساندوني ودفعوني لممارسة هذه الرياضة، وأتمنى أن أواصل مشوار التألق وألعب بأحسن طريقة ممكنة حتى أكون عند حسن ظن كل الجماهير ومحبي إيفرا.rn*يأتي هذا اللقب تتويجاً لموسم 2009 الغني بالإنجازات على الصعيد الشخصي، لكن ما اللحظة التي أثرت فيك أكثر خلال سنة 2009؟-قد أفاجئك وأصدم القراء إذا قلت لك إن أهم لحظة أحتفظ بها في ذاكرتي هي أفظعها على الإطلاق، وأقصد هنا الهزيمة التي ألحقها بنا نادي برشلونة في نهائي دوري أبطال أوروبا، إنني أتذكر تلك اللحظة جيداً، لأنني أحب النجاح بشكل كبير. صحيح أننا سبق وفزنا بالبطولة وبكأس كارلينج ولكن عدم الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا مرة أخرى كان هو أكثر ما أثر في نفسي، إنها بالفعل لحظة لا تنسى، وقد بقيت عالقة في ذهني أكثر من أية لحظة أخرى عشتها ذلك الموسم.rn*بالرجوع إلى الموسم الماضي، ما الذي كان ينقص الشياطين الحمر للحفاظ على لقب دوري أبطال أوروبا؟-أولا يجب الإعتراف بأن برشلونة لعب بشكل ممتاز واستحق اللقب، لكن منبع حزني هو إحساسي بأننا لم نلعب بالقوة المطلوبة ولم نظهر الوجه الحقيقي لمانشستر يونايتد، فقد عانينا من الثقة الزائدة في قدراتنا وقوتنا، وكانت الهزيمة نتيجة طبيعية لسلوكنا هذا.rn*لقد فزت مع مانشستر يونايتد بكل الألقاب، دوري أبطال أوروبا وأيضا كأس العالم للأندية 2008، فما الأهداف التي تصبو إلى تحقيقها في سنة 2010، وماذا عن روح المنافسة والحماس داخل النادي؟-نستهل موسمنا محتفظين بالأهداف نفسها: الفوز بكل الألقاب والبطولات التي نخوضها. ففي مانشستر يونايتد لا يكفي الفوز بلقب وحيد في الموسم. يجب حصد كل المنافسات التي نلعبها. وهذه السنة يبقى هدفنا الأساسي هو الفوز بدرع الدوري للمرة الرابعة على التوالي، وسيكون بالفعل إنجازاً تاريخياً، كما نصبو كذلك للفوز مجدداً بدوري أبطال أوروبا، لأنه ما زالت في حلقنا غصة هزيمة نهائي الموسم الماضي.وقد سبق لي شخصيا الفوز باللقب، لكني أحلم بأن أرصع مسيرتي الكروية بثلاثة ألقاب، فقد سبق لي أن لعبت ثلاث مباريات نهائية (بصحبة موناكو سنة 2004 ومع مانشستر يونايتد في 2008 و2009)، وخسرت في اثنتين منها، وبالتالي فأنا أسعى لربح هذه الكأس الثمينة مرة أخرى، كما أن نيل هذا اللقب يخول الفائز دخول منافسات كأس العالم للأندية.rn*علاوة على أهدافك بصحبة ناديك، الأكيد أن أهم بطولة ستشارك فيها هذه السنة هي كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010 والكل يتذكر الصراع الكبير الذي شهدته المباراة الفاصلة للتأهل، والتي واجه خلالها منتخب فرنسا منتخب أيرلندا القوي، حيث عانيتم الأمرين قبل ضمان تذكرة العبور، فماذا يمكن أن تقول عن تلك المباراة؟-أصبحت تلك المباراة من الماضي وأنا أفضل دوماً النظر إلى المستقبل، كل تركيزي منصب اليوم على نهائيات كأس العالم، وأود الفوز بها. صحيح أننا عانينا كثيراً قبل ضما
(الديوك) تسعى لامتاع الجماهير في المونديال الافريقي
نشر في: 16 مارس, 2010: 04:38 م