اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > في السودان خطوات نحو الاستقرار تفوق التوقعات

في السودان خطوات نحو الاستقرار تفوق التوقعات

نشر في: 17 مارس, 2010: 06:16 م

ترجمة/ المدىفي تقدم مهم غير متوقع، أهمل من قبل العالم  الغربي المعتاد على الانتقاد دون الثناء على أفريقيا، تم إيقاف حصول كارثة في اللحظة الأخيرة إن الشعب السوداني سيتوجه إلى صناديق الاقتراع في الشهر القادم من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، ومجلس شرعي، حكام للاقاليم وقيادة للجنوب، ضمن نظام أشبه بالحكم الذاتي.
أن هذه الانتخابات ستكون علامة في طريق لم يكتمل ولكنها ستسجل حدثاً تأريخياً في السودان، كونها الأولى من نوعها ولاشتراك عدد من الاحزاب فيها وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها منذ ربع قرن، بعد حرب مريرة وصراعات إقليمية مدنية في دارفور، بشكل خاص، وهي تأتي على الرغم من عداء الغرب المتواصل تجاه حكومة الخرطوم وقائدها الرئيس عمر البشير، بسبب جرائم ضد الإنسانية.ويعم التفاؤل جهات عدة بنجاح الانتخابات المقبلة ومن العناصر التي ستساهم في إنجاحها، توقيع مبدئي لاتفاقية السلام بين الحكومة وحركة العدل والمساواة التي تعتبر من أكبر المجموعات السودانية المسلحة، وقد تم ذلك في الشهر الماضي. وعلى الرغم من ذلك فأن الاختلافات لا تزال باقية، فالمتمردون يرغبون بتأخير عملية الانتخابات حتى يتم الاتفاق النهائي على السلام أما الأطراف المنافسة الأخرى فقد رفضت ذلك الاقتراح وعلى أي حال فأن معاناة سكان دارفور أوشك على الانتهاء وسيصوتون في القريب العاجل على مستقبلهم.والعامل المهم هو إعادة العلاقات الى طبيعتها بين السودان وتشاد إذ أن البلدين قد تحولا في الأعوام الأخيرة إلى ملجأين آمنين للمتمردين الذين يعارضون حكومتيهما وفي تحول مفاجئ صافح إدريس ديبي، رئيس تشاد، بشكل غير متوقع الرئيس عمر البشير في مدينة الخرطوم، أوائل شهر شباط الماضي، متفقين إثر ذلك على معاهدة عدم اعتداء.ولإدريس ديبي أسبابه الخاصة للإقدام على تلك الخطوة فهو أيضاً يواجه انتخابات شرعية في أواخر العام الحالي كما أنه يريد التخلص من قوات الأمم المتحدة التي تقوم بمهمة حماية اللاجئين في شرقي البلاد، وهي عملية يعتبرها الرئيس التشادي تدخلاً غير مفيد. ومن جانبه أراد البشير تفادي الانتقاد الدولي وإحلال السلام إلى غرب السودان قبل بدء الانتخابات في الشهر المقبل.أن الخيار العسكري قد فشل لدى كلا الطرفين، كما يقول جيروم نوبيانا، أحد المسؤولين عن الابحاث العلمية الاجتماعية، لقد هزم الهجوم المتكرر للمتمردين في كلا العاصمتين منذ عام 2008 ورئيسا السودان وتشاد سيكونان منشغلين بالتهيئة للانتخابات وهناك أمل في عودة السلام الى الجنوب السوداني وخاصة بعد إقرار مبدأ الخيار للشعب.أن الاهتمام الأكبر لحكومة جنوب أفريقيا التي تشكلت عام 2005 هو اتفاق سلام شامل والتوجه بدون أي تأخير الى استفتاء الاستقلال الذي تم الاتفاق عليه في شهر كانون الثاني الماضي، وهو أيضاً السبب الرئيسي الذي يجعل من هذه المرحلة التي تسبق الانتخابات وتسودها الحملات الدعائية تمضي بسلام وهدوء.ومنذ عام 2005 يحكم السودان حزب المؤتمر الوطني (NCP) بقيادة البشير ويقول خبير سوداني "أن الانتخابات قد دفعتهم الى التركيز والاتفاق على العديد من الأمور، وهذا يعني أنهم عند (الضرورة) قادرون على إنجاز اعمالهم".وهناك مخاوف في السودان من أن البشير وحزبه NCP   قد يواجهان المشاكل في الانتخابات بسبب الحكم الذي اصدرته محكمة الجرائم الدولية بحقه في العام الاخير نظراً لأحداث دارفور وتصاعد العنف فيها آنذاك وعمر البشير، مع ضعف موقفه أمام بعض السياسيين، استغل ذلك الحكم لكسب التأييد الوطني وقد بدأ ذلك الحكم يتهاوى وتوجه الانتقادات الى المحكمة الدولية لتسرعها في اتخاذ ذلك القرار ومبالغتها للموضوع.وأجندة حزب NCP  تتضمن العديد من المشاريع الوطنية ومنها التركيز على النمو الاقتصادي ـ خاصة أنه من المتوقع خروجه بأكبر نصيب من الاصوات.ويقول المراقبون، أن هناك عدة مشاكل قد تواجه الانتخابات إذ نشبت المعارك مؤخراً في دارفور ما بين قوات الحكومة وقوى معارضة في جبل مارا ـ وعلى رأسها جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد النور، ومن أهم أسباب الخلافات في الشمال الجنوبي من البلاد مسألة تقاسم المصادر الطبيعية وفي مقدمتها البترول.ويعاني الجنوب السوداني من العنف العرقي والقبلي وهناك أحزاب معارضة تنتمي الى تحالف التوافق الوطني، الذي يعرف أيضاً بمؤتمر جوبا ومن المتوقع مقاطعتها للانتخابات المقبلة.أن هذه الامور تبدو جانبية فالسودان قد قطع شوطاً طويلاً من التقدم أكبر وأوسع مما كانت تتوقعه دول الغرب إذ أنها أخيراً حددت هدفها على الطريق وهو يستحق التشجيع والثناء.عن الغارديان                 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram