ترجمة/ المدى الانسحاب من العراق هو الفصل الأصعب من حرب العراق منذ الغزو، قبل سبعة أعوام. ففي كل ليلة يقوم فريق بتحريك الجيش واعداده لمهمة ستحدد زمن بقاء الولايات المتحدة الأمريكية في العراق. ويقود هذه المهمة مسؤول عسكري كبير، ينسق عملية الانسحاب العسكري، رجل يقول أنه يقوم بأفضل المهام إرضاء للنفس على مستوى البلاد.
ويقول البريغادير جنرال بول وينتز،"لدي أفضل عمل في العراق الآن والأمر لا يحتاج الى تفسير". وفيما أن كان ذلك الأمر هو انعكاس للأيام المحفوفة بالخطر في الأعوام الأولى أو بسبب النهاية الوشيكة لحرب تزداد الكراهية لها، أو بسبب الحقيقة الواضحة في أن إدارته قد هيأت للأمر جيداً، لتفادي أي فشل. أن الرجال والنساء في فرقة الدعم والاسناد الـ 13، التي يترأسها، وينتز، متلهفون لبدء أضخم حركة جيش ومعدات تحدث في العالم أجمع منذ الحرب الفيتنامية، قبل أكثر من 40 عاماً. أما عملية البدء بالرحيل فستأتي بعد مضي 60 يوماً على ظهور نتائج الانتخابات العراقية. أن عملية عد الأصوات، بطيئة ومضنية، وحتى الآن أعلن عن نتائج 65% منها فقط وأن كانت النتائج كما تأمل إدارة أوباما ـ جديرة بالثقة، فأن القائد الأعلى للجيش الأمريكي سيدعو الى إنهاء الحرب، وحالما سيستلم البرغادير ـ جنرال بول وينتز ذلك الأمر من القائد الأعلى في العراق، راي اوديرنو، ستبدأ شبكة واسعة من العربات والطائرات والسفن للرحيل، حاملة حوالي 45,000 من القوات العسكرية وأكثر من مليون طن من المعدات تتراوح ما بين البلدوزرات الهائلة الحجم إلى مبردات المياه، إضافة إلى المئات من المكائن المتعددة الانواع والاسلحة التي استخدمت لإدامة الحرب والانسحاب الأمريكي يلوح مثل جزاء للجيش العراقي وفي اواخر العام الماضي حددت الحكومة الأمريكية ما قيمته 30 مليون دولار من المعدات تتركها خلفها.وسيتم في خلال هذه العملية رزم وتهيئة 31 مليون قطعة، ومن بينها43,000 عربة عسكرية 600 ـ طائرة هليكوبتر، 120,000 حاوية،34,000 طن من الذخيرة، ومن المتوقع أن تحمل السفن 240,000 سيارة شحن مضافة إلى ذلك حمولات أخرى. وبعد انسحاب القوات الأمريكية، سيبقى في العراق 50,000 فقط منها، مع حلول نهاية شهر آب، وجميع هؤلاء لا ينتمون إلى فرق مقاتلة كما أن اعداد القواعد العسكرية ستتقلص من 290 الى أقل من 10 ومع بقاء تلك القوات التي تمثل الحضور الأمريكي، فأن الانسحاب سيعني في العراق وفي أي مكان آخر، نهاية الفصل الأخير من الحرب."أنها علامة بارزة على الطريق، هكذا يقول وينتز، مدركاً ضخامة المهمة، ومضيفاً"، سيكون الحدث فصلاً من التاريخ، وسنحاول أن نجعله فصلاً جيداً. وكان آنذاك يتحدث من القاعدة الجوية الضخمة في بلد، في حين أن تعليماته تنص حتى الآن على تنظيم وتنسيق حركات أكثر من 3000 عربة عسكرية منتشرة عبر العراق يومياً.ويضيف وينتز،"أنهم يعملون جيداً ومشغولون بالعمل ونحن نريد الاحساس بأننا نقوم بأمر مختلف، أن النجاح بالنسبة لنا سيكون: عندما نستيقظ يوماً في شهر ايلول ولا يحس أحد ما أننا قد ذهبنا". أن الانسحاب سيكون علامة بارزة في العراق، حيث أخذ الناس منذ زمن بعيد استنكار حركة تحرك الناقلات والعربات العسكرية الأمريكية ببطء معرقلة حركة المرور في الشوارع،أو أنها تؤخر العراقيين عند نقاط التفتيش التي يسيطر عليها الأمريكيون.أن الأمر المهم بالنسبة إلينا أن لا تتكرر الاخطاء التي حصلت في الانسحاب الأمريكي من العراق عام 1991 ويقول وينتز،"لقد تعلمنا الكثير منذ ذلك الوقت، لقد تم تنظيم الأمور السيئة التي حدثت في حرب الخليج الأولى، لدينا اليوم تكنولوجيا أحدث وهذا أمر مهم بالنسبة لدافعي الضرائب في أمريكا".وعلى الرغم من عدم بدء نقل الاشياء الثقيلة، فأن الدبابات والعربات من نوع MRAPS، قد بدأت الحركة والبعض من تلك المعدات العسكرية، رحل مع الوحدات التي جاءت معها، وقد نتوجه لحرب أخرى، إلى أفغانستان عن طريق الكويت ويقول وينتز:"أن بعض الحاويات ستذهب عبر ميناء العقبة في الأردن وأيضاً عبر ميناء أم قصر ونحن نتخلص يومياً من أشياء كثيرة لقد تجمعت لدينا عبر الاعوام مكونات كثيرة.وعملية الانسحاب هذه، أطلقت عليها"عملية الاندفاع النظيف"، ومعظم القوات العسكرية ستغادر العراق إلى الكويت، حيث يتم نقلهم جواً إلى أمريكا أن الطرقات الرئيسة في العراق اليوم سالمة، ولكن الجيش يفضل إبعاد القوات قدر الإمكان عن الطرق البرية التي قد تستغرق أكثر من عشر ساعات حتى الكويت.عن النيويورك تايمز
"عمليــة الاندفــاع النظيــف"..الفصل الأخير لحرب إسقاط صدام
نشر في: 16 مارس, 2010: 07:22 م