TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > هواء فـي شبك: (جيب ليل وخذ عتابه)

هواء فـي شبك: (جيب ليل وخذ عتابه)

نشر في: 16 مارس, 2010: 07:23 م

عبدالله السكوتي والعتابة نوع من نظم الشعر اشتهر به اهل البادية والارياف الملاصقة لهم وهذا الشعر يتألف من اربعة اشطر ، ويحكى في هذا ان شخصا طلب من آخر ان يغني له العتابة في النهار ، فاجابه (جيب ليل وخذ عتابه) ويعني ان العتابة لاتصلح الا ليلا وما عليك سوى انتظار حلول الليل، وهذا يجري مجرى المثل ويضرب للامر حين يطول.
ابتدأ الحديث عن الفراغ الدستوري الذي سيخلفه توقف مجلس النواب عن ممارسة اعماله ، وكذلك بالنسبة الى الحكومة اذا ماتم تحويلها الى حكومة تصريف اعمال ليس الا ، وهذا الامر برمته ماكان سيحدث او من الممكن حدوثه لفترة قصيرة لولا تأخير اقرار قانون الانتخابات ونقضه ما سبب تأجيل الانتخابات ، اذ ان الـ 45 يوما المقررة بعد الانتخابات كانت ستكفي لعقد اول جلسة للبرلمان الجديد ومن ثم اختيار الرئاسات الثلاث؛ الامر الذي يدعو الى القلق ان الحكومة الجديدة ومجلس النواب الجديد وعلى هذه المشاحنات لايمكن تشكيلها حتى بعد 45 يوما المسموح بها من اعلان النتائج النهائية للانتخابات، ومن المؤكد ان يصبح الامر مثل ماقال صاحبنا (جيب ليل وخذ عتابه) ، والليل ربما سيطول ونحتاج عندها الى الكثير من ابيات (العتابه) ، ما يهمنا نحن الشعب العراقي الا تبقى الساحة فارغة، والفراغ الدستوري سيعطي الحق لجهات اخرى من ان تتخذ قراراتها بعيدا عن رقابة مجلس النواب، وربما تسبب هذا الفراغ في فراغ امني سيكون اخطر بكثير مما نتصور؛ على هذا الاساس تعالت الاصوات محذرة من ان الايام الاتية ستكون صعبة للغاية.لقد جاهدت القوات الامنية وتعبت كثيرا ، وتعرض المسؤولون الامنيون الى استجوابات عديدة كي نصل الى مانحن فيه اليوم من استقرار امني بنسبة كبيرة ؛ ومن غير الممكن ان نضحي بهذا الانجاز، والذي لاتعرف عقباه؛ ان المفوضية من جهتها اشعلت الشارع واوقدت النار تحت الكتل السياسية المتنافسة، اذ انها في كل يوم تخرج بنسب جديدة وبتقدم جديد لكتلة من الكتل حتى ايقظت من كان هادئا وبدأ يتكلم عن تزوير في الانتخابات.هذه النسب لم تكن مفيدة ولامفيد اعلانها، وربما كان الاجدر اعلان نتائج اولية بحسب تصورات موظفي المفوضية ومراقبي الكيانات المتنافسة ومن ثم  يصار الى العد والفرز لتظهر النتائج بعد اسبوعين اوثلاثة اسابيع ، اما حين وضع الامر في الوسط فقد اذكيت نار الفتنة وبدأ التنابز والدعوات التي تشكك بالانتخابات ونتائجها الجزئية ، ومن المؤكد ان يتبع هذا التشكيك تشكيك آخر حين ظهور النتائج النهائية وعندها ستكون الطامة الكبرى فقد تعدت الشكاوى ارقاما مهولة ونحن في منتصف الدرب بعد.انشغلت الكتل المهمة والكبيرة في ائتلافاتها وتركت امر الشعب بعد ان اخذت صوته وانتهى الامر، وهي بعد اربع سنوات ستمنيه وتعده بوعود معسولة مرة اخرى وسينسى، وهكذا تستمر الحال بين استقرار سياسي يأتي معه الاستقرار الامني واضطراب سياسي يأتي بالكثير من المفاجآت.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram