اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني

لقاءاتي بالقائد الأب مصطفى البارزاني

نشر في: 17 مارس, 2010: 04:27 م

مقدمة تسبق أحلام اللقاء لستُ هنا بصدد كتابة تاريخ القائد الأب مصطفى البارزاني، فقد كُتب عنه الكثير الكثير، ولذلك فإنني لا أريد أن أردد ماكتبه الآخرون عن إنسانيته وشجاعته ورجولته وقيادته، إنما أنا بصدد كتابة ذكريات لا تبرح خيالي. ذكريات عاشت معي منذ الشباب، وعشتُ معها في ذاكرة التاريخ. وكم حاولت أن أجد ملجأ لهذه الذكريات، لكنها أبت إلاّ أن تراودني بين الحين والآخر.
وكم عاندتُ نفسي أن أحتفظ بها لذاتي، وأتسلى بها لراحتي، بل أسجنها في مخيلتي لكنني وجدتها تثور في جوارحي، وتأبى إلاّ أن ترى النور. وفي غمرة هذا العناد وهذا التحدي وهذا الإلحاح في عقلي وهذا التمرد في قلبي دفعني أن أعترف بقوتها، وتمردها لكي تتحرر إلى النور. لا يوجد كردي واحد في عموم كردستان لم يسمع بالبارزاني الخالد. فقد كان أحد أولئك القادة العظام الذين كتبوا التاريخ الكردي، وخاض معارك الحياة، وعانى الكثير من المآسي من أجل شعبه، وبدأ يخطط مشروع الكوردايه تي في زمن كانت القضية الكردية نبتة صغيرة بحاجة إلى عناية، فرعاها البارزاني ورواها بعرقه ودمائه وراحته وجهده وكده لئلا تموت، ولكي تكبر وتعيش وتثمر. فالفضل الأول يعود له حين بدأ يسير بخطى حذرة، ولكن حثيثة على الدرب الطويل، درب كردستان العظيم. كثير من الشباب الكرد كانوا يحلمون أن يجدوه عن بعد وعن قرب، وكنت واحدا منهم. التقيتُه قبل ثلاثة وثلاثين عاما، وأنا أتمتع بالحيوية والنشاط في عنفوان الشباب، بعد أن تخرجت في كلية القانون والسياسة بجامعة بغداد، محكوما عليّ بالإعدام من قبل نظام البعث الصدامي بسبب نشاطاتي السياسية، باعتباري أحد أولئك الذين انخرطوا في مسيرة البارزاني منذ أن كنتُ طالبا في الجامعة. والتحقت بالحركة التحررية الكردية تاركا الزمالة التي حصلت عليها في السوربون باعتباري كنت أحد الطلبة المتفوقين في الدراسة. آثرت أن أكون كادرا في مدرسة الشعب لأتعلم من الشعب تحت قيادة ذلك البارزاني الثائر الذي أبى أن يستسلم، وقرر أن يكون في المقدمة، بعد أن إختاره الشعب كله قائدا وزعيما لتلك الحركة الرائدة التي بدأت في الأربعينيات، واستراحت، ثم تجددت في أوائل الستينيات، وتعرضت لانتصارات ومؤامرات آذار بين النصر عام ١٩٧٠، والمؤامرة عام ١٩٧٥. وقد عشت بالذات هذه الفترة بين الدراسة الأكاديمية في بغداد والعمل السياسي والثوري في الثورة الكردية، وفي كلتا الحالتين تحت قيادة القائد الذي طالما حلمت أن ألتقيه به يوما. فوجدت نفسي في صفوف الثورة وأنا أحمل معي ذلك الحلم الكبير. rnاللقاء الأولترك البارزاني الأب ذكريات فريدة في ذاكرتي بلا إنتهاء. كنتُ أكاديميا شابا متحمسا للقائه. التقيته، فوجدت نفسي تلميذا أمام ذلك المعلم الذي تعلمت منه في أول لقاء دروسا مبرمجة في خدمة الشعب والوطن. وشعرتُ بأنني تلميذ أحتاج أن أتعلم من جديد دروسا إضافية في فنون النضال الوطني التحرري والكوردايه تي من قائد الثورة ومرشد النضال الديمقراطي. تجربتي مع الراحل الخالد في ثلاثة لقاءات في كردستان وخارجها، جعلتني أشعر باحترامي لتراث ذلك الإنسان العظيم الذي علمني العمل من أجل حرية الشعب. تعلمت منذ ذلك الحين أن الوفاء للشعب الكردي هو وفاء للبارزاني أيضا، وأن الإخلاص لتراثه هو إخلاص لذلك النضال الذي ناضله طوال سنين عمره التي ضحاها من أجلي ومن أجلكم ومن أجل كل كردي مخلص. فكل من التقى سيادته يوما، وتعلم منه درسا يشعر أنه تلميذ مدرسته الرائدة التي تخرجَت فيها آلاف الكوادر العاشقة للحرية والكرامة. وفهمتُ لتوي بأنه من الصعب على تلاميذه المخلصين أن يتمردوا على خدمة الشعب الكردي وحقوقه. إنه البارزاني الخالد قائد الشعب الكردي لمدة نصف قرن من تاريخ الأمة الكردية المعاصرة. اقترنت الحركة التحررية الوطنية الديمقراطية الكردية بإسمه منذ العشرينيات من القرن العشرين. ومازال النور ينبعث من الشعلة التي أوقدها لمواصلة المسيرة الطويلة على الطريق الذي سار عليه لتحقيق الحرية والاستقلال للشعب الكردي. وصلنا مقر الرئيس الخالد، وأخبَرنا بعض حراسه المقربين بضرورة التحدث معه بلا ألقاب، مثل "ماموستا" أو "رئيس" أو ما شابه، لأنه لا يحب الألقاب. شعرنا للتو أننا سنقابل إنسانا أعظم من الألقاب، وقائدا أكبر من الرؤساء. كان الأب مسرورا حين التقينا سيادته، حيث تكَرَّم علينا نجله النشط الذي كان شابا يافعا، مسعود البارزاني بمصاحبتنا، إلى باب غرفته، وقال له بثقة واحترام: "أبي! هؤلاء يمكن التحدث إليهم". استقبَلَنا الأب بعطف وإكرام كما يستقبل كل أب حنون ابناءه الذين يشتاقون للقائه. واستغربنا كثيرا من بساطته المليئة بالبهاء والجلال والوقار. واستطاع بكرمه أن يدخل قلوبنا، لا خوفا منه، إنما محبة له ووفاء لقيادته. فاحترام القائد المفعم بمحبة أعظم من إحترامه خوفا منه. كان سيادته جالسا على كرسي لايختلف أبدا عن تلك الكراسي التي جلسنا عليها أنا وزملائي. مهيب الطلعة يحمل كثيرا من الأسرار في مخيلته، وكثيرا من الحب الفياض في قلبه الكبير لشعبه الذي أحبه بلا حدود. يتحدث وعيناه ينبعث منهما شعاع أزلي يدخل القلوب ليؤثر فيها. وحاجباه الكثيفان الممتلئان بالشعر يحتضنان تحت كل شعرة مأساة من

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

موظفو التصنيع الحربي يتظاهرون للمطالبة بقطع أراض "معطلة" منذ 15 عاماً

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

مقالات ذات صلة

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و
غير مصنف

علي كريم: أنا الممثل الأقل أجرًا و"باب الحارة" لم تقدم حقيقة دمشق

متابعة / المدىأكد الفنان السوري علي كريم، بأن انتقاداته لأداء باسم ياخور ومحمد حداقي ومحمد الأحمد، في مسلسلي ضيعة ضايعة والخربة، لا تنال من مكانتهم الإبداعية.  وقال كريم خلال لقاء مع رابعة الزيات في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram