وديع غزوانتشير الاحصاءات الاولية لنتائج الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من هذا الشهرالى تقدم قائمة التحالف الكردستاني في مناطق الإقليم عن غيره من القوائم التي تنافست لكسب ثقة صوت الناخب وبشكل خاص الصوت الكردي , وهو امر متوقع حتى من قبل القوائم المنافسة لها لاسباب ليس محل الدخول في تفاصيلها رغم انها معروفة .
ونعتقد ان اعتراضات هذا الطرف او ذاك على النتائج في محافظات إقليم كردستان لاتنصب على فوز التحالف الكردستاني , بل بالفارق الكبير والبون الشاسع الذي يفصله عن غيره . وبشكل عام فان من الاعتيادي في مسار الخيارات الديمقراطية , ان تبدي الاطراف السياسية المتنافسة على مقاعد مجلس النواب , اعتراضاتها او تحفظاتها مادامت في اطارها السليم الذي لايخرجها من اصول العمل السياسي الصحيح الذي يفترض ان يترفع عن كيل الاتهامات والانحدار الى ألفاظ وكلمات جارحة وخطيرة المعاني والدلالات ,و تنم في احد جوانبها عن عدم فهم لاصول الممارسة الديمقراطية الناشئة في بلد مثل العراق , اذا تعاملنا مع الامر من باب حسن النية ولم نقل انها مقصودة ومخطط لها لتخريب العملية السياسية ومن ثم الانقلاب عليها .لانريد ان نكون مثاليين وندّعي خلو الانتخابات وما سبقها من حملات دعائية وما اعقبها من عملية فرز للاصوات من خروقات مارستها هذه الجهة او تلك , لكن المتفق عليه وبشهادة المراقبين , عرباً واوربيين دوليين واقليميين , ان عملية الانتخابات كانت ناجحة وشفافة .. وينبغي على الاطراف المشاركة بها القبول بنتائجها مع احتفاظ كل طرف بحقه في تقديم ما لديه من شكاوى معززة بالوثائق ضد من يشعر بانه مارس نشاطات غير قانونية رجحت حصوله على نسبة معينة من الاصوات .قد تكون مبررة اخطاء البعض ممن بقي في داخل العراق ولم تضطره الظروف للهجرة قبل عام 2003بسبب عدم معايشته تجارب العملية الديمقراطية في اوروبا, لكننا لانجد تفسيراً لعدد من سياسيينا الذين كانوا يتغنون بتجارب دول العالم ويتباكون على العراقيين المحرومين من هذه النعمة وهم يمارسون سلوكيات تشوه التوجه الديمقراطي وتبعده عن مساره الصحيح .. المهم ان انظار الشارع تتجه الان نحواطراف العملية السياسية , لترى كيف تتعامل وتتصرف مع ما ستفرزه صناديق الاقتراع من نتائج , ولسان حال كل مواطن يقول بل يصرخ: رسخوا بالممارسة والفعل النهج الديمقراطي ولاتضيعوا الصندوق لانه مكسبنا الوحيد الذي خرجنا به من الدنيا لحد الان.. وهو ما نعتقد بانه فرصتنا الاساسية للتغيير مستقبلاً . فاذا كان البعض قد كسب الاموال والفلل وانشأ الشركات لابنائه واقاربه في الخارج , فاننا الغالبية العظمى من هذا الشعب لم نكسب غير صندوق الاقتراع , ورغم كا ما جرى فان املنا فيه ما زال كبيراً .. لاتعتدوا على مبادىء ديمقراطيتنا رجاءً فنحن لن نغضّ الطرف عمن يحاول ان يحرمنا منها .
كردستانيات :لاتضيّعوا الصندوق!
نشر في: 16 مارس, 2010: 04:43 م