شاكر حسنيصدر بين فترة وأخرى من بعض ما يسمى بشيوخ الوهابية في السعودية فتاوى تكفر هذه الفئة او تلك او هذا المذهب او ذاك، وتستبيح دماءهم وتحلل قتلهم. ولم يسلم من شرهم وفتاواهم الشريرة حتى بعض الكتاب والادباء والمفكرين، لأنهم ببساطة اعتبروا كتاباتهم وآراءهم مخالفة لما يعتبرونه مبادئ اساسية موجودة في القرآ ن الكريم والسنة النبوية الشريفة ولدى السلف الصالح .
وكل مخالف بنظرهم هو كافر فاجر يجب القضاء عليه لأنه خطر على الاسلام والمسلمين ومحاربته بكافة السبل بما فيها القتل. فأي اختلاف في الرأي بنظرهم هو بدعة و كل بدعة ضلاله وكل ضلالة تؤدي الى النار. حتى ميكي ماوس المسكين لم يسلم من شرهم، حيث طالب احد علمائهم، وهوالشيخ السلفي محمد صالح المنجد، الاطفال على عدم مشاهدة ميكي ماوس او الاعجاب به لأن ذلك مفسدة ومضيعة للوقت، وحث على ملاحقة وقتل الفئران في الحل والحرم لأن الشيطان يسير هذه الفأرة وانها من جنود ابليس. وبما انه توجد في السعودية اهم مدن المسلمين المقدسة وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة، فأن لهذه الفتاوى التكفيرية اهميه كبيرة لدى بعض المسلمين، وتجد لها آذانا صاغية لديهم وخاصة لدى البسطاء والجهلة والمتعصبين، ما يؤدي الى سفك دماء بريئة بين فترة واخرى يروح ضحيتها الاف من البشر، كما يحدث بين فترة واخرى في العراق وباكستان ولبنان وغيرهم. لقد بلغ السيل الزبى من هؤلاء التكفيريين، لذلك يجب ايقاف هؤلاء المعتوهين عند حدهم وتقديمهم للعدالة كمجرمي حرب لأنهم ببساطة اساس البلاء الذي حل في العالمين العربي والاسلامي وغير الإسلامي من قتل للناس على الهوية في الشوارع والاماكن العامة ودور العبادة، لا يسلم منهم لا مسلم ولا غير مسلم، لا شيعي ولا سني.يجب على المثقفين والكتاب والمفكرين والذين يجيدون لغات اخرى غير العربية، جمع فتاوى ومؤلفات وخطب هؤلاء التكفيرين وترجمتها الى اللغات العالمية وتوزيعها على جميع منظمات حقوق الانسان والى قسم حقوق الانسان في الامم المتحدة والاتحاد الاروبي والى جميع برلمانات الدول المتقدمة ليطلع العالم على افكار هؤلاء التكفيريين. حسب علمي اصبحت كلمة الوهابية ( Wahhabism ) معروفة وممقوتة لدى كثير من شعوب العالم وخاصة لدى المثقفين والسياسين في الدول المتقدمة، لذلك يجب استغلال ذلك للتعريف اكثر بهذا الفكر التكفيري والمطالبة بتقديم هؤلاء للمحاكم الدولية بتهمة الابادة الجماعية ونشر الفرقة والكراهية بين البشر. لدينا في العراق آلاف الاعترفات للمجرمين من اتباع القاعدة والتكفيريين الذين ارتكبوا المجازر الجماعية ضد المدنيين الابرياء، وان الغالبية العظمى ، من الذين قاموا بهذه الاعمال الاجرامية ، ان لم يكن جميعهم ، متاثرون بهذه الفتاوى التكفيرية.وخير دليل على فعالية ونجاعة هذا الاسلوب هو ما قام به الكاتب والناشط العراقي البطل علي السراي لوحده والمقيم في المانيا قبل حوالي سنة ، عندما قام بترجمة واطلاع البرلمان الالماني والحكومة الالمانية على فتاوى وأراء احد شيوخ الوهابية الذي كان موجودا في حينه في المانيا للعلاج , حيث صدرت مذكرة اعتقال بحقه , الا ان السفارة السعودية تدخلت وقامت بتسفيره سريعا بعد ان قطع علاجه. لقد ذهب عشرات الالوف من الضحايا العراقيين الابرياء نتيجة لهذه الفتاوى التكفيرية من قبل هؤلاء المعتوهين، وخاصة في العمليات الانتحارية، واعتقد انه آن الأوان لأيقافهم عند حدهم، فليست دماء العراقيين رخيصة الى هذا الحد لكي نقف مكتوفي الأيدي ونسكت وننتظر حدوث مجزرة جديدة اخرى لكي نكرر برقيات التعازي والاستنكار التي مللنا منا وملت منا ومن سكوتنا وصبرنا!
أما آن الأوان لإيقاف شيوخ فتاوى التكفير عند حدهم؟
نشر في: 19 مارس, 2010: 04:06 م