زهير الفتلاوييفضل سواق سيارات التاكسي اختيار السيارات الحديثة المريحة خدمة للركاب وذلك من اجل الأمان والوصول بسرعة الى المكان المطلوب لكن سائق التاكسي محمد امير(60 عاما) يختار السيارات القديمة ويفضل العمل فيها. التقيته في بارك صغير وعرفت منه انه يعمل على خط ساحة النصر باب المعظم اذ قال: السيارات القديمة اعتبرها تحفة نادرة واعتز بها كثيراً ولولا المعيشة لفتحت لها معرضاً خاصاً كي تبقى عامرة وتصبح تراثاً يزار من قبل السواح والوفود القادمة الى بغداد مضيفاً:
ان أنواع السيارات الكلاسيكية كانت لديه مثل الـ(سكودة) والـ(فولكسواكن) إضافة الى الـ(فولكة) و(الامبالة) وسألته عن عدد الساعات التي يعمل فيها فقال: منذ الساعة السادسة صباحاً حتى الساعة الخامسة عصراً وعملت في تلك السيارات سائقاً للتاكسي دوار لكن بسبب زحام الشوارع في بغداد وارتفاع أسعار الوقود لم يعد العمل يسد احتياجات المعيشة فضلاً عن صيانة السيارة وتبديل قطع الغيار بين فترة وأخرى ما جعلني اعمل على خطوط وساحات الباب الشرقي وبغداد الجديدة إضافة الى ساحة باب المعظم والرصافي وأصبح لدي بعض الزبائن الذين يفضلون تلك السيارات لوجود ذكريات جميلة يستذكرونها وخاصة في ساحات وأزقة بغداد القديمة قبل وجود الأنفاق والمعالم الحديثة واحتفظ بالعديد من البومات الصور الفوتوغرافية لبغداد وأزقتها مع تلك السيارات الكلاسيكية.وتابع امير:أجور الركاب كانت في الخمسينيات بأربعة فلوس وارتفعت الى درهم حتى أصبحت مئة فلس والى دنانير والآن خمسمئة دينار للفرد الواحد للخطوط القريبة.وعن الحالات الطريفة التي واجهته قال: كثيرة استذكر منها ذات يوم بقي أحد الركاب نائماً في السيارة في جو شتائي ممطر ومظلم وعندما ركنت السيارة داخل المرآب لم يستيقظ الى ان جاء مسؤول المرآب ووجده داخل السيارة وظن انه لص يروم سرقة السيارة.
منذ أربعين عاماً يعشق العمل بالسيارات القديمةً
نشر في: 16 مارس, 2010: 06:25 م