TOP

جريدة المدى > مواقف > شعور بالإحباط من بطء فرز الأصوات في العراق

شعور بالإحباط من بطء فرز الأصوات في العراق

نشر في: 16 مارس, 2010: 06:49 م

ترجمة :عمار كاظم محمدفي مركز لفرز الاصوات شرقي بغداد يجلس عشرات الرجال الذين يمثلون مختلف الاحزاب السياسية على منصة في احدى المدارس لمراقبة عد الاصوات  حيث كانت العملية تجري بشكل دقيق فبعد ان تم ختم الاقتراعات في المراكز الانتخابية المحلية وصلت الى المركز في حاويات بلاستيكية كبيرة .قبل اجراء اي عملية فرز تم تدقيق اسم كل مقترع على قاعدة البيانات في الحاسوب وحينما بدأت عملية الفرز سجل مسؤولوا الانتخابات النتائج في اربعة نماذج منفصلة زيادة في الاجراءات .
 يقول عباس صباح احد مسؤولي مفوضية الانتخابات « الناس يريدون منا الاسراع لكن الامر معقد جدا انه يشبه عملية صنع سيارة رولز رايس بالطريقة اليدوية «.وبينما النتائج مازالت تتقاطر ببطء من مفوضية الانتخابات البرلمانية في العراق وبغياب فائزين بشكل واضح لحد الآن فان هناك احباطا عاما اخذ بالازدياد يوما بعد يوم . وقد عبر المسؤولون الامريكيون عن قلقهم بشكل خاص ذلك من كون الانتخابات العادلة تبدأ نتائجها بالظهور بشكل بطيء وغير عادل . بعض المسؤولين السياسين العراقيين يواصلون اعلان اتهامات بوجود عمليات تزوير في الانتخابات بما فيها مزاعم عن صناديق اقتراع تم اتلافها وتزويرها وبغياب النتائج النهائية فإن اشهراً من التحضيرات الحذرة للانتخابات يمكن ان تهدد .لقد صرفت ملايين الدولارات لضمان ظهور الانتخابات بشكل شفاف وموثوق يقول احد المراقبين الغربيين الذين يعملون في شؤون الانتخابات « هناك طريق واحد لتطمين شخص ما يخاف من النتائج هو ان تكون النتائج جاهزة للظهور بسرعة « يقول احد المسئولين هناك العديد من عمليات المراقبة الجديرة بالاحترام قد تم وضعها من قبل المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات في العراق مضيفا  « لكنها لو اخذت وقتا طويلا فانها ستأتي بنتائج عكسية وتضعف ثقة عامة الناس كلما ازداد التأخير « .هناك الآن نتائج تمهيدية جزئية في كل من محافظات العراق الثمان عشرة وهي تشير الى نتائج متقاربة جدا وقد حذر بعض المسئولين بان هناك فقط اجزاء من 12 مليون صوت قد تم فرزها ففي محافظات الجنوب تقاسم اتلاف دولة القانون التابع لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي  والائتلاف العراقي التابع لاحزاب سياسية اخرى اغلبية الاصوات كما ان النتائج المبكرة التي اعلنت في مدينة البصرة ثاني اكبر مدينة عراقية يوم الاحد اظهرت تقدم  المالكي بشكل جيد في المناطق الغربية  فقد اظهر تقدم قائمة  اياد علاوي اما في محافظات اقليم كردستان فمن المتوقع ان تبقى سيطرة الاطراف الكردية على اراضيها .اذا ما استمرت هذه الاتجاهات فليس من المحتمل ظهور تحالفات بشكل رسمي فكل مقعد تسيطر عليه الاحزاب المختلفة في البرلمان الجديد الذي سيبلغ عدد اعضائه 325 عضوا يمكن أن يصبح اداة مساومات حاسمة لأن موافقة اغلبية ثلثي الأعضاء سيكون ضروريا لأختيار رئيس الجمهورية والذي سيتولى بدوره تكليف كتلة الاغلبية بتشكيل الحكومة. من بين العديد من الاسئلة التي من المحتمل أن تجيب عليها الأسابيع والشهور القادمة  هو فيما اذا كان الجمهور العراقي سيقبل نتائج الانتخابات بشكل مناسب وفيما اذا كان بعض السياسيين العراقيين سيكونون قادرين على الاعتراف بالهزيمة في الانتخابات . مسؤولون في الأمم المتحدة قالوا لاتوجد هناك ادلة كبيرة على مخالفات واسعة حتى الآن والاجراءات المتقنة كان القصد منها ضمان الشفافية ومسك المخالفات وهذا ربما يكون مسؤولا جزئيا عن بطء اجراءات الفرز فكل خطوة في تلك العمليات المعقدة كانت مفتوحة للمراقبين بمن فيهم الممثلون عن كل حزب سياسي . في مركز العد والفرز شرقي بغداد كان الجميع يراقب الجميع لذلك من الصعب العبث بالاصوات ، كان هناك حوالي 30 ألف موظف يقومون بعملية الفرز والعد في المركز وقد تم طرح 800 ورقة اقتراع غير صحيحة يقول صباح مسؤول الانتخابات « هناك ناس سيحاولون خداعنا بمحاولة التصويت مرتين « . بعد ان تم تدقيق أسماء الناخبين على قاعدة البيانات تم تأشير الصناديق بشريط أخضر وكان هناك مئات الرجال والنساء الذين يعملون بمناوبة لمدة 12 ساعة منذ يوم الانتخابات في السابع من شهر آذار الجاري  جلسوا الى ست مناضد طويلة لتدوين الاصوات  وقال احد مراقبي الاحزاب السياسية  بان مسؤولي الانتخابات استمعوا الى الشكاوى المقدمة لهم بشكل متساهل فمثلا لم يكن يسمح لصناديق الاقتراع ان توضع على طاولات العد لمنع الموظفين من اضافة اصوات اخرى وحينما رأينا صندوقا على منضدة قمنا بإخبار المسؤولين الذين قاموا بتوبيخ المستخدمين وكان يجب ان يطردوهم . في بلاد حيث الخدمات الاساسية مثل الكهرباء وجمع القمامة سيئان فان ادخال جميع المعلومات لأكثر من 50 ألف مركز انتخابي الى قاعدة البيانات المركزية وفعل ذلك مرتين لمنع الاحتيال يمثل تحديا لكن كلما اخذت عملية العد وقتا اطول  خاف العراقيون من ان تخرج الامور عن السيطرة يقول علي غزال وهو عامل نهاري في بغداد « التأخير خاطىء وهو سيعطي الاحزاب السياسية إشارة للتدخل بشكل اكبر « فالازمة يمكن ان تبدأ مثل فقاعات صغيرة جدا والتأخير يعطيها الفرصة لكي تنمو ونحن كعراقيين نخشى أنها ربما تصل الى نقطة الاندفاع في الشارع العراقي، والخاسر الأك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram