خليل جليلاعتقد ان الكل لمس بوضوح حجم الاستياء الكبير الذي اظهرته جماهير الاندية المنسحبة من بطولة الدوري استجابة لرغبة المسؤولين في تلك الاندية الامر الذي تسبب بحرمان اعداد كبيرة من جمهورنا الكروي الذي وجد من يتلاعب بمشاعره وبمقدرات هذه الاندية والجمهور الذي وجد في مسابقة الدوري فرصة
ومتنفسا لها لمواجهة أعتى وأقسى الظروف فراحت ملاعبنا تخفف من وطأة ذلك لكنه يجد نفسه مرة أخرى تحت وطأة التفرد بالقرارات التي تتخذ هنا وهناك التي يفترض ان تكون من صلاحيات الهيئات العامة لتلك الاندية واعضاء اداراتها حق اتخاذها واعتمادها لكن يصل الحد ان يتخذ مسؤول في هذا النادي او ذاك قرارا شخصيا بانسحاب فريقه الكروي من بطولة الدوري من دون ان يلتفت الى عمومية ناديه وزملائه في مجلس ادارته لابد من ان تكون مثل القرارات عرضة للمساءلة والمناقشة بدلا من ان تكون قرارات ذات صبغة شخصية لا غير.ان الخطوات الفردية الشخصية المتسرعة التي اتخذها عدد من مسؤولي الاندية لم تؤشر سوى مؤشرات عدم القدرة على المجابهة واقناع الآخرين بمثل هذه التصرفات التي لم تكن قائمة على حجج ووقائع تعطي لهم الصلاحية والقدرة لاتخاذ مثل هذا الامر ، بل اعطت الضوء الاخضر لتعرض هذه الاندية الى عقوبات وهزات بين لاعبي فرقها وبالتالي تكون هذه الاندية قد خسرت اكثر مما كانت تتوقع الحصول ونعتقد بان مسؤولي هذه الاندية سمعوا جيدا ما صرح به رئيس اللجنة الاولمبية العراقية رعد حمودي في مؤتمر صحفي اكد فيه وامام جميع وسائل الاعلام " ان الذي يقاطع الدوري يقاطع نفسه " ومشيرا في الوقت ذاته الى " ان اللجنة الاولمبية هي المسؤول الاول والاخير في اتخاذ أي قرار " ونعتقد بان كلامه هذا لا يخرج عن اطار عائدية الاندية الى اللجنة الاولمبية بعد القرار الحكومي الأخير.وما شهدته بعض ملاعبنا في الجولة الماضية عندما احتشدت جماهير بعض الفرق خارج اسوار الملاعب مستاءة من غياب فرقها عن مباريات المسابقة نتيجة اوامر وتوجيهات شخصية ما اثار مشاعر جمهورنا الكروي وسط مظاهر الاستياء والاستغراب من تلك القرارات المتفردة والمؤذية في الوقت ذاته لتلك الاندية وفرقها وما طالبت به تلك الجماهير الكروية باستقالة بعض المسؤولين في تلك الاندية بعد ان تأكد لهم بانهم يتلاعبون بمشاعرهم ومقدراتهم من دون وجهة حق وبعيدا عن كل الثوابت والانظمة التي تحيط بعمل الاندية .نحن نعلم جيدا بان قرارات الانسحاب من الدوري في كل مكان من العالم تأتي على خلفية ظواهر تحكيمية تجتاح مباريات الدوري قد تلعب هذه المظاهر والظواهر دورا كبيرا في ألحاق الأذى بالفرق او بسبب التلاعب بالنتائج او بسبب الوقوف مع اندية على حساب اخرى وبالتالي تكون هناك خطوات مقنعة لمثل هذا الانسحاب ، لكن تتخذ بعض الاندية قرار انسحابها من بطولة الدوري على خلفية تراجع اللجنة الاولمبية عن قرار سابق وجدت الآن من المهم التخلي عنه لربما بعد ان وجدت ارضية مقبولة لخطوتها الجديدة التي ترى فيها مصلحتها اكثر من غيرها،هذا ما يتنافى مع كل الموازين والعمل الرياضي التي تبقى اللجنة الاولمبية صاحبة الحق في رسم ملامحه واساسياته فضلا عن احترام قراراتها طالما تتمثل وحدها وتحمل على عاتقها مهمة العمل الرياضي برمته في البلاد.لكن هناك من يأتي ويعترض على مفاهيم العمل الاولمبي وصاحبة الشأن فيه اللجنة الاولمبية ويريد ان يفرض سلسلة من الامور التي يسعى فيها الى إشاعة اجواء من التوتر غير المجدي ستدفع ثمنه فرقنا وجمهورنا الكروي قبل ان يدفع ثمنه مسؤولو هذه الاندية التي كنا نأمل ان يكون لها موقف اكثر موضوعية مستقبلا واكثر إقناعاً في رسم ملامح مستقبل كرة القدم المقبلة على انتخابات حاسمة يفترض ان تتحمس لها الاندية وتأخذ دورها في إجراء هذه الانتخابات بدلا من التلاعب بمشاعر جمهورها.
وجهة نظر: ليس من حقهم التلاعب بالمشاعر
نشر في: 19 مارس, 2010: 04:33 م