د. بدرخان السندي تمر هذه الايام ذكرى ميلاد قائد الامة الكوردية ورمزها بلا منازع البارزاني الخالد في ضمير الكورد بعد سفر طويل من النضال البطولي والاصرار المتواصل دون هوادة والذي تشهد له جبال كوردستان ووديانها ونهر اراس الذي اجتازه مع رجاله البسلاء في مسيرة الشرف الكبرى وهو يتحدى ثلاث دول كانت مصممة على اسره واعدامه مثلما اعدم القاضي محمد مؤسس (جمهورية كوردستان الديمقراطية في مهاباد)
لكنه استطاع وببصيرته الثاقبة وتصميمه وعزمه ان يسلم من اعداء الكورد التقليديين وهو يجتاز اخطر مثلث سياسي وعسكري (ايران، تركيا، العراق) وباتجاه الاتحاد السوفيتي وكلما دققنا النظر في محتوى حياة البارزاني الخالد تراءت لنا خمس صور لا بل مراحل نضالية مهمة يمكن ان تمثل كل مرحلة من هذه المراحل فصلا رياديا في حركة النضال القومي الكوردي لانسان اتخذ من قضية شعبه وانقاذه مصيراً لا يحيد عنه مهما بلغت العواقب من قسوتها. تتمثل المرحلة الاولى في تحديه للنظام الملكي وتتسم هذه المرحلة بالنضال الشاق فقد ابلى البارزاني الخالد بلاء حسنا امام تحشدات الجيش باسلحته الثقيلة وقصف طائرات القوة الجوية البريطانية لقرية بارزان وما حولها. واما المرحلة الثانية فتمثل التحاق البارزاني الخالد مع رجاله الشوس بجمهورية مهاباد وقد اعجب مؤسس الجمهورية الكوردية 1926 ببسالة البارزاني وفكره العسكري والستراتيجي وحظي باحترام كبير من مناضلي الجمهورية الكوردية الوليدة- مهاباد. واما المرحلة الثالثة فكانت مرحلة الاغتراب والعيش في الاتحاد السوفيتي لاجئا مع رجاله الشجعان وقد استطاع من خلال خلقه النبيل وشخصيته القويمة ان يفرض احترام المسؤولين السوفيت له. والمرحلة الرابعة تتمثل بعودته من المنفى بعد اندلاع ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 واهل بغداد ما زالوا يذكرون يوم عودة البارزاني اذ ما من احتفال شهدته بغداد في تاريخها مثل الاحتفال الذي جرى بمناسبة وصول البارزاني الى بغداد.. لقد هرعت الناس من سائر محافظات العراق تعبر عن بهجتها اللامحدودة وفرحها العارم بعودة البارزاني الخالد من المنفى. وقد حاول البارزاني كثيرا ان يحافظ على موازين الامور في عهد عبد الكريم قاسم مع مطالبته بحقوق شعبه الكوردي ولكن كما يبدو ان المغرضين ومن اضطربت مصالحهم بسبب عودة سيادته لم يهدأ لهم بال حتى اضرموا نار الشقاق بين بغداد وبارزان فاندلعت ثورة ايلول العظيمة بقيادة البارزاني تطالب بحقوق الشعب الكوردي مثلما تطالب بالديمقراطية لكل العراق. واما المرحلة الخامسة فقد تمثلت بمرحلة الانسحاب الحكيم ووقاية الشعب الكوردي من خطر الابادة بعد ان اتفق الشاه وصدام على انهاء ثورة ايلول في اتفاقية الجزائر الجائرة بعد ان تنازل صدام حسين عن جزء من شط العرب هذا الجزء الذي كان يمثل حلما بالنسبة للشاه. ان شعبنا الكوردي وكل احرار العالم يعرفون اليوم ان جبال كوردستان قد ضمت بين جنباتها اسطورة نضالية كبرى ومفخرة من مفاخر البطولة وانعتاق الشعوب وعيشها بكرامة. ان حياة البارزاني الخالد درس طويل تعلمه الشعب الكوردي ولعدة اجيال وعلى مدى نصف قرن وعلى يد داعية حق لا يلين حتى غدا رمزا يقف الى جانب ارفع رموز العالم التي وهبت سني عمرها من اجل ان تحيا شعوبها. اننا اذ نستذكر سفر حياة البارزاني في هذا اليوم الخالد من تاريخ شعبنا الكوردي، يوم ميلاده فاننا نتذكر كل القيم النضالية الرفيعة التي تمتع بها سيادته سواء في الحرب ام في السلم وستبقى قيمه الخالدة نبراسا لنا وللاجيال القادمة فالبارزاني الخالد مدرسة من مدارس الشعوب المناضلة ونهج ثوري وخلق قويم وقيم رفيعة. المجد لليوم الذي ولد فيه البارزاني الخالد. النصر المؤزر لشعبنا الكوردي وهو يحث الخطى على ذات الطريق... طريق البارزاني الخالد. جريدة التآخي 2007rn
في ذكرى ميلاد البارزاني الخالد
نشر في: 17 مارس, 2010: 04:33 م