TOP

جريدة المدى > غير مصنف > قصة "البلاد" مع البارزاني وقضية الأكراد

قصة "البلاد" مع البارزاني وقضية الأكراد

نشر في: 17 مارس, 2010: 04:41 م

د. فائق بطيصمم على كبح جماح الأرق اللعين والساعة تطوي عقارب الثانية بعد منتصف الليل رن هاجس في صندوق رأسه رنة الناقوس في باحة دير مهجور فانتفض مذعوراً باتجاه تكية السطح ونادى بصوت عال بعد ان لمح شبحاً يقف على بوابة الحديقة الواسعة:
rn rnrn rnrn- من هناك؟جاءه صوت يرتجف:- أنا علي عزاوي أستاذ.- خير يا علي، هل حصل مكروه للمكائن؟- كلا أستاذ.- ومن معك يا علي؟-  رزاق وشمسي الطباع.تعثرت خطاه وهو يسابق درجات السلالم للظفر بباب الحديقة وخلفه تتعثر خطوات الوالدة والزوج وكأنهما تسيران في منامهما من دون وعي، وقبل أن يتجه الى باب الحديقة سمع اسم (سامي)، تصلبت ساقاه فلم يعد يقوى على المشي.. صرخ:- هل مات؟أجاب علي بسرعة:- لا أستاذ، اعتقلوه!- من اعتقله؟- رجال الأمن.- متى؟- قبل لحظات، تحروا الجريدة بعد ان جلبوه من البيت ثم اعتقلوه.ارتدى ملابسه بسرعة وركب السيارة مع العمال باتجاه الجريدة.كانت (البلاد) قد انتقلت من مكانها القديم في محلة جديد حسن باشا الى شارع السعدون في ساحة عقبة بن نافع مقابل السفارة الأمريكية وبجوار عمارة مبدر جاسم العملاقة، والمبنى لا يبعد عن عرصات الهندية في الكرادة-خارج- الا بضعة شوارع، حيث يسكن مع الوالدة والشقيقة (ايزيس)، اما سامي فكان هو الآخر قريب السكن في الكرادة أيضاً.وجد العمال خارج مبنى الجريدة بانتظاره في الساحة الصغيرة أمام الباب الرئيسي. شاهد صفيحة القمامة وقد تناثرت منها الأوساخ وعلب الأحبار وأوراق الجريدة المطبوعة، وقد ظن ان كلاب وقطط المحلة قد عبثت بالمحتويات كعادتها، الا أنه ما ان وصل الباب حتى بادره الطباع الثاني (حسن) قائلاً:- أستاذ.. شاهدتهم يجلبون براميل القمامة من خلف مبنى الجريدة.قاطعه (علي عزاوي) وراح يقص عليه تفاصيل ما حدث من دون ان ينسى دحرجة كلمة "اوباش" بين ترانيم حديثه، قال:قرعوا الباب الرئيسي للمطبعة أربعة مراتب يقودهم معاون اسمه (حاتم) توزعوا على غرف التحرير والمطبعة وفجأة صرخ أحدهم.. سيدي وجدناها، انشغلوا بتفتيش "اللفافة السوداء" واخرجوا منها بلطة كبيرة وسكاكين منقوشاً عليها حمامات بيض وكيساً يحتوي على مادة صفراء، ثم صرخ المعاون: الله أكبر أسلحة وزرنيخ؟ أكيد مؤامرة سألوا عن رئيس التحرير، غابوا ثم عادوا بعد نصف ساعة ومعهم أخوك سامي اخذوا يصورون المبنى وصوره معنا، ثم اقتادوه في سيارة بيضاء تقف على بعد أمتار من الجريدة واختفوا.أنكب على الأرض والتقط عينة من التراب الأصفر ثم طلب من أحد العمال عود كبريت واشعل جزءاً منه فتكورت الحبات بسرعة تماما كما يتكور الطابوق في محارقه.. ضحك علي وقال:- يا للسخرية.. بس أغبياء بحق هذه مهزلة.اختنقت العبارات في فم مدير التحرير وهو يطلب من العمال ايقاف العمل في طبع الجريدة، ان القرار الذي اتخذه خطير في مثل تلك الظروف، لكنه صمم على تحدي السلطة ورجال الامن ومديرهم العام (عبد المجيد جليل).لم تكن البورجوازية الوطنية على استعداد لحل المسألة القومية الكردية حلاً ديمقراطياً عادلاً بالرغم من إعلان العفو العام عن قادة الحركة الكردية الذين كانوا يعيشون في المنفى بعد فشل ثورة الملا مصطفى البارزاني أبان الحكم الملكي وعودة الملا وأركان قيادته من الاتحاد السوفييتي الى العراق بعد الإطاحة بالملكية. لقد اطلقت بعض الأوساط شعار "الصهر القومي" في صحافة عبد الكريم قاسم وبالذات جريدة (الثورة) لصاحبها يونس الطائي وبقلم كلوفيس مقصود، تلك الدعوة العنصرية التي وقفت بوجهها قوى الشعب الديمقراطية العربية والكردية وعرتها بعض الصحف التقدمية فأوقفتها عند حدها.وكان لتحركات العناصر المستفيدة خارج وداخل سلطة تموز، وتوغلها في صفوف أجهزة الحكم الحساسة، أثرها ودورها الفعال في تعميق الخلافات بين عبد الكريم قاسم والقوى الوطنية والديمقراطية، وبالتالي بينه وبين الحركة الكردية تلك الخلافات والممارسات التي أدت الى اندلاع الاقتتال بين الأخوة العرب والأكراد وضرب الوحدة الوطنية وشركة النضال المشترك بين الشعبين الشقيقين، في حين كانت القوى الديمقراطية المخلصة للثورة تؤكد ضرورة تمتين وتعميق التضامن بين قوى الشعب بقوميتيه الرئيسيتين العربية والكردية وسائر الأقليات القومية الأخرى.تجاه تلك المخاطر الجدية رفعت القوى الديمقراطية والوطنية الحريصة على مسيرة تموز شعار "السلم في كردستان" لعب الصحفيون الوطنيون دوراً كبيراً في ترميم الصدع أو محاولة ترميمه والتثقيف بأهمية الشعار لحماية المسيرة من مخاطر التآمر، كان ثمن ذلك الدور الحكم على بعضهم بالسجن ومنهم ثلاثة محررين في جريدة (البلاد): شمران الياسري المعروف بأبي كاطع، صالح سلمان، وحميد رشيد، كما اختفى البعض الآخر ومنهم (فخري كريم) الذي التحق بالجريدة قبل فترة قصيرة.زاره في تلك الظروف صحفي شيوعي (عدنان البراك) الذي كانت تربطه بالصحف التقدمية والديمقراطية (صوت الأحرار)، (الثبات)، (الحضارة) ومجلة (14 تموز) علاقات واسعة وطلب منه ان يكون أكثر حذراً في الكتابة عن المسألة الكردية خصوصاً بعد ان لوح عبد الكريم قاسم لمعارضيه بقانون ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

مقالات ذات صلة

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد
غير مصنف

السوداني يعرض المساعدة على السوريين لضمان تمثيل مكونات الشعب في النظام الجديد

بغداد/ المدى أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، مساء الأربعاء، استعداد العراق لتقديم المساعدة للسوريين، بما يضمن تمثيل جميع مكونات الشعب في النظام الجديد. جاء ذلك، خلال استقبال رئيس الوزراء، لوزير الدفاع الألماني بوريس...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram