كريم محمد حسينغياب السياسة الزراعية الناجعة، وعدم تطوير البرامج المعدة للواقع الزراعي، بالاضافة الى معضلة المياه التي كان لها دور مهم وفعال في إفشال جميع الخطط التي لها دور في استنهاض الزراعة وسقي الاراضي، وجعل المساحات الشاسعة مساحات خضراء،
فشحة المياه متعلقة بالدول المتشاطئة مع نهر الفرات، وهذه الدول أمّنت نفسها مائيا، كونها شيدت السدود تلو السدود وشفطت معظم حوض الفرات،اما العراق فهو ينتظر الاطلاقات المائية التي تجود بها تركيا وسوريا بعد مفاوضات وتنازلات كثيرة، وعلى صعد اخرى تبقى هذه الاطلاقات المائية قليلة ولاتلبي طلبات العراق، واحتياجاته من المياه هذا من جانب ،ومن جانب آخر الجارة ايران هي الاخرى تضغط على العراق في مسألة المياه وبفعلها هذا احالت معظم الاراضي المجاورة لها او الاراضي التي تصب بها هذه الروافد النابعة من ايران والمارة بنهر ديالى الى يباس تام وصحراء، غادرها معظم ناسها من اصحاب البستاين والزراع ، عند هذا وذاك فقد العراق وفقدت بغداد الاحزمة الخضراء، وانتقل الفلاح الى المدينة ليزاحم اهل المدن بأعمالهم وهذا بدوره خلق فيلقا آخر من العاطلين عن العمل، وساهم ايضا بأزمة السكن وبالتالي ارتفاع اسعار الايجارات، كذلك اسعار الاراضي لغرض السكن، وهكذا تتكاثر الازمات والاختناقات اثر غياب السياسة المائية والزراعية، وضعف القرار السياسي السيادي ازاء هذه المشاكل القادمة من الجوار العراقي . نتوقف عند هذه الاسباب ونرجع الى الحزام الاخضر الذي بفقدانه تحولت معظم ارض السواد الى ارض بور، تعيث بها الريح من كل اتجاه ويجوبها الغبار، ليدخل في ادق جزيئات الحياة فتزداد درجات الحرارة، ويختل التوازن البيئي، فيتحول الشتاء الى ضيف قصير الاقامة ولايلبث ان يغادر، ليفسح المجال للشهور القائظة والتي تقضي على الاخضر ان كان هناك اخضر ، وفي خضم هذه الازمات يبقى المواطن ينتظر الحلول والمعالجات من قبل وزارة الموارد المائية، ووزارة الزراعة ووزارة الخارجية للقيام بعملها وفق الاختصاصات المناطة بها، واذا لم تتحرك بالسرعة المطلوبة، فان الاضرار جسيمة ولايمكن معالجتها بجرعات من هنا وهناك لاتفي بالغرض ولاتلبي اي حاجة ،فتوفير المياه مطلب ضروري وحق طبيعي للعراق، كونه من الدول المتشاطئة وهذه مهمة وزارة الموارد المائية ووزارة الخارجية، اما وزارة الزراعة فلها عمل كبير وعظيم اذا ماقامت بما تيسر لها من امكانيات باستصلاح الاراضي، وتوفير المياه بما موجود في الانهر والروافد والمياه الجوفية، كذلك العمل على تبطين الجداول لتخفيف الهدر الحاصل والذي يسبب ازمة مضافة للازمات الموجودة اصلا، وان تم فعلا العمل بهذا الموضوع بجدية واضحة مع النزاهة والنوايا الحقيقية بالتنفيذ، وبالتالي الانجاز خلال السنوات القليلة القادمة، فان العراق سيرجع اخضر،وتلفه الاطواق الخضراء، ويرجع الفلاح لاستصلاح ارضه وتخف الاختناقات وتهبط الاسعار، خصوصا بعد الانتخابات وما ستفرزه من حكومة تطبق برامج التنمية التي وعدت بها قبل الانتخابات.
كلام ابيض :الحزام الأخضر
نشر في: 17 مارس, 2010: 07:23 م