بغداد/ كتب المحرر السياسيعلى ايقاعات نتائج الانتخابات النيابية المتوالية ، التي وصلت امس الى 79% من مجموع النتائج العامة ، تشهد الساحة االسياسية العراقية حراكا سياسيا مكثفا بين القوى والكيانات التي خاضت الانتخابات في محاولة لتنظيم الطاولة السياسية بين المشاركين ، بعد التعرف الواضح تقريبا على خريطة المشهد السياسي المقبل. كتل كبيرة تتصدر المشهد تحاول ان تحصد مكاسبها وكتل اخرى تبحث عن مكان لها بين الكبار فيما اعترفت قوى اخرى بهزيمتها بروح رياضية عالية.
المنتصرون والخاسرون يجوبون السوق السياسية لترتيب الاوضاع ، والبحث تحديدا عن شكل الحكومة المقبلة والاتفاق على نوعيتها ، ان كانت نسخة طبق الاصل عن الحكومة «السابقة» او ان تغييرا تفرضه النتائج النهائية سيلقي بظلاله على طاولات المفاوضات التي فتحت ابوابها بشكل رئيسي في كل من بغداد واربيل.  على هذه الايقاعات تسارعت خطى الكيانات السياسية لاجراء التحالفات من اجل تشكيل حكومة جديدة  في الوقت الذي كشفت فيه عضوة مجلس المفوضين حمدية الحسيني عن عزم المفوضية اعلان النتائج الأولية للانتخابات التشريعية بأسرع وقت ممكن. اما النتائج النهائية فان المفوضية تنتظر المصادقة عليها من قبل المحكمة الاتحادية بموجب الدستور العراقي . وطالبت الحسيني جميع الاطراف والكتل السياسية التحلي بالصبر ومنح الفرصة الكافية للمفوضية للتدقيق حفاظا على نزاهة الانتخابات  فيما عزا الناطق باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات القاضي قاسم العبودي سبب تأخير اعلان النتائج الى الحرص على ان تكون نتائجها دقيقة. واضاف العبودي في تصرح صحفي امس  ان سبب تأخر اعلان النتائج هو لغرض ان تكون دقيقة وتخضع لمراجعات عدة ومطابقات،  موضحا ان المفوضية اعلنت قبل الانتخابات ان النتائج سوف تأخذ وقتا اطول من الانتخابات التي جرت في السابق، وذلك لمضاعفة عدد المرشحين، وكذلك بسبب السماح للمهجرين والحركة السكانية ومواطني الخارج بالمشاركة، وذلك يستدعي  وقتا اطول من اجل التدقيق بكل هذه السجلات ومطابقتها.rn دور الأكراد في رسم الخريطة السياسية المقبلةrnفي الوقت نفسه قال رئيس حكومة إقليم كردستان برهم صالح، ان حكومة الإقليم تنظر بأهمية كبيرة لمشروع تشكيل حكومة عراقية تشارك فيها جميع المكونات.جاء ذلك خلال لقاء رئيس حكومة إقليم كردستان، في أربيل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة آد ميلكرت حيث بحث الطرفان الأوضاع السياسية في العراق.واشار صالح خلال لقاء جمعه بممثل الامين العام للامم المتحدة  آد ميلكرت إلى ان «الاكراد يريدون إسناد العملية السياسية في العراق والحفاظ على حقوقهم الدستورية لذلك يكون من المهم فتح المجال المناسب أمامهم للمشاركة الفعالة في بغداد». وحول التحالفات بين القوى العراقية بعد الانتخابات أكد صالح استعداد الاكراد للتحالف مع جميع الأطراف السياسية التي تؤمن بالحياة الدستورية والديمقراطية والحقوق القومية للاكراد في العراق. وكان عدد من السياسيين العراقيين قد اكدوا ضرورة تشكيل تحالف واسع يضم جميع مكونات الشعب العراقي لتشكيل الحكومة المقبلة في وقت شدد البعض على ان الاكراد سيكون لهم دور مؤثر في رسم الخريطة السياسية المقبلة.  وعـدّ القيادي في ائتلاف دولة القانون سامي العسكري الاكراد بانهم حقيقة داخل العملية السياسية لايمكن تجاوزهم  وقال العسكري ان «نتائج الانتخابات تؤكد عدم وجود قائمة يمكن لها ان تشكل الحكومة لوحدها ولابد من عقد التحالفات لتحقيق ذلك» واضاف»لايمكن ايضا ان تتشكل حكومة ليس فيها شيعة او اكراد او سنة فمن هذا الباب يأتي دور البرلمانيين الاكراد بان يكونوا جزءاً من عملية بناء الدولة».فيما اعربت عضو القائمة العراقية هدى النعيمي عن اعتقادها بان الاكراد سيكونون مؤثرين فاعلين في التفاعلات السياسية الداخلية وسيكون لهم حضور قوي في المشهد السياسي المقبل.  وقالت النعيمي نحن نرى ان الاكراد هم شركاء سياسيون ولهم حضور قوي في الساحة وان القائمة العراقية كانت دائما تتداخل وتتباحث مع الاكراد في شؤون السياسة».ائتلاف دولة القانون:لابديل عن المالكي rn وفي خضم المشاورات لاجراء تحالفات ما بعد الانتخابات ، بدأت الكتل السياسية الرئيسة بتقديم  مرشحيها لمنصب رئاسة الوزراء التي ستكون محصورة، بحسب محللين، بين ثلاث قوائم فائزة، هي قائمة ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، والقائمة العراقية التي يترأسها إياد علاوي، والائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم. وكانت بعض وسائل الإعلام نقلت عن مصادر دبلوماسية احتمال ان يبادر ائتلاف دولة القانون بترشيح بديل للمالكي في حال اعترضت الكتل السياسية على توليه رئاسة الحكومة ثانية، هذه الانباء فندها القيادي في حزب الدعوة علي الاديب  الذي اكد ان ائتلاف دولة القانون مصر على ترشيح رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي لولاية ثانية»، مستبعدا أن يكون لديه «مرشح بديل». وعن شكل الحكومه المقبلة التي ينظر اليها ائتلاف دولة القانون قال الاديب ان ائتلافه لا يضع أي خطوط حمر على أي كتلة سياسية، ولديه استعداد للتحاور مع الجميع في تشكي