اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > "قنابل" جنبلاط .. اعتيادية

"قنابل" جنبلاط .. اعتيادية

نشر في: 17 مارس, 2010: 06:17 م

متابعة اخبارية:شيءُ من امرين تحتملهما تصريحات وليد جنبلاط الاخيرة و"تبدُل" موقفه تجاه سوريا: اعادة خريطة الاصطفافات في لوحة لبنان السياسية، ومحاولة "الاشتراكي التقدمي" – الذي يتزعمه جنبلاط" اعادة هيكلة دوره كلاعب فيها. او ان هذا التبدل لا يخرج عن "عادة جنبلاط" في تصفيف قطع الساحة اللبنانية؛ تارة بهذا الشكل، وتارة بذاك. ونجد، هنا،
ان من المفيد التذكير بسوابق للزعيم اللبناني المثير للجدل: في أب عام 2009 تحدث جنبلاط بلهجة جديدة مع جبهة 14 اذار:" إننا إذ تحالفنا بمرحلة معينة تحت شعار 14 آذار بمجموعة من الأحزاب والشخصيات تحالفنا معها بحكم الضرورة، بحكم الضرورة الموضوعية آنذاك التي حكمت البلاد لكن هذا لا يمكن أن يستمر، علينا إعادة التفكير بتشكيلة جديدة أولا داخل الحزب ثانيا على الصعيد الوطني من أجل الخروج من هذا الانحياز ومن هذا الانجرار إلى اليمين والعودة إلى أصولنا وثوابتنا اليسارية". حديث جنبلاط، في حينها، أرتبط بطبيعة التركيبة السياسية في لبنان؛ اليسار كان، وما زال، يضم حزب الله، حركة امل، الحزب الشيوعي اللبناني، العماد ميشيل عون، وقوى اخرى. اما اليمين، فقد ردَّ تحالف 14 اذار في الشهر نفسه بالقول:"يقلقنا كثيرا ما يفكر به جنبلاط باعادة اللتفكير بتحالفه معنا". هذا الحديث فيه اغفال لحقيقة وطبيعة الاداء السياسي للزعيم المتقلب. فوليد جنبلاط أشتهر في الأوساط الشعبية والسياسية اللبنانية بكونه صاحب مواقف سياسية متقلبة، كما عرف عنه انتقاداتها الحادة لحلفائه وخصومه السياسيين على حد سواء. لكنه، اليوم، خرج عن مألوفه "غير المألوف" وتبرئ من انتقاداته للرئيس السوري بشار الاسد.فبتقلباته المستمرة ومواقفه المتعارضة يضع حلفاء جنبلاط وخصومه السياسيين في حيرة، يراهن البعض على أن جنبلاط بمجرد ما يوجه انتقادات لاذعة لخصومه فإنه سرعان ما يراجع نفسه ويعود، تجاريه بعض القوى بالقول إن للرجل مذهبا في التعبير عن آرائه السياسية وانتقاد خصومه في الداخل والخارج لكن الكل يجمع على أن ماضيه يثبت أنه لا يجد غضاضة في تغيير مواقفه بعفوية قد لا يتقنها غيره من رجال الساسة في الساحة اللبنانية. وتستمر التحليلات المرافقة لتصريحات وليد جنبلاط الأخيرة ففي حين قلل جعجع من شأن الزيارة المتوقعة لوليد جنبلاط إلى دمشق، ووصفها بالـ"لاشيء"، يرى محللون سوريون أن تصريحات الأخير شأن داخلي، فيما أكد آخرون أن جنبلاط عاد الى رشده السياسي، ويرى بعض المراقبين أن تأخر زيارة جنبلاط لدمشق يخضع لعدة عوامل معقدة. وقال مصدر سوري رسمي أن التحولات الأخيرة في مواقف جنبلاط "تمثل شأناً لبنانياً داخلياً يتصل بمجموعة تفاهمات بين بعض اللبنانيين، وسوريا غير معنية بالاصطفافات أو التحالفات السياسية التي تجري في لبنان"، فيما قال مسؤول سوري آخر أن جنبلاط "عاد إلى رشده السياسي بهدف ضمان عبوره إلى دمشق". وتأتي هذه المواقف في أعقاب تأكيد سوريا رسمياً امس ترحيبها بزيارة الزعيم الدرزي اللبناني رئيس كتلة (اللقاء الديمقراطي) البرلمانية، بعد يوم من صدور بيان بنفس المعنى عن حزب الله اللبناني أشار إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستقبل جنبلاط قريباً، وأن سوريا طوت صفحة الماضي معه بعد أن اعتذر للأسد عن تصريحات عدائية كان أصدرها بحقه عام ألفين وسبعة. وخلال الأشهر الأخيرة، تحدثت وسائل إعلام عديدة عن زيارة جنبلاط إلى دمشق، وبعضها حدد موعداً لها، الأمر الذي لم يحدث على الرغم من مصالحة جنبلاط مع معظم حلفاء سوريا في لبنان، وتبريره لبعض الهجوم الذي كان شنه على القيادة السوريا خلال السنوات الأربعة الأخيرة. وجنبلاط الذي بات في مرحلة من المراحل من أشد أعداء سوريا منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال في آب الماضي خلال افتتاحه الجمعية العمومية لمؤتمر حزبه في بيروت، إن تحالفه مع قوى الأكثرية اللبنانية المعروفة باسم 14 آذار"كان بحكم الضرورة ويجب ألا يستمر"، وهي خطوة أثارت جدلاً كبيراً في أوساط حلفائه وأعدائه وخاصة سوريا، وخلطت الأوراق فيما يتعلق بالتركيبة الحكومية اللبنانية. وكان جنبلاط "قنبلة" بإعلانه وجوب انتهاء تحالفه مع قوى الأكثرية النيابية اللبنانية المعادية لسوريا، وباتت وسائل الإعلام تتحدث عن زيارة مرتقبة له لسوريا لطي صفحة الخلاف، الأمر الذي لم يؤكده جنبلاط نفسه حتى اليوم. يرى بعض المراقبين أن تأخر زيارة جنبلاط لدمشق يخضع لعدة عوامل معقدة، منها ما له صلة بالقيادة السوريا وقبولها استقباله، ومنها ما يتعلق بجنبلاط نفسه الذي لا تنقصه الحنكة والخبرة السياسية، ويعرف متى يقوم بخطوته وكيف.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram