TOP

جريدة المدى > كردستان > مأساة حلبجة الشهيدة فـي عيون أبنائها

مأساة حلبجة الشهيدة فـي عيون أبنائها

نشر في: 16 مارس, 2010: 04:39 م

السليمانية / مؤيــد الخالدي 16آذار من عام   1988 تاريخ مآساوي لن تمحوه آلاف السنين فتظل ذكراه الاليمة  في الذاكرة . في ذلك اليوم امتلأت سماء حلبجة  بغيوم سوداء كالحة كقلوب مرتكبيها واصبحت  وبالا على ناسها الطيبين الذين لم تخطر في بالهم ان هذه اخر لحظات حياتهم حيث انتقلت ارواح خمسة آلاف مواطن كردي الى خالقها في واحدة من اقسى جرائم التاريخ الحديث .
نعم انها ماساة حلبجة التي تمر ذكراها هذا العام وقد اقتص القضاء العراقي من المجرمين وانتقمت ارادة الحق ضد الباطل لتنعم ارواح شهداء حلبجة وغيرهم من شهداء كردستان بالراحة والسكينة.كل عام يستذكر اهالي كردستان شهداءهم الذين ذهبوا ضحية القصف الكيمياوي التي تعرضت له مدينتهم .وليبقى الناجون يتحدثون  بالم ومرارة عن معاناة استمرت حتى يومنا هذا حيث يتمنى معظمهم الموت ويفضله على البقاء متالما جراء اثار تلك الضربة القاسية . ومن اجل تسليط الضوء على جانب من تلك المصيبة التقت المدى بعدد من المواطنين من حلبجة الذين كتبت لهم النجاة من الموت فيقول المواطن رزكار: تلك الماساة والجريمة بقيت عالقة في ذهني ولن تمحوها الايام والسنين فقد فقدت بصري نتيجة للقصف الوحشي الكيمياوي ورائحته الكريهة التي اشمها حتى هذه اللحظة كما فقدت فيها اعزائي حيث استشهدت والدتي ووالدي واخوتي الثلاثة , ولم يبق لي في الحياة سوى الذكريات المرة والظلام الذي اعيشه معها .المواطن عبد القادر  رجل طاعن في السن يقول عن تلك الماساة التي عاشها لحظة بلحظة !! : لقد فقدت زوجتي قبل القصف الكيمياوي لحلبجة وبقي لي ولدان كانا نور عيني وكنز حياتي , وقد فقدتهما في قصف حلبجة الكيمياوي و تم نقلهما مع بقية الجرحى والمصابين ممن كتب لهم النجاة الى ايران ولكن القدر لم يمهلهما كثيرا حيث توفيا نتيجة اصابتهما البليغة , وبصراحة فان اعدام المجرمين المدانين في تلك الجريمة لن يعيد لي ابنائي او يعيد الاف الشهدء لافي حلبجة ولافي غيرها من مناطق كردستان في مذابح الانفال وغيرها ولكن قد يخفف عنا بعض ما نحمله من هموم واحزان. وقال المواطن كريم حمة  من حلبجة: لقد خلفت ماساة حلبجة عدا آلاف الشهداء الكثير من المعوقين والعاطلين عن حركة العمل والحياة واوجدت جيلا من العاجزين جسدياً ونفسياً، وانا شخصيا قد تعرضت لتلك الضربة الكيمياوية البشعة التي يقشعر لها جسدي كلما تذكرت احداثها ورحم الله الاف الشهداء , وقد ابقانا الله اليوم على قيد الحياة لنشهد تلك الماساة وننقلها لاصحاب الضمير , , لقد  احترقت اجزاء من جسمي ومنعتني من التحرك اسوة بالناس الطبيعيين  فآثار الغازات الكيمياوية باقية في جسمي حتى هذا اليوم وقد اثرت على حياتي ومنعتني من العمل في اي مجال ونتلقى المساعدة من بعض الخيرين وهي لن تعيد لنا الحياة وقد انتقم الله عزوجل من المجرمين حين انزلت المحكمة المختصة قصاصها العادل بحق كل مجرم ارتكب هذه الجريمة وغيرها من الجرائم ضد ابناء شعبنا الكردي. وهذه قصة عروس حلبجة التي تروي ماساتها وماساة شعبها فتقول : لم يمض سوى عام واحد على زواجي وكنت العروس التي اختطفوا زوجها قبل جريمة حلبجة باشهر , واقتادته اجهزة صدام القمعية الى جهة مجهولة وعند حصول الضربة الكيمياوية البشعة تعرضت الى حروق شديدة وتم نقلي الى ايران للعلاج مع بقية الجرحى الذين كتبت لهم النجاة من الموت المحقق , وقد تمت معالجتي جزئيا لان الاصابة كانت بليغة فجرى نقلي الى النرويج لاستكمال العلاج ورغم ذلك  مازلت اعاني آلاماً في الصدر وصعوبة بالتنفس ودائما اكون بحاجة الى الهواء الطلق والرطب لوجود تقرحات في الرئة , وقد كانت مصيبتي اكثر بعد عودتي الى حلبجة حيث  علمت  ان زوجي رحمه الله قد دفن حيا مع بقية شهداء حلبجة على ايدي النظام الصدامي المقبور  في تلك المقبرة الجماعية . هناك عشرات القصص والرويات الحقيقية التي تصلح لان تكون افلاما وثائقية توثق بالصورة والصوت حجم تلك الماساة لتكون شاهدا حيا اخر على فظاعة تلك الجريمة وغيرها من الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الكردي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة
كردستان

ديالى .. إحباط عملية تهريب  قطع أثرية  كبيرة

خاص / المدى تمكنت القوات الامنية ،اليوم الثلاثاء، من احباط عملية تهريب قطع ومخطوطات اثرية شمال محافظة ديالى.وذكر مصدر امني لـ(المدى) ان "قوة امنية مشتركة وبمشاركة جهاز المخابرات ووفق لمعلومات دقيقة تمكنت خلالها من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram