أبوجا / رويترزاستدعت نيجيريا سفيرها من ليبيا وتساءلت عما اذا كانت الدولة الواقعة في شمال أفريقيا ترعى أعمال العنف بعد أن طالب الزعيم الليبي معمر القذافي بتقسيم نيجيريا على أساس ديني.وقالت وزارة الخارجية النيجيرية انها استدعت سفيرها لدى ليبيا عيسى محمد لاجراء مشاورات عاجلة
بعد تصريحات القذافي التي جاءت في وقت تسعى فيه نيجيريا لاحتواء اشتباكات عنيفة بين عصابات من المسلمين والمسيحيين أسفرت عن مقتل المئات حول مدينة جوس بوسط البلاد.وفي غضون ذلك وافق البرلمان النيجيري في ساعة متأخرة يوم الخميس على قرار يحث الحكومة النيجيرية على أن تطلب من الاتحاد الافريقي اجراء تحقيق فيما اذا كانت ليبيا تدعم "متسللين" لتقويض استقرار البلاد.وقالت وزارة الخارجية النيجيرية "أقوال العقيد القذافي التي تفتقر الى الحساسية والتي كثيرا ما تكون غير مسؤولة وحركاته المسرحية وسعيه للفت الانتباه في كل مناسبة...أصبحت لا تحصى. وهذا قلل من مكانته ومصداقيته كزعيم يؤخذ على محمل الجد."وأضافت الوزارة "تصريحاته بخصوص الازمة في جوس وولاية بلاتو غير مقبولة ولا تليق أن تصدر عن اي زعيم يزعم أنه يدافع عن قضية اندماج أفريقيا ووحدتها."وقال القذافي في كلمة للطلبة هذا الاسبوع ان الازمة في جوس صراع مرير له طابع ديني وأشار حسبما ذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الى أن تقسيم نيجيريا على أساس ديني يمنع سفك المزيد من الدماء بين المجموعات المتناحرة فيها واحراق دور العبادة.وأشاد القذافي بنموذج الهند وباكستان وقال ان التقسيم أنقذ أرواح الكثيرين.وتقع ولاية بلاتو وعاصمتها جوس عند تقاطع طرق بين شمال نيجيريا الذي يغلب على سكانه المسلمون وجنوبها الذي يغلب على سكانه المسيحيون.وأثارت المنافسة الشرسة على أراض زراعية خصبة بين مسيحيين وسكان أصليين وثنيين ومستوطنين مسلمين من الشمال وأيضا التناحر السياسي اضطرابات متكررة بالمنطقة على مدار السنوات العشر الماضية.وأسفرت اشتباكات استمرت لايام في يناير كانون الثاني وفي الاسابيع الاخيرة عن مقتل المئات مما أدى الى تنديد عالمي.وجاء في قرار البرلمان النيجيري "نطلب من الحكومة الاتحادية أن تطلب من الاتحاد الافريقي أن يأمر باجراء تحقيق مستقل... وأن يتحقق مما اذا كانت هناك علاقة بين تصريحات (القذافي) والمصادر الاصلية لامداد متسللين يجيئون لمحاربة النيجيريين في وطنهم."وكثيرا ما تنحى نيجيريا باللائمة على متشددين من دول مجاورة في أعمال العنف في وسط وشمال البلاد ولكن لا توجد أدلة من مصادر مستقلة عن تدخل أجنبي.