ترجمة :علاء خالد غزالةبذل نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، والذي قام بزيارة غير مريحة الى منطقة الشرق الأوسط، جهودا حثيثة يوم الخميس من اجل الإبقاء على الآمال بعقد محادثات السلام حيّة وسط الغضب الفلسطيني بشأن خطط إسرائيل لإقامة أبنية جديدة في المناطق المتنازع عليها في القدس.
وعلى الرغم من التعهدات التي قدمها الفلسطينيون بالمشاركة في محادثات السلام المقررة الأسبوع القادم، فإنهم هددوا بان ينأوا بأنفسهم عنها اذا لم تتخلَّ إسرائيل عن خططها المعلنة بإنشاء 1,600 وحدة سكنية في القدس الشرقية.وضغط الفلسطينيون على الولايات المتحدة من اجل إقناع إسرائيل بالعدول عن موقفها حول المشروع. وعلى الرغم من ان الأميركيين قد أعربوا عن عدم ارتياحهم حيال التصرفات الإسرائيلية، فانهم أشادوا باعتذار الحكومة الإسرائيلية عن توقيت الإعلان، وان لم يفعل الإسرائيليون شيئا لإلغاء هذه الخطة.فقد صرح صائب عريقات، المفاوض الفلسطيني الأقدم، لإذاعة صوت فلسطين ان رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، لن يشارك في المحادثات المتوقعة اذا لم تتخلَّ إسرائيل عن المشروع. لكن مصادر إعلامية أخرى اقتبست عن عريقات قوله ان عباس لم يكن يضع شروطا مسبقة للمشاركة الفلسطينية، بل انه كان يأمل ان تعمل الولايات المتحدة على إقناع إسرائيل بتجميد ذلك المشروع.وجاء هذا التصريح بينما كان بايدن يقوم بتعبئة القادة من كلا الطرفين سعيا لإنقاذ المحادثات. وتحدث بايدن هاتفيا، عصر الخميس، مع كل من عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. كما قام مسؤولون أميركيون آخرون في واشنطن بالاتصال بالقادة من مختلف أنحاء الشرق الوسط، باذلين جهودا جبارة لإنقاذ هذه المحادثات. وقال المسؤولون الأميركيون أنهم مازالوا يتوقعون ان يشارك الفلسطينيون في المفاوضات.على ان حالة عدم اليقين هذه تشير الى مقدار تهافت جهود محادثات السلام هذا الأسبوع، وذلك اثناء زيارة بايدن الى إسرائيل والضفة الغربية لحث كلا الطرفين على البدء بمحادثات غير مباشرة بعد انقطاع دام عاما كاملا.وبدأ التحول في المواقف يوم الخميس حينما قال المسؤولون الإسرائيليون انهم ينوون بناء بيوت للمتدينيين الاسرائليين في ناحية تسمى رامات شالمو. أدى هذا التصريح الى إحراج واغضاب بايدن، ما حدا به الى انتقاد إسرائيل بكلمات قوية على غير العادة، على مدى اليومين اللاحقين، في الوقت الذي التقى فيه بالمسؤولين الاسرائليين وكبار القادة الفلسطينيين.وبالمثل، ادت هذه الحادثة الى إضعاف الدعم الفلسطيني، المهزوز أصلا، للمحادثات الجديدة. كما لم يظهر الإسرائيليون الا حماسة ضعيفة حول خطط المحادثات غير المباشرة، والمقرر ان تجرى بوساطة الولايات المتحدة، حيث انهم يفضلون المفاوضات المباشرة.وكان الفلسطينيون قد انسحبوا من المحادثات المباشرة في كانون الأول من عام 2008، في الوقت الذي شنّت فيه إسرائيل عدوانها على قطاع غزة. وحصل عباس مؤخرا على الدعم من قادة الدول العربية من اجل العودة للمفاوضات، حتى وان لم تعلق إسرائيل أعمال البناء المثيرة للجدل.يذكر ان عريقات قال في مقابلته الإذاعية انه يتوقع ان يبلغه المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، حينما يعود الى المنطقة في الأسبوع المقبل، فيما اذا كان قد نجح في إقناع إسرائيل بالعدول عن خططها لإقامة المزيد من الأبنية في المستوطنات.وقال المتحدث الفلسطيني ان عباس اخبر بايدن بان «على الإدارة الأميركية ان تعمل على إلغاء القرار الإسرائيلي المتعلق بالمستوطنات» وانه «سيكون من الصعب عليه ان يعود الى المفاوضات قبل إلغاء ذلك القرار»، وأضاف عريقات: «اذا أصرت إسرائيل على هذه النشاطات في المستوطنات، فانها ستكون مسؤولة وحدها عن تخريب جهود المجتمع الدولي لاحلال السلام».ودعا بايدن، في خطبة القاها بجامعة تل أبيب، كلا الطرفين الى بذل المزيد من الجهود، قائلاً: ان الموقف الحالي قد يغدو أكثر تعقيدا، مضيفا: «الحالة الراهنة غير مستقرة».على ان بايدن حيّا البيان الصادر عن نتنياهو والذي يرى ان مشروع مستوطنة رامات شالومو سوف يستغرق وقتا طويلا لإنشائه، بحيث ان هذه القضية قد تصبح غير ذات أثر في الوقت الذي تنجز فيه المفاوضات حول السيطرة على القدس، وقال نتنياهو ان الموافقات على المشروع «سوف تستغرق أكثر من سنة على الأرجح، كما ان البدء في أعمال الإنشاءات سوف يستغرق أعواما عدة.» بيد ان الموقف الإسرائيلي يؤكد ان إقامة المستوطنات في القدس الشرقية أمر مناسب وقانوني ، كما ان نتنياهو لم يُشر الى انه لن يصادق على المشروع. وكان القادة الإسرائيليون قد أمروا المسؤولين الحكوميين الآخرين بتجنب الإعلانات المثيرة للمتاعب حول مشاريع الإنشاءات في المستوطنات، مثل الإعلان الذي صدر يوم الخميس.وقال انه قام شخصيا «بالإعراب عن عدم رضاه» لوزير الداخلية الإسرائيلي، وسافر بايدن الى عمان، عاصمة الأردن، عصر الخميس للتباحث مع الملك عبد الله الثاني حول محادثات السلام وقضايا أخرى قبل عودته الى واشنطن يوم الجمعة.عن/ لوس أنجلز تايمز
بايدن يسعى لرعاية محادثات السلام في الشرق الأوسط
نشر في: 16 مارس, 2010: 06:45 م