متابعة اخبارية:كان واضحا منذ ان تسلم ديمتري ميدفيديف الرئاسة ان صورته لا تتجاوز «برواز» سلفه رئيس الوزراء الحالي، فلاديمير بوتين. لكن تصريحاته الغاضبة الخارجة عن مألوف روسي محدد الادوار لا يعرف تحريك مياه سياسية تقليدية تفصح عن تمرد قد يغير الاوراق الروسية، ميدفيديف خرج بالامس وهدد من يتجاهل اوامره من مسؤولين روس باقالتهم.
الرئيس الروسي هدد باقالة مسؤولين شكا من انهم لا يزالون يتجاهلون اوامره بعد نحو عامين من توليه الرئاسة من فلاديمير بوتين. وكان ميدفيديف تعهد بتنفيذ سلسلة اصلاحات لتحديث روسيا لكن معارضين يقولون انه لم ينفذ وعوده حتى الان ولا يزال متواريا في ظل بوتين الذي يعتبره اغلب الروس الزعيم الاعلى للبلاد.واظهر التلفزيون الروسي ميدفيديف وهو يقول للوزراء وحكام الاقاليم في مؤتمر هاتفي من خلال رابطة فيديو «كثيرا ما اتلقى تقارير من الاقاليم والحكومة لكنها لا تبدو دائما حقيقية.«كثيرا جدا تكون هذه مجرد اعذار وحجج ... وعندما تبحث المسألة من أساسها يتضح انه لم يتم عمل شيء في واقع الامر».واضاف «من لا ينفذون (الاوامر) ينبغي اقالتهم من وظائفهم والقاؤهم في الشارع».وترك بوتين الرئاسة في ايار 2008 بعد ولايتين مدة كل منهما اربع سنوات وما زال اكثر الساسة في روسيا شعبية ويعتقد كثير من المحللين انه سيعود لترشيح نفسه للرئاسة لاحقا.ووعد ميدفيديف (44 عاما) بتحقيق انفتاح للنظام السياسي الروسي الذي يخضع لسيطرة محكمة وتحديث الاقتصاد ومكافحة الفساد لكن كثيرا من الدبلوماسيين يقولون انه لم ينجز شيئا يذكر حتى الان.لكنه طالب المسؤولين بالحذر من معاونيهم الذين قال انهم لا ينقلون اليهم الصورة على حقيقتها ويحجبون عنهم بعض المعلومات في كثير من الاحيان وابلغ الاجتماع بانه ينبغي لجميع المسؤولين الحصول على المعلومات المباشرة من المواطنين الروس بشأن مشاكلهم.ونقلت وسائل الاعلام المحلية عن قنسطنطين شويشنكو مساعد ميدفيديف قوله في الاجتماع ان وزارات الدفاع والطاقة والتنمية المحلية هي اسوأ الوزارات تنفيذا لاوامر ميدفيديف. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل.لكن الامر مختلف تماما لدى بوتين، فقد أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس الاربعاء بأن الروس يعتبرون رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أهم شخصية سياسية في البلاد وأنه مستمر في التغطية على صورة خلفه في الرئاسة ديمتري ميدفيديف. وأجري استطلاع الرأي الشهر الجاري بعد تصريحات انتقد فيها ميدفيديف الفساد المستشري في روسيا وإخفاقات أخرى. وقال محللون إنها محاولة من جانبه للخروج برؤية خاصة والابتعاد عن ظل بوتين. وذكرت النتائج أن الروس لا يعتقدون أن ميدفيديف تمكن من تكوين مركز قوة خاص به بعد 18 شهرا من توليه الرئاسة في انتخابات آذار 2008. وقالت نسبة 67% من المشاركين في الاستطلاع الذي أجراه مركز ليفادا المستقل، إن بوتين -مع الدائرة المحيطة به- هو صاحب النفوذ الرئيسي في سياسات ميدفيديف، في حين قالت نسبة 20% فقط إن ميدفيديف يتبع سياسة مستقلة.ولم تطرأ تغييرات كبيرة على هذه الأرقام في الشهور القليلة الماضية. وقال 81% من المشاركين في الاستطلاع إن ميدفيديف -الذي اختاره بوتين لخلافته في الرئاسة- ينفذ الأجندة السياسية نفسها لسلفه في المنصب.وميدفيديف سياسي روسي، أصبح الثالث ضمن رؤساء روسيا الاتحادية، كما أنه الأصغر سنا من بين هؤلاء الثلاثة.ويتحدر ديمتري من لينينغراد المعروفة حاليا بسانت بطرسبورغ. وهو الابن الوحيد لآناتولي ميدفيدف الذي كان أستاذا في معهد لانسوفيت التكنولوجي ثم في معهد هيرتزن التربوي، وقد أصبح مرشدا في المتاحف بعد ذلك. وميدفيدف متزوج وله ابنه الوحيد إيليا.ومنذ صغره أحب ميدفيدف التصوير وموسيقى «الروكن رول»، وهي موسيقى أميركية صاخبة، ثم إنه من هواة رياضة حمل الأثقال والسباحة. في حين نشأ بوتين في جو عسكري كضابط في الكي جي بي.ويوصف ميدفيدف بأنه تكنقراطي ومتمرس في الاقتصاد والأعمال، ويصنف ضمن الجناح الليبرالي في الكرملين في مقابل جناح «الأقوياء» المشهورين في روسيا بتسمية «سيلوفيكي» وهم قدامى جهاز «كي جي بي» المسيطرون على الجيش والشرطة وأجهزة الأمن.
نوافـــذ :ميدفيديف المختفي وراء صورة بوتين يحاول التمرد
نشر في: 17 مارس, 2010: 06:23 م