ترجمة : اسلام عامروضعت مروة ظلالا ً ورديا ً فوق عينيها يحاكي لون وشاحها الناعم و ارتدت تنورة وحذاء ابيض من أفضل ما لديها من أحذية، وخرجت مروة برفقة إخوانها وأخواتها من بيت ٍ بال ٍ ذي ثلاث غرف يوضع في خانة البيوت المتجاوزة سائرين نحو مركز الانتخاب صبيحة يوم الأحد،rn
rn لربما سيخفف دلوهم بأصواتهم من الألم الذي قاسوه بفقد والديهم اللذين لقيا مصرعيهما بسبب طلق ناري جاء من مصادمات منفصلة بين القوات الأمريكية والمسلحين، ولربما سيمحو دلوهم بأصواتهم ذكريات الحرب الطائفية التي كانت توتر الوضع ولربما سيكون ذلك دافعا ً مشجعا ً لمروة ذات الاثنين و العشرين ربيعا َ لتحتفل بعيد ميلادها من جديد.تعد مروة واحدة من ملايين العراقيين الذين قاسوا على مدى السنوات السبع الماضية مرارة الأوضاع، فلم تكن أمام العراقيين بعد تلك النزاعات الطائفية الا فرصة الانتخابات الوحيدة التي من المؤمل ان تُحصد َ نتائجها حتى وان كانت متواضعة امام اعداد الضحايا التي قدمها العراق مجبراً، ومضى الأخوان والأخوات مرفوعي الرأس قاطعين الدرب الوعر المليء ببحيرات المياه الآسنة الثقيلة وأكوام الخردة على جانبي الطريق غير المعبد، سائرين بخطوات حذرة غادروا ذلك المكان المعقد حيثما يعيشون ويعيش الآلاف غيرهم من العوائل المشردة التي بنت بيوتاً غير القانونية من السمنت في مكان ٍ كان سابقا قاعدة ً عسكرية ً.فذلك كل ما أمكنهم إيجاده بعد موت والدتهم في 2008 عندما تُركوا من دون أي شخص ٍ يرعاهم.أمل الإخوة في ان لا تخرجهم الحكومة من بيوتهم الغير قانونية تلك.وقالت مروة عن انتخابات يوم الأحد: «نحن نأمل ان تغير الانتخابات من حياتنا»، ففي كل يوم يمضي من تلك السنين السبعة تفقد تلك العائلة عضوا منها.وأضافت مروة: «فارق والداي الحياة فهل تستحق هذه الأوضاع فقدانهما»، كانت مروه قد هربت وعائلتها قبل حدوث حرب إسقاط النظام عام 2003 من منزلهم الواقع جنوب العاصمة بغداد ولجأوا الى أقاربهم شمال شرق العاصمة بغداد وعندما عادوا الى منزلهم بعد الحرب وجدوه قد صار حطاما جراء القصف الأمريكي.وقام والد مروة بإعادة البناء ووجد لهم مأوى ً مع مئات العوائل في قاعدة عسكرية أخرى قريبة حيث وقع محمد والدها عقدا مع الجيش الأمريكي، وعندما كان يقود السيارة عند عودته الى المنزل في شهر أيار 2004 أصيب بوابل من الرصاص ٍ الذي تبادله الجيش الأمريكي والمتمردين، وقد طالبت العائلة بالتعويضات واحتفظوا برسالة الرفض التي تلقوها والتي أصبحت بالية بمرور الزمن مع شهادة وفاة والدهم وتقول شهادة الوفاة: «سبب الموت: رصاصات أمريكية» وبعد انقضاء اليوم السابع من الحداد هاجرت العائلة مرة ثانية واستقروا في مدينة الصدر في بغداد وبدأت أم مروة إيمان عبد الكريم بالعمل وتزوجت مروة بالرغم من تعلق قلبها برجل ٍ كانت تبادله الحب ذلك الرجل ذهب ضحية العنف في عام 2006.وقالت مروة ان زوجها قد اخبرها ليلة زواجها انه كان ينضم الى إحدى الجماعات المتمردة و تركته مروة بعد ان عرفت بذلك وبعد ان اخبرها عن الناس الذين قام بقتلهم. تحاول مروة وإخوانها البالغ عددهم ثمانية إخوة وأخوات بأن ينسوا وفاة والدهم من خلال الاحتفال مع أمهم بعيد ميلاد مروة في الأول من شهر كانون الثاني.وفي ربيع عام 2008 وفي الأحداث التي شنها المتمردون ضد الجيش الأمريكي و قواته ذهبت أم مروة، إيمان عبد الكريم ضحية لاطلاقة نارية طائشة عندما كانت تتسوق مع ابنها كرار الذي كان يبلغ 13 عاما و الذي شاهد موت امه بعينه ومن ذاك الحين لم تحتفل عائلة مروة بعيد ميلادها مجدداً.وكانت إيمان عبد الكريم قد ادخرت لولدها مبلغاً يقارب 3.500 مليون دينار و هو مبلغ ٌ كاف ٍ لتأثيث غرفة لزواجه في المستقبل لكن الأولاد بدلا من ذلك قاموا باستخدام تلك النقود لمراسيم دفن والدتهم و شراء قطعة ارض ليتم دفنها بالقرب من أبيهم.وقالت مروة «تمنينا ان نموت جميعا بعد ان مات والدانا» أخرجت مروة صندوقا مكتوبا عليه:»صندوق الحاجات الشخصية لمنتسبي الدفاع»، وكان الصندوق مليئا بالصور والتذكارات فقد تم إعطاؤها هذا الصندوق كهدية ٍ في عيد ميلادها عندما كان والدها يعمل مع الأمريكيين في الأيام التي سبقت تطور العنف ضد الجيش الأمريكي فقد كان يحمل هذا الصندوق في احد الأيام حاجاته الشخصية.»لن تعود الأيام الجميلة مطلقا»، قالت مروة وهي تنظر الى صورتها التي ظهرت مروة فيها مبتسمة بالقرب من والدها و والدتها، وأضافت: «لم أفكر من قبل بالمال او الطعام ولم يكن ثمة أي مهجرين كذلك»، ولا تغادر مروة وأختها غير المتزوجة وزوجة أخيها المنزل الا نادرا خوفا من فقدان شخص آخر من العائلة.لكنهم وجدوا حبل القوة الممتد عبر خوفهم ليجمعوا لأخيهم على النقود ليتمكن من تأثيث غرفة في بيتهم المبني تجاوزا ليستطيع في نهاية المطاف ان يتزوج.و قامت الفتيات بإعطاء على مجوهراتهن.ففي يوم ال
عائلة عراقية عانت الألم و تتطلع بأمل إلى الوضع الجديد بعد الانتخابات
نشر في: 16 مارس, 2010: 06:48 م