القدس / اف باندلعت مواجهات امس الثلاثاء بين متظاهرين فلسطينيين وعناصر من الشرطة الاسرائيلية انتشروا باعداد كثيفة في القدس الشرقية المحتلة، في اجواء من التوتر السياسي-الديني والازمة الدبلوماسية بين الولايات المتحدة واسرائيل. وفي هذا الوقت، ارجأ الموفد الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل زيارته التي كانت مقررة امس الثلاثاء الى الشرق الاوسط،
 في وقت تشهد فيه العلاقات بين الحليفين الاميركي والاسرائيلي ازمة حادة بسبب سياسة الاستيطان في القدس. وفي القدس الشرقية، اعتقلت القوى الامنية الاسرائيلية خمسة عشر فلسطينيا، واصيب شرطيان بحروح خلال اشتباكات وقعت في المدينة المقدسة التي انتشر فيها ثلاثة الاف عنصر من قوى الامن الاسرائيلية، كما قال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد. واصيب ستة متظاهرين بجروح ونقلوا الى المستشفى، كما قال مدير الطوارىء في الهلال الاحمر الفلسطيني امين ابو غزالي. وقد اعلن الفلسطينيون عزمهم التظاهر احتجاجا على تدشين كنيس تاريخي اعيد ترميمه في البلدة القديمة و"دفاعا عن القدس" بعدما اعطت الحكومة موافقتها على بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في الحي اليهودي في المدينة. وفي مخيم شعفاط اطلقت الشرطة الرصاص المطاط والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يرشقون القوات الامنية بالحجارة. اما في حي العيسوية الذي تقطنه اكثرية عربية في القدس الشرقية، فكانت المواجهات لا تزال مستمرة ظهر الثلاثاء حيث اطلقت الشرطة وحرس الحدود النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. كذلك دارت مواجهات في حي وادي الجوز العربي ايضا في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل في 1967 وضمتها اليها في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. واستمرت الشرطة في منع المصلين المسلمين الذين تقل اعمارهم عن خمسين عاما من دخول المسجد الاقصى، وكذلك جميع الزائرين غير المسلمين. وما زاد من حدة التوتر في القدس الشرقية تدشين كنيس الخراب في الحي اليهودي بالقدس الشرقية الاثنين، في خطوة حصلت في اطار من التوتر السياسي-الديني شارك فيها مئات الاشخاص، ما اعتبره الفلسطينيون استفزازا اسرائيليا جديدا. وقال حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس في حركة فتح الاثنين ان "كنيس الخراب ليس مجرد كنيس عادي، فهو نقطة ارتكاز ومقدمة لما يسمى بناء الهيكل على انقاض الحرم، وهذا الكنيس سيكون مقدمة للعنف والتعصب الديني والتطرف". واضاف عبد القادر ان مشروع بناء الهيكل "لا يقتصر على يهود متعصبين ومتطرفين بل على اعضاء مشاركين في الحكومة. هناك توجه رسمي في الحكومة لبناء الهيكل الثالث. القضية قضية ارادة سياسية". بدورها دعت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) الى "يوم غضب عام" شارك فيه الاف الاشخاص في قطاع غزة. وهتف المتظاهرون الذين كان القسم الاكبر منهم تلامذة، "بالدم، بالروح نفديك يا قدس". وتأتي الصدامات الجديدة في القدس الشرقية فيما تسعى ادارة اوباما الى احياء عملية السلام المتوقفة. وبعد جهود دبلوماسية استمرت اشهرا، انتزعت واشنطن الاسبوع الماضي موافقة فلسطينية على مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل برعايتها. لكن هذه المفاوضات ولدت ميتة على ما يبدو منذ موافقة اسرائيل في التاسع من اذار/مارس على بناء 1600 مسكن في القدس الشرقية، مما اثار غضب واشنطن. واعلنت السلطة الفلسطينية انها لن تعود الى طاولة المفاوضات اذا لم يتوقف الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية توقفا تاما. وارجأ الموفد الاميركي الخاص للشرق الاوسط جورج ميتشل زيارته المقررة الثلاثاء الى اسرائيل والضفة الغربية. وستجري الزيارة بحلول نهاية آذار بعد اجتماع اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا) الذي يعقد الجمعة في موسكو.